رحلت كورديا ذات الحذاء الأحمر الذى انتشرت صورته عبر وسائل الإعلام العالمية، وبقيت ذكراها الحزينة فى قلوب محبيها، هذا ما وصفت به وسائل الإعلام حالة الطفلة كورديا، التى كانت أصغر ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة، بعد استهدافها من قبل الحرس الثورى الإيرانى بصاروخ بعد ساعات قليلة من تنفيذ طهران ضربات صاروخية ضد أهداف أمريكية فى العراق، لتنتهى الكارثة بوفاة 176 شخصًا على متن طائرة الركاب الأوكرانية.
أهالى ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة تحدثوا عن ذكرياتهم مع الضحايا الذين راحوا ضحية آخر رحلاتهم الجوية، لكن صورة الحذاء الأحمر الصغير الملقى بين الركام وحطام الطائرة، كانت أبرز المشاهد التى علقت فى أذهان متابعى مأساة الطائرة الأوكرانية، ولعلها الصورة الأكثر ألمًا للقلوب رغم بساطتها، وخلوها من الدماء، حيث حملت فى طياتها قصة مأساوية لرحيل الطفلة "كورديا"، ابنة العام والنصف، المتحدرة وعائلتها من مدينة مهادبا الكردية الإيرانية.
"رحلت كورديا ذات الحذاء الأحمر الذى تداولت صورته وسائل الإعلام العالمية وبقيت ذاكراها الحزينة فى قلوب محبيها".. أهالى ضحايا #الطائرة_الأوكرانية المنكوبة يتحدثون ل"العربية" عن حياة محبيهم الذين قضوا على متن رحلتهم الأخيرة pic.twitter.com/1UCfjbdvFe
— العربية (@AlArabiya) January 19, 2020
البداية كانت مع كشف صحفية كردية مهتمة بالشأن الكردى، أن الطفلة كورديا، صاحبة الحذاء الأحمر، أصغر ضحايا الحادثة، مشيرة إلى أن والد الطفلة هيوا مولانى وعائلته اختاروا الخطوط الأوكرانية بدلاً من التركية، وكتبت فى تغريدة على تويتر: "يعود الحذاء الصغير المحترق إلى كورديا، أصغر ركاب حادثة تحطم الطائرة المنكوبة، وجاء اسمها من الهوية الأصلية "كرد"، واختار والداها الخطوط الجوية الأوكرانية بدلاً من الخطوط التركية، بسبب انتقادهم للعملية العسكرية التى أطلقتها تركيا ضد الأكراد فى شمال سوريا الشهر الماضى".
وفى حديثه مع "العربية"، عبر أمير رسلانى، خال الطفلة كورديا عن صدمته لفقدان شقيقته أفين وزوجها وابنتهما كورديا، الذين ذهبوا لإيران ولم يعودوا، وقال: "كنت التقى بها إن لم تكن ثلاث مرات يكون مرتين فى الأسبوع على الأقل.. المكالمات الهاتفية التى كنت أجريها مع أختى لا يمكننى احصائها.. كنت استيقظ وأول شخص اتصل به أختى.. كنت أذهب للعمل وأول شخص اتصل به أختى فقط لأطمئن على الصغيرة.. لأطمئن على كورديا.. كنت حاضرًا أثناء ولادتها لقد كانت مصدر السعادة ومن أجمل الأشخاص الذين قابلتهم فى حياتى.. لدى أطفال، لكنها كانت مميزة".
The burned little shoes belongs to kurdia, the youngest passenger in #Ukraineplane crash. Her name came from original identity"KURD" . Her parents chose Ukrainian airlines instead of #Turkish Airlines due to boycotting Turkish operations against kurds in Rojava last month. pic.twitter.com/jkBwnHBbM1
— Shler Bapiri♀ (@shlerbapiri) January 14, 2020
وأضاف أمير: "شقيقتى أفين أصغر منى بـ8 سنوات وابنتها عمرها عام ونصف.. لقد كنت أتصفح الفيسبوك حين قرأت لأول مرة خبر تحطم الطائرة الأوكرانية فى إيران ليلاً.. اعتقدت أنها قصة نشرت من شخص ما للفكاهة فقط"، فيما طالب أمير بإجابات مقنعة حول ما حدث، وقال "العائلة والإخوة والأخوات والكل لديه أسئلة حول ما حدث، ونستحق الحصول على إجابات مقنعة".
ولم تكن قصة كورديا الوحيدة المؤلمة، بل ترك ضحايا الطائرة الأوكرانية خلفهم الكثير من القصص الحزينة، منها قصة العروسين آرش وبونة، اللذان ذهبا للزواج ولم يعودا، وتقول سارة فالاة - صديقة لعائلتين من الضحايا، خلال اللقاءات التى أجرتها العربية مع ذوى ضحايا الطائرة الأوكرانية - "واحدة من العائلات كان هناك عروسان احتفلا بزفافهما فى إيران.. كانا برفقة أولاد عمهما، وكانا يخططان للعودة، لكن أبناء العم عادوا قبلهم، وبعد تحطم الطائرة كانت صدمة كبيرة جدًا حين عرفوا أن العروسين كانا على متن الطائرة.. حاولنا الاتصال بهم لتعزيتهم لكن لا يوجد ما يقال".
وأضافت سارة، "جميع هذه العائلات متحدة وبصوت واحد إنهم يحملون النظام الإيرانى والحرس الثورى الإيرانى مسئولية ما حصل، لأنهم يعلمون أنهم كذبوا عليهم بعد 3 أيام اعترفوا.. البنتاجون قال من البداية أن الهجوم كان ضربة صاروخية، وأن الحرس الثورى هو المسئول، وأن هناك صورًا تثبت ذلك، صاروخان ضربا الطائرة.. لقد كان أمرًا حزينًا بالفعل الكل هنا متأثر للغاية بهذه الحادثة"
هذه ليست نهاية قصص الضحايا فبعضهم كان لديه شعور بأنها النهاية، حيث تقول كريستينا ألكساندرافيتش، زوجة أحد الضحايا، "فى المكالمة الأخيرة قبل إقلاع الطائرة لاحظت قلقًا كبيرًا فى صوته، لم يكن خائفًا من الطيران، بل كان لديه شعور سىء لا يمكن تفسيره، كان خائفًا من التوتر الإقليمى.. سألته: هل طاقم قيادة الطائرة لديه خبرة؟ كم راكبًا كان على متن الطائرة؟، وغيرها من الأسئلة المرتبطة بعمله".
يذكر أن الحرس الثورى كان أعلن، مسؤوليته عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، مرجعًا السبب إلى التوتر الذى كان سائداً فى المنطقة، وقال قائد القوة الجوفضائية فى الحرس، أمير على حاجى زاده - حينها - إن الحرس الثورى ظن أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز، كاشفًا أنها أُسقطت بصاروخ قصير المدى، كما برر ظروف إسقاط الطائرة، قائلاً: "فى تلك الليلة كانت البلاد فى حالة حرب، وتم إعلان أعلى مستوى للتأهب، وفى مثل هذه الظروف واجه النظام الدفاعى هدفًا علی بعد 19 کیلومترا، وحدده خطأ علی أنه صاروخ کروز".