كلما طالعت وسائل الإعلام لمعرفة آخر تطورات الصراع الأمريكى الإيرانى، لا تجد سوى دماء العراقيين، وخراب بيوتهم وتشريد أسرهم وقصف وهدم مدارس ومستشفيات العراقيين، كأن قدر العراقيين هو دفع ثمن خلاف الولايات المتحدة الأمريكية مع طهران، بعد علاقات دفء حميمة بين البلدين، انتهت فى أعقاب الثورة الإيرانية 1979.
العلاقات الأمريكية الإيرانية سرعان ما انقلبت بعد الثورة الإيرانية للنقيض - وكان ثمن ذلك ضياع العراق - فبعد تصاعد أحداث الثورة وحرق المتظاهرين الإيرانيين للسفارة الأمريكية وترديدهم هتافات الموت لأمريكا وقطع العلاقات التام بين البلدين، استغلت الإدارة الأمريكية علاقتها بالعراق وورطتها فى حرب مع جارتها طهران استمرت نحو ثمانى سنوات، خلفت نحو مليون قتيل وخسائر مالية قدرت بنحو 400 مليار دولار أمريكى، ليخرج الشعب العراقى من تلك الحرب، أو بالأحرى من ذلك الصراع الدائر بين أمريكا وإيران مديونًا منكوبًا بعدد قتلى مهول لم يترك بيتًا واحدًا دون قتيل أو مفقود.
الديون والجنون دفع صدام بعد ذلك للدخول إلى حرب أخرى لاستعاضة خسائره فى حب إيران، ولكن هذه المرة كانت موجهة للكويت، وقد كانت أمريكا وراء ذلك أيضًا فهى وفقًا لشهادات العراقيين لم توافق ولم تعارض ما اعتبره صدام موافقة ضمنية لينتهى السيناريو على نحو دراماتيكى بردع القوات الأمريكية بالتعاون مع الدول، للجيش العراقى.
ثم جاءت اللحظة المأساوية باحتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، وهو كما معروف لكثيرين كما كانت موجهة لنهب البترول العراقى، كان فى حسبانها أيضًا تحيد طهران على أراضيها وحدودها لتطفو على السطح عقب ذلك مليشيات مسلحة مدعومة من الحرس الثورى الإيرانى اشتركت جنبًا إلى جنب مع الجيش الأمريكى فى قتل الأبرياء العزل من الشعب العراقى.
سيناريو قتل العراقيين مستمر منذ عام 2003 وحتى اللحظة الراهنة، ما يطرح سؤالاً جديدًا عقب تأزم الموقف الأمريكى الإيرانى باستهداف واشنطن لقاسم سليمانى ورد الحرس الثورى الإيرانى باستهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية، هل يقبل الشعب العراقى على مأساة أخرى؟
وكان قد أعلن الحرس الثورى الإيرانى استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية بمحافظة الأنباء العراقية انتقامًا لمقتل قاسم سليمانى القيادى بالحرس الثورى الإيرانى أثر هجوم أمريكى استهدفه منذ أيام قليلة.
من جهة أخرى، نقلت قناة العربية فى نبأ عاجل، منذ قليل، أن الحرس الثورى يحذر الولايات المتحدة الأمريكية من الرد على قصف قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار العراقية.
وكانت 10 صواريخ سقطت على قاعدة عين الأسد التى تستضيف قوات أمريكية فى محافظة الأنبار غرب العراق، وجرى سماع دوى انفجار فى مدينة أربيل بكردستان العراق.
فى المقابل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إن إيران أطلقت أكثر من 10 صواريخ باليستية على الجيش الأمريكى وقوات التحالف فى العراق.
كما قالت "البنتاجون"، "نعمل على التقييم الأولى للأضرار الناجمة عن الهجوم.. سنتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين وشركاء وحلفاء أمريكا فى المنطقة والدفاع عنهم"