"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"، فلا يأتى أحد لهنا دون الصلاة بهذا المكان المقدس، حيث يتسابق الحجاج المصريون فى الصلاة عند مقام إبراهيم بمحيط الكعبة المشرفة.
ويقع مقام إبراهيم عليه السلام فى صحن الكعبة المشرفة، وهو ذو مظهر بلورى مذهّب له العديد من الفضائل، ومنها أنه ياقوتة من يواقيت الجنة وورد ذكره فى القرآن الكريم فى قوله عزّ وجلّ"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"، ووقف عليه إبراهيم عليه السلام كما أمره الله بذلك .
والمقام حجر أثرى قام عليه النبى إبراهيم ـ عليه السلام ـ عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء ليقومَ فوقه، ويناوله ابنه إسماعيل - عليه السلام - الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار كلَّما كَمَّل ناحية انتقل إلى أخرى يطوف حول الكعبة ويقف عليه، وكلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التى تليها حتى تم بناء جدران الكعبة المشرفة الأربعة .
وفى عهد خـادم الحرمين الشريفين الملك فهـد بن عبد العزيز آل سعود رمم مقام إبراهيم عليه السلام، وفى هذا الترميم تم استبدال الهيكل المعدنى الذى كان مركبًا على مقام إبراهيم عليه السلام بهيكل آخر جديد مصنوع من نحاس ذى جودة عالية، كما تم تركيب شبك داخلى مطلى بالذهب، وتم استبدال كساء القاعدة الخرسانية للمقام التى كانت مصنعة من الجرانيت الأسود ورخام بقاعدة أخرى، مصنعة من رخام كرارة الأبيض الصافى.
أما الشاذروان فهو الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف، وهو مسنم الشكل ومبنى من الرخام فى الجهات الثلاث، ما عدا جهة الحِجْر، ومثبت فيه حلقات يربط فيها ثوب الكعبة المشرفة ولا يوجد أسفل جدار باب الكعبة المشرفة شاذروان .
وتم تجديد الشاذروان فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أثناء الترميم الكبير للكعبة المشرفة، حيث جدد رخام الشاذروان القديم برخام جديد يحاكى ألوان ونوعية الرخام القديم، مع المحافظة على الرخامات القديمة الموجودة تحت ناحية باب الكعبة، وهى رخامات جميلة ونفيسة ومحافظة على جودتها ومتانتها .
ويعتبر الركن اليمانى، ركن الكعبة المشرفة الجنوبى الغربى، ويوازى الركن الجنوبى الشرقى الذى يوجد به الحجر الأسود، وهو يسبق الحجر الأسود فى الطواف، ويسمى بالركن اليمانى؛ لأنه باتجاه اليمن.
وتعتبر مكة المكرمة أشرف البلدان وخير الأماكن، والبلد الحرام اختارها الله سبحانه وتعالى مهبطاً للوحى وقبلة للمسلمين وجعل فيها العديد من المناسك لعباده.
ويرجع تاريخ تأسيس مكة المكرمة إلى ما قبل ميلاد النبى إسماعيل وقيامه مع أبيه النبى إبراهيم عليهما السلام - برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة المكرمة فى بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، أثناء الطوفان الذى ضرب الأرض فى عهد نبى الله نوح - عليه السلام -، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن وادٍ جاف تحيط بها الجبال من كل جانب.
وإلى هذا الوادى بدأ الناس بالتوافد والاستقرار فيه، بعدما تفجر بئر زمزم فى القصة المشهورة عندما ترك النبى إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله تعالى، ومن ثم رفعت قواعد الكعبة، إذ حلت بمكة جماعة من قبيلة جرهم .
وتضم مكة المكرمة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن فى الأرض بالنسبة للمسلمين، ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين فى الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التى تشد إليها الرحال، بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين فى موسم الحج والعمرة.