أكد سفير مصر لدى الإمارات شريف محمد فؤاد البديوى، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى الإمارات تأتى فى إطار التنسيق والتواصل المستمر بين البلدين الشقيقين، انطلاقاً من العلاقات الأخوية المتميزة بين مصر والإمارات، وبما يصبّ فى مسار الاستقرار العربى والإقليمى، وذلك فى ظل تنامى التحديات الإقليمية والدولية.
ووفقا لموقع "الإمارات اليوم"، أكد أن زيارة الرئيس السيسى تأتى فى توقيت مهم للغاية، حيث تمر المنطقة بالعديد من المتغيرات التى تستدعى التنسيق بين البلدين، وقد وجهت الإمارات الدعوة للرئيس السيسى للقيام بزيارة دولة، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين والاهتمام الذى توليه الإمارات لتعزيز العلاقات مع مصر، والتنسيق بين القيادتين السياسيتين.
وشدّد على أن العلاقات المصرية الإماراتية، تتسم بالتقارب والتفاهم المشترك فى ظل توجيهات القيادة الرشيدة، وهى التوجيهات التى دفعت بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أعلى، فى ظل تنفيذ العديد من مشروعات التعاون المشترك وزيادة حجم الاستثمارات والدفع بمعدلات التبادل التجارى إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار إلى أن المسار السياسى للعلاقات المصرية الإماراتية، وما يحمله من نقاط ارتكاز وقوة تنعكس فى تقارب المواقف إزاء العديد من قضايا المنطقة، وملف مكافحة الإرهاب، والمواقف المصرية الثابتة والمساندة لاستقرار الخليج وأمنه، وهى المواقف التى أعرب عنها الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة، والتى أكد فيها أن أمن الخليج واستقراره هو من أمن مصر واستقرارها، وركيزة أساسية للأمن القومى العربي، وركن أساسى من أركان الأمن والاستقرار والازدهار فى المنطقة.
ولفت البديوى إلى أن العلاقات الاستثمارية والتجارية شهدت طفرة غير مسبوقة بين الجانبين سواء من حيث حجم التبادل التجارى أو الاستثمارات، أو النجاح فى التوصل لحلول للعديد من المشكلات الاستثمارية القائمة، حيث تبوأت الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر مستثمر فى مصر.
ونوه بأن العلاقات التجارية بين مصر والإمارات شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية، فقد ارتفع حجم التبادل التجارى بينهما إلى 3.3 مليارات دولار فى 2018 مقارنة بنحو 2.2 مليار دولار فى 2015 بنسبة زيادة 50%، وبلغت قيمة الصادرات المصرية إلى الإمارات نحو مليارى دولار فى 2018، فى حين بلغت الواردات منها نحو 1.3 مليار دولار، وبذلك يكون الفائض فى الميزان التجارى نحو مليار دولار فى 2018.
وأكد سفير مصر لدى الإمارات، أن البلدين يستهدفان تعزيز وترقية علاقاتهما التجارية بما يعكس إمكانات البلدين الشقيقين من خلال تسهيل نفاذ منتجاتهما من مختلف القطاعات التصديرية لدى الآخر، وإزالة كل العراقيل التى تعترض سبل تنمية التبادل التجارى بينهما، وتوسيع قاعدة الشركات المصدرة، فضلاً عن تبادل الزيارات بين رجال الأعمال، وتكثيف المشاركة فى المعارض التجارية فى مصر والإمارات، الأمر الذى يسهم فى زيادة معدلات التبادل التجارى.
وشدّد على أن العلاقات الاستثمارية بين البلدين، تمثل محوراً رئيساً فى منظومة التعاون الاقتصادى المشترك، حيث تعد الإمارات أكبر مستثمر فى السوق المصرية بإجمالى استثمارات بلغت 6.8 مليارات دولار، ويبلغ عدد الشركات المستثمرة بمساهمات إماراتية فى مصر نحو 1141 شركة فى العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وأضاف "من المتوقع من خلال متابعتنا للمشروعات الجارى تأسيسها فى الوقت الحالى، أن تشهد الاستثمارات الإماراتية فى مصر نقلة نوعية وكمية فى الفترة المقبلة مستفيدة من المزايا التى يقدمها الاقتصاد المصرى بعد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، وكذا اهتمام الشركات الإماراتية بالمشروعات القومية التى يتم تنفيذها حالياً فى أنحاء مصر كافة، وذلك فى ضوء التوجيهات الواضحة للرئيس السيسى بتكثيف وتعزيز التعاون بين مصر والإمارات فى المجالات كافة، وتقديم جميع التسهيلات الممكنة للمستثمرين الإماراتيين، وتذليل جميع العقبات التى قد تواجههم، وهو ما انعكس بشكل إيجابى فى استقطاب استثمارات إماراتية جديدة ومضاعفة الاستثمارات التراكمية الإماراتية فى مصر، ومحافظتها على مكانتها فى المرتبة الأولى بين الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مصر".
ولفت إلى أن مصر تحرص على المشاركة فى معرض EXPO Dubai 2020، حيث تُجرى الاستعدادات على قدم وساق لإخراج الجناح المصرى فى المعرض بصورة مشرفة تعكس الحضارة المصرية العريقة، والفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية.
وأكد أن المسار الاقتصادى يحمل فى طياته العديد من الآفاق والفرص التى لم تستغل بعد، والتى يتطلع الجانبان الإماراتى والمصرى إلى تعزيزه باستغلال الفرص المتاحة ليتناسب مع حجم الزخم الذى يشهده المسار السياسى للعلاقات بين البلدين، وتلمس السفارة فى لقاءاتها مع الجهات والمؤسسات الإماراتية كافة حرصاً كبيراً من المسؤولين فى الإمارات على تعزيز العلاقات فى جميع المجالات وتقديم كل الدعم الممكن فى هذا الشأن، وهو الحرص الذى تبديه القيادة السياسية برعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
أشار سفير مصر لدى الإمارات، إلى أن الإمارات تحتضن أبناء الجالية المصرية المقيمين فى جميع مناطق الدولة، ويعملون فى القطاعات الاقتصادية والإنتاجية، بالإضافة إلى المجالات الأكاديمية والبحثية، ويسهمون بإخلاص على مدار عقود فى مسيرة التنمية والبناء والنجاح الذى حققته الإمارات، وأضاف "نقدر الرعاية الكريمة التى يحظى بها أبناء الجالية بتوجيهات قيادة الإمارات الرشيدة، حيث يعمل أبناء الجالية المصرية إلى جانب إخوانهم فى الإمارات فى مناخ يسوده التسامح والتحفيز على تحقيق أفضل أداء، فضلاً عن الدفع باكتساب المهارات والانخراط فى العمل المجتمعي، ويحمل المصريون فى قلوبهم معزة وتقديراً للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذى زرع بذور التسامح والتنمية والاستقرار التى تشهدها الإمارات اليوم، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".