أكد رئيس تحرير موقع أحوال التركى، يافوز بيدر أن أردوغان يديه مقيدتان، عقله مقفل، موضحا أن الأرض التى يأمل أن يقف عليها سوف تهتز بعد الصفقة التى أبرمها أردوغان مع واشنطن.
قال رئيس تحرير موقع أحوال التركى أن أردوغان قام بمقامرة سياسية، من النوع الذى أتقنه على مر السنين، حيث سيعمل على استغلال تحركه فى سوريا، ليؤكد من جديد على أنه القائد الأعلى، لاستخدام الأدوات المحلية لترويض خصومه بشكل أكثر قسوة وإصلاح أى ضرر تعانى منه صورته بسبب هزيمة فى الانتخابات المحلية.
وأكد رئيس تحرير موقع أحوال التركى فى مقالة تحليلية له أن التحرك التركى فى سوريا سوف يكلف أردوغان الكثير فى النهاية، موضحا أن الوثيقة المكونة من 13 نقطة مليئة بعبارات غامضة ومزالق دبلوماسية، تترك فراغ كبير فيما يتعلق بالجهات الفاعلة الرئيسية فى سوريا التى مزقتها الحرب.
وأشار "يافوز بيدر" إلى أن أردوغان إذا لم يقم الأمريكيون بتطهير قوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد فسوف يتسارع التوغل، مشددا على ضرورة أن تؤخذ هذه الإشارات كدليل على أن أنقرة ستحاول تعظيم مكاسب الصفقة لممارسة وجود عسكرى دائم فى الأجزاء التى غزتها فى سوريا.
وأكد أن الصفقة الأمريكية – التركية لا يمكن أن تخفى حقيقة أن تركيا معزولة لأن لديها بعض الخطط الغريبة لبدء مشاريع إعادة التوطين والبناء على أرض أجنبية، دون موافقة أى شخص.
وأشار إلى أنه إذا كانت الأولوية بالنسبة لسوريا هى إعادة تأكيد سيطرتها على الأجزاء الشمالية ذات الأغلبية الكردية وإجبار تركيا على الخروج من أراضيها، فستكون روسيا، الفائزة فى لعبة الشطرنج السورية متعددة الأبعاد.
وأوضح الكاتب التركى أن الرئيس السورى بشار الأسد والروسى فلاديمير بوتين يدركان أن هذه الصفقة غير واضحة وقصيرة الأجل، وأنه بمجرد موافقة قوات سوريا الديمقراطية على اختيار جانبهم، فإن اتفاقية أضنة التى يشير إليها أردوغان لن يكون لها صلاحية فيما يتعلق بصفقات استمرار الوجود.
وأشار إلى أن ألكساندر لافرينييف مبعوث بوتين الخاص إلى سوريا قد عاد إلى موسكو وهو هادئ بعد الصفقة التى عقدتها تركيا مع الولايات المتحدة.
وأكد رئيس تحرير أحوال إلى أن أردوغان عندما يلتقى نظيره الروسى فلاديمير بوتين سوف يحرص الأخير على معالجة قضية إدلب والمتشددين المجتمعين هناك، ويدفع أردوغان إلى عمق أكبر من خلال الإصرار على إجراء محادثات مباشرة مع الأسد ببطء ولكن بحزم.
وأشار إلى أن قضية الأكراد الداخلية فى تركيا لن تتوقف عن النزيف، مما يغذى القومية العدوانية فى الداخل، بالإضافة إلى القضية المشتركة المتمثلة فى القضاء على داعش والمتشددين الآخرين فى سوريا، التى تتبناها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى وأجزاء كبيرة من الجامعة العربية.