تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الثلاثاء، اجتماع وزراء الخارجية والرى لدول مصر والسودان وإثيوبيا، لمناقشة المسودات الفنية والقانونية التى أعدها الخبراء الفنيون والقانونون خلال اجتماعهم فى الخرطوم الأسبوع الماضى، التى تأتى فى إطار مخرجات اجتماع وزراء الخارجية والرى للدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا فى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة من (13-15) يناير الحالى.
كان اجتماع الخرطوم وفقاً لتصريحات سابقة لرئيس الجانب السودانى الدكتور صالح حمد، قد شهدت تقارباً فى وجهات النظر مع وجود بعض التباينات فى بعض المواقف الفنية والقانونية، من المقرر عرضها على الاجتماع الوزارى اليوم الثلاثاء.
بينما أوضح المهندس محمد السباعى، المتحدث الرسمى لوزارة الموارد المائية والرى، أن اجتماع واشنطن منتصف يناير الحالى قد شهد اتفاق الدول الثلاث على 6 بنود وهى تنفيذ ملء سد النهضة على مراحل وبطريقة تكيفية وتعاونية تأخذ فى الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والتأثير المحتمل للملء على الخزانات فى مجرى النهر، والملء خلال موسم الأمطار، بشكل عام من يوليو إلى أغسطس، وسوف تستمر فى سبتمبر وفقًا لشروط معينة.
وأضاف، أنه تم الاتفاق على أن مرحلة الملء الأولى للسد الوصول السريع لمستوى 595 مترًا فوق مستوى سطح البحر والتوليد المبكر للكهرباء، مع توفير تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان فى حالة الجفاف الشديد خلال هذه المرحلة، وتنفيذ المراحل اللاحقة من الملء وفقًا لآلية يتم الاتفاق عليها والتى تحدد إطلاق المياه بناءً على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى السد الذى يتناول أهداف الملء فى إثيوبيا ويوفر توليد الكهرباء وتدابير التخفيف المناسبة لمصر والسودان خلال فترات طويلة من سنوات الجفاف والجفاف لفترة طويلة.
أكد المتحدث الرسمى، أن الاتفاق تضمن أيضًا أنه خلال التشغيل على المدى الطويل أن يعمل سد النهضة وفقًا لآلية تحدد الإطلاق وفقًا للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى السد الذى يوفر توليد الكهرباء وتدابير التخفيف المناسبة لمصر والسودان خلال فترات طويلة من سنوات الجفاف، والجفاف الطويل، وإنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات.
كما تم التوصل إلى تعريفات وتوصيف للجفاف والجفاف الممتد، وتلتزم اثيوبيا بإجراءات لتخفيف المترتبة على ذلك وسوف يتم استكمال التفاصيل فى هذا الإطار فى مشاورات الأسبوعين القادمين.
وتؤكد مصر على ضرورة أن يتكامل سد النهضة بوصفه منشأ مائى جديد فى نظام حوض النيل الشرقى للحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التى قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة إضافة إلى حالات الجفاف والآثار التى قد تنتج عن ظاهرة تغير المناخ.
يذكر أن مصر انخرطت خلال الفترة الماضية فى مفاوضات مع إثيوبيا قائمة على حسن نية للوصول لاتفاق عادل ومتوازن يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان.
يشار إلى أن كمية الاستخدامات المائية لمختلف القطاعات بالدولة نحو 84 مليار متر مكعب سنويا، موضحا أن هناك فجوة بين الموارد والاستخدامات المائية تقدر بنحو 21 مليار متر مكعب سنويا، وأن سد الفجوة يتم من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى والمياه الجوفية الضحلة وتحلية مياه البحر.