ربما أول ما يتبادر إلى الذهن سؤال عن سبب اختيار طهران قاعدة عين الأسد الأمريكية بالتحديد للرد على مقتل قائدها قاسم سليمانى القيادى بالحرس الثورى الإيرانى، وهل جاء هذا الرد لخدمة اغراض استراتيجية وعسكرية لحسم حرب محتملة بين البلدين، أم جاء من باب الثأر والانتقام فقط؟
المعلومات المتوفرة تشير إلى أن قرار الحرس الثورى الإيرانى جاء من خلفية استراتيجية أكثر منه كونه قرارًا ثأريًا، فقاعدة عين الأسد الأمريكية هى ثانى أكبر القواعد الجوية بالعراق بعد قاعدة بلد الجوية، كما تعد مقر قيادة الفرقة السابعة فى الجيش العراقى فضلاً عن أنها تتسع 5000 عسكرى مع مبانٍ عسكرية للإيواء مجهزة بثكنات عسكرية وملاجئ محصنة للطائرات، بالإضافة إلى المرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية المفتوحة والمغلقة، ملاعب كرة قدم، وسينما.
إضافة إلى ذلك، فإن طهران تعلم تمام العلم هذه القاعدة، لدورها فى الحرب العراقية الإيرانية، فقد أوت "عين الأسد" ثلاثة أسراب من الميغ- 21 اس والميغ-25 اس، وتعرضت إلى غارت جوية مكثفة خلال حرب الخليج باستخدام القنابل الموجهة بالليزر، إلى أن احتلتها القوات الأمريكية عام 2003 واستخدمتها كقاعدة جوية ومركز رئيسى لنقل القوات والمؤن طوال فترة الوجود الأمريكى فى العراق.
كما وقع عليها اختيار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لزيارتها فى نهاية العام قبل الماضى برفقة زوجته ميلانيا ترامب للاحتفال مع الجنود الأمريكان فى القاعدة بعيد الميلاد المجيد، وقد أعلن عن تلك الزيارة البيت الأبيض بعد مغادرة ترامب بعدة ساعات.
وكان قد أعلن الحرس الثورى الإيرانى استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية بمحافظة الأنباء العراقية انتقامًا لمقتل قاسم سليمانى القيادى بالحرس الثورى الإيرانى أثر هجوم أمريكى استهدفه منذ أيام قليلة.
من جهة أخرى، نقلت قناة العربية فى نبأ عاجل، منذ قليل، أن الحرس الثورى يحذر الولايات المتحدة الأمريكية من الرد على قصف قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار العراقية.
وكانت 10 صواريخ سقطت على قاعدة عين الأسد التى تستضيف قوات أمريكية فى محافظة الأنبار غرب العراق، وجرى سماع دوى انفجار فى مدينة أربيل بكردستان العراق.
فى المقابل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إن إيران أطلقت أكثر من 10 صواريخ باليستية على الجيش الأمريكى وقوات التحالف فى العراق.
كما قالت "البنتاجون"، "نعمل على التقييم الأولى للأضرار الناجمة عن الهجوم.. سنتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين وشركاء وحلفاء أمريكا فى المنطقة والدفاع عنهم"