تشهد سماء مصر والوطن العربى خلال ساعات معدودة، عبور نادر لكوكب عطارد أمام قرص الشمس في ظاهرة غير مشاهدة بالعين المجردة وستستمر 5 ساعات و28 دقيقة و47 ثانية على مستوى العالم.
وكشفت الجمعية الفلكية فى تقرير لها أن هذا الحدث سيكون مرصودا أيضا فى أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وأجزاء من أمريكا الشمالية والمكسيك و أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ، وستكون أفضل المواقع لرؤية كافة مراحل العبور في شرق الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
وأضح التقرير، أن عبور عطارد سيبدأ (12:35 ظهرا بتوقيت جرينتش) مع ملاحظة وجود فارق بضع ثوان بين منطقة وأخرى، ففي ذلك الوقت يبدو وكأن قرص عطارد متصل مع قرص الشمس من خلال ما يشبه مجرى صغير وهو ما يسمى “تأثير الدمعة السوداء” وهو نوع من الخداع البصري وليس حقيقيا، وهذه الظاهرة تجعل من الصعب قياس وقت التماس بشكل دقيق.
وتابع التقرير: وبعد ذلك يختفي “تأثير الدمعة السوداء” عند الساعة (12:36 ظهرا بتوقيت جرينتش) ويصبح عطارد بالكامل امام قرص الشمس، وهذه علامة للحظة التماس الثاني، وتسمى مرحلتي التماس الأول والثاني مرحلة ” الدخول“.
وخلال الساعات التالية يرصد عطارد يتحرك ببطء أمام قرص الشمس، ويصل العبور ذروته العظمى عند الساعة (3:19 مساء بتوقيت جرينتش) عندما يكون الكوكب في أقرب نقطة من مركز الشمس هذه المرحلة لن تكون مرصودة في السعودية نظرا لغروب الشمس قبل حدوثها ، وعليه فإن بقية مراحل العبور لن تكون مشاهده محلياً.
ولكن على مستوى الكرة الأرضية ستسمر الظاهرة إلى إن يحدث التماس الثالث عند الساعة (6:02 مساء بتوقيت جرينتش) حيث تلامس حافة قرص عطارد ظاهريا الحافة الداخلية لقرص الشمس ويتكرر من جديد ظاهرة "تأثير الدمعة السوداء".
وبعد ذلك ينتهي العبور بالتماس الرابع عند الساعة 9(6:04 مساء بتوقيت جرينتش) عندما يكون قرص عطارد يلامس ظاهريا الحافة الخارجية لقرص الشمس، ويسمى التماس الثالث والرابع مرحلة “الخروج”.
وكشف التقرير أنه يمكن رصد ظاهرة عبور عطارد من خلال التلسكوبات بقوة تكبير 100 أو أكبر مزودة بفلتر خاص بالشمس أو إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء، وبالنسبة لنظارات الكسوف (ليس النظارات الشمسية العادية) فهي مفيدة لحماية العين بشكل تام من أشعة الشمس ولكنها لن تكون مفيدة لرؤية عطارد نظرا لأن الكوكب حجمه الظاهري صغير جداً ، ويجب عدم إبقاء أجهزة الرصد لفترة طويلة في مواجهة الشمس بدون حماية مناسبة حتى لا تتعرض للتلف.
وأشار التقرير أن عطارد يدور حول الشمس في مداره الصغير مرة كل 88 يوما أرضياً، وخلال هذه المدة يتحرك شمال مستوى مدار الأرض لحوالي نصف مداره، وإلى جنوب مدار الأرض خلال النصف الآخر.