أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن العدوان التركى على سوريا يؤكد ضرورة تنفيذ ما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى - خلال زيارته إلى البحرين العام الماضى، من وجوب بلورة دور عربى موحد إزاء الملف السورى.
وقال آل خليفة - فى حوار خاص لصحيفة "النهار" الكويتية، نشر اليوم الأحد، بالتزامن مع نشره بصحيفة "الأيام" البحرينية – "عندما بدأت تركيا عدوانها على سوريا، كان هناك تحرك عربى من عدد من الدول العربية، ودعت الجامعة العربية لاجتماع.. دائماً كان هدفنا أن يكون هناك دور عربى فاعل إزاء الملف السوري، وهذا ما أكد عليه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، عندما قام بزيارة إلى البحرين العام الماضي، واجتمع مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكان هناك موقف موحد إزاء سوريا، كذلك عندما اجتمعنا فى نيويورك مع المبعوث الأممى الخاص بالأزمة السورية ستافان دى ميستورا، وكان الاجتماع يضم حينها مصر، والبحرين، والسعودية، والإمارات، والأردن، وأكدنا للمبعوث الأممي، أن هدفنا أن يكون هناك دور عربى فاعل مشترك لمساعدة السوريين، وهذه السياسة لم تتغير، لذلك رأينا ردة الفعل إزاء العدوان التركى على سوريا، والتى تترجم موقف هذه الدول العربية إزاء السوريين، ونحن نتطلع إلى أن تستقر سوريا، وألا تنتهك سيادتها، وأن يعود إليها الأمن والاستقرار، ويعود السوريون إلى مدنهم وقراهم".
وشدد على أن العدوان التركى على شمال سوريا، يمثل انتهاكا لسيادة دولة عربية تمر فى مرحلة صعبة، لافتا إلى أن سوريا تعرضت مثل هذا الانتهاك عدة مرات بعد اتفاقية (سايكس بيكو)، وتم انتزاع لواء الإسكندرون ومحيطه منها وضمه إلى تركيا، متسائلا فى الوقت نفسه :"هل نحن نشهد الآن مرحلة جديدة لابتلاع أراضٍ من دولة عربية وضمها لتركيا ونقف مكتوفى الأيدي؟، إذا لم نتحرك، فسوف نتحمل مسؤولية كبيرة إزاء ما يتعرض له هذا البلد العربى الشقيق.
وطالب وزير خارجية البحرين "أن يكون هناك موقف عربي.. ونتمنى أن يكون موقف الدول ينسجم مع لغة البيان الصادر عن الجامعة العربية.. يجب أن تكون رسالتنا واضحة إلى جميع دول الجوار، وكما نرسل رسائل واضحة إلى إيران، فيجب أن تكون رسالتنا واضحة إلى تركيا، وهى رفضنا التام لانتهاك سيادة أى دولة عربية، وإذا كانوا يتطلعون إلى علاقات طيبة مع الدول العربية، فأبوابنا مفتوحة، وإذا استهدفوا دولنا العربية، فنحن سنقف بوجه هذا العدوان الذى تعرضت له سوريا ومن قبلها العراق".
وأعرب عن تطلع المنامة إلى استقرار اليمن، وابتعاد إيران ورفع يدها عن هذا البلد العربي، مؤكدا أن الحوثيين، كانوا أحد الأطراف التى وصلت إلى الحل السياسى للازمة اليمنية، عبر المبادرة الخليجية، لكنهم انقلبوا بسبب دعم إيران وميليشياتها، سواء الحرس الثورى الإيرانى أو غيره لهم.
وفيما يتعلق بالأوضاع التى تشهدها الساحة العراقية.. أكد آل خليفة عدم تدخل البحرين فى شؤون الدول الأخرى، لكن المنامة يؤلمها ما يحدث فى العراق، وتتمنى الاستقرار له وللشعب العراقى الشقيق، معربا فى الوقت نفسه عن أمله فى أن يتخلص العراق من أى تدخل خارجى حيث إن التدخل الإيرانى فى العراق، والهيمنة على أحزاب سياسية به، هو أساس المشكلة.