يبدو أن تركيا ورئيس المجلس الرئاسى الليبى فايز السراج على موعد مع فشل جديد فى تسويق مؤامرة غزو الأراضي الليبية، فبعدما فشلت محاولة استمالة تونس والجزائر لتبني موقف جبهة فايز السراج الذى يرعى عددا من المليشيات الإرهابية فى مدينة طرابلس والتى يحاول الجيش الوطني الليبي تحريرها، حاول السراج مجدداً وبدعم من وزير خارجية تركيا استمالة الجزائر إلا أن تلك المحاولة لم تكلل ـ كالعادة ـ بالنجاح.
الزيارة التى أجراها السراج ظهر الاثنين وتزامنت مع زيارة لوزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، علقت عليها صحيفة "ماساجيرو فينيتو" الإيطالية، بتأكيدها على فشلها، مشيرة إلى أن الجزائر جددت تأكيدها على أنها لن تكون ممراً يعبر من خلاله قوات غازية لبلد عربى شقيق.
وقالت الصحيفة الإيطالية فى تقريرها المنشور الثلاثاء: "فشل أردوغان فى الحصول على دعم دولى لعمليته المرتقبة فى ليبيا، فحاول انتزاع دعم الجزائر عبر إغرائها بدعم مالي ومشروعات ثنائية وغير ذلك، إلا أنها رفضت التورط فى تلك العملية العسكرية".
وتابعت الصحيفة: "حاول السراج مع وزير خارجيته محمد الطاهر سيالة ومجموعة من القيادات العسكرية، من خلال زيارة الجزائر بالتزامن مع تواجد وزير خارجية أردوغان بالضغط للحصول على دعم للعملية العسكرية التركية فى ليبيا ولكن دون جدوى".
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن البرلمانى الجزائرى عبد الوهاب زعيم، قوله: "بلادنا لن تقدم أى تطمينات للأتراك أو السراج ورفاقه على أى مستوى، هؤلاء يسعون لتوريطنا فى مأزق هم من صنعوه ووضعوا أنفسهم فيه، وكلمتنا واحدة وستظل، لن تعبر القوات التركية من على التراب الجزائرى".
وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد أعلن قبل يومين بدء تحرك قواته صوب الأراضي الليبية رغم إدانة ورفض المجتمع الدولي لتلك الخطوة التى جاءت بدعوة منفردة مما يعرف بالمجلس الرئاسي الليبي، بقيادة فايز السراج، والذى لا يمكنه اتفاق الصخيرات المنظم لإدارة البلاد من إبرام اتفاقيات بشكل منفرد ودون موافقة البرلمان.
وبداية الأسبوع الجاري، أصدر البرلمان الليبي أمر إحالة بحق السراج ووزراءه الموقعين على اتفاقية التعاون مع تركيا والتى تم بموجبها دعوة أردوغان لغزو البلاد، إلى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمي، مع إعلان البرلمان بطلان تلك الاتفاقيات.