"كذب المنجمون ولو صدقوا"، مقولة شهيرة يستخدمها الناس للتأكيد على أن المنجم يدعى علم الغيب، وليس له تحقق من ذلك وإن وقع ما تنبأ به، إلا أن تنبؤًا مثيرًا لعملاق مايكروسوفت بيل جيتس، حدث بالفعل بعد عام واحد من إشارته إليه، فقد توقع بيل جيتس انتشار وباء فيروسى فائق فى الصين يمكن أن يقتل 33 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم فى الأشهر الستة الأولى.
حذر عملاق مايكروسوفت قبل أعوام من أن العالم فى خطر من انتشار مسببات الأمراض الفائقة بسرعة عبر كوكبنا، وأنه يجب علينا الاستعداد لذلك كما كنا للحرب، وخلال حديثه فى مؤتمر استضافته الجمعية الطبية فى ولاية ماساتشوستس - آنذاك - قال بيل جيتس، إنه متفائل، لكن هناك مجالًا واحدًا لم يحقق فيه العالم الكثير من التقدم، مضيفًا: "وهذا الاستعداد للوباء.. فى حالة التهديدات البيولوجية، هذا الإحساس بالإلحاح غير موجود.. وعلى العالم أن يستعد للأوبئة بنفس الطريقة الخطيرة التى يستعد بها للحرب"، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وخلال المؤتمر، كشف الملياردير الأمريكى عن دراسة شاملة قام بها معهد نمذجة الأمراض والتى أوضحت مدى سرعة انتشار مرض جديد، وأوضح فى عرضه الفاصل الزمنى كيف يمكن أن يحدث انتشار محتمل لفيروس فى الصين بسرعة فى جميع أنحاء الكوكب، مما أدى فى النهاية إلى مقتل 33 مليون شخص.
وبعد مرور عام على ظهوره فى مدينة ووهان الصينية، يواجه العالم فيروس كورونا القاتل الحقيقى، وواصل الفيروس القاتل مسيرته العالمية بلا هوادة، حيث تأثرت عدة دول والتى تضاعفت بين عشية وضحاها تقريبًا، فيما قال مسؤولون إن الحالات المؤكدة ارتفعت إلى أكثر من 800 فى الصين وحدها.
كذلك أثبتت كل من فيتنام وسنغافورة وهونج كونج جميع الحالات، إلى جانب الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند، لكن منظمة الصحة العالمية رفضت الإعلان عن حالة طوارئ عالمية للصحة العامة، قائلة إنها "سابقة لأوانها"، ومع ذلك ، اعترف المسؤولون أن اللجنة انقسمت ما يقرب من 50-50.
وهناك أربع مدن صينية رئيسية فى سجن مع وجود 20 مليون شخص فى الحجر الصحى، مع وجود أدلة على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، وقام المسؤولون بتقييد السفر فى مركز بؤر الفيروسات ووهان، الذى يضم 11 مليون شخص، وكذلك هوانجقانج وإيزو وليتشوان المجاورة.
وأشار بحث أولى إلى أن فيروس كورونا قد انتقل إلى البشر من الثعابين فى سوق المأكولات البحرية فى ووهان، وقال مايكل ريان، رئيس برنامج الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية، إن ما يقرب من ثلاثة أرباع الحالات المؤكدة كانت فى أشخاص تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، وأربعة من كل عشرة منهم مصابون بأمراض صحية.
وحذر الخبراء من أنها قد تكون قاتلة مثل الإنفلونزا الإسبانية التى أودت بحياة 50 مليون شخص، وأيضًا هناك مخاوف من أن يتسارع الأمر مع الملايين الذين يسافرون احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة.