تابع المسئولون فى محافظة ومجلس مدينة أسوان، واقعة إجبار باخرة نيلية للعاملين فيها بعقود مؤقتة على تقديم استقالاتهم ومغادرة الباخرة دون الخضوع لحجر صحى فى ظل انتشار فيروس كورونا، وذلك بالمخالفة لقرارات المحافظين ومجلس الوزراء، بعدم تسريح العاملين فى المنشآت السياحية، إضافة إلى ضرورة إخضاع جميع العاملين بمحافظات أسوان والأقصر والبحر الأحمر وجنوب سيناء، للحجر الصحى، للتأكد من خلوهم من أى إصابة بفيروس كورونا، خاصة بعد مخالطتهم لأجانب بسبب طبيعة عملهم.
وتفاعل اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، والمسئولين فى مجلس مدينة أسوان، وشرطة السياحة، مع الواقعة وتواصلوا مع الشيف عمرو، الطباخ على متن الباخرة النيلية صاحبة الواقعة، وبعد التوصل إليه، تابع حالته المهندس يحيى مصطفى نائب رئيس مجلس مركز ومدينة أسوان، بالتنسيق مع المحافظة، حيث أدخلوه إلى مستشفى بأسوان، فى الساعات الأولى من اليوم الخميس، لإجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود أى أعراض بالإصابة بفيروس كورونا، وقد أكدت الفحوصات الأولية خلوه من الإصابة بالفيروس.
ومن جانبه، أكد مسئول فى مجلس مدينة أسوان، أن المحافظ يتابع الواقعة لحظة بلحظة، وأن الشيف عمرو، الذى كشف تحايل شركته فى تسريح العاملين دون إخضاعهم للحجر الصحى، يخضع حاليًا للمتابعة الطبية داخل إحدى المستشفيات بأسوان، وأنه يتم التنسيق لإجراء مزيد من الفحوصات عليه للتأكد من خلوه تمامًا من أى إصابة بفيروس كورونا، لافتًا إلى أنه لن يغادر أسوان، إلا بعد انتهاء الفحوصات بالكامل والتأكد بشكل نهائى من عدم إصابته بالفيروس، وذلك إعمالًا بتوجيهات مجلس الوزراء ووزارة الصحة.
وأشار إلى أن ما حدث مع الشيف عمرو وزملائه من تسريح وإجبارهم على المغادرة دون الخضوع للحجر الصحى، هو تحايل وتلاعب من الشركة، وذلك بالمخالفة لقرارات وتوجيهات مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن محافظة أسوان ستتخذ إجراءات مشددة تجاه هذه الشركة وأى شركة أخرى تتحايل على الإجراءات بهذا الشكل، خاصة وأن الشركة صاحبة الأزمة قد مارست الكثير من الضغوط والألاعيب ومحاولات التخويف تجاه العاملين بها حتى يضعفون موقفهم، وأن مدير الباخرة النيلية قد حاول ترهيب الشيف الذى كشف تحايله على الإجراءات، وحاول إبعاده عن المسار الصحيح للإجراءات القانونية التى اتبعتها المحافظة.
وأوضح مسئول مجلس مدينة أسوان، أن مدير الباخرة النيلية حاول التلاعب والتحايل على القانون بأن أخطر محافظ أسوان والمسئولين فى مجلس المدينة أن الشيف عمرو كان فى إجازة لمدة 15 يوما، وأنه وصل إلى الباخرة، أمس الأربعاء، وأنه افتعل هذه الأزمة بعد وصوله بساعتين فقط، مضيفًا "الحقيقة التى تأكدنا منها فيما بعد، أن كل هذا الكلام غير صحيح، وأن الشيف عمرو كان فى إجازة بالفعل، لكنه استمر على متن الباخرة النيلية لأكثر من 24 ساعة بعد عودته من الإجازة، وأن الباخرة كانت تقل على متنها سياح أجانب، مما يعنى أن مدير الباخرة النيلية كان يحاول إيهامنا بأكاذيب ومعلومات غير دقيقة"، مشددًا على أنه سيتم تحرير محضر رسمى بالواقعة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه إدارة الشركة والمسئولين فيها.
ويشار إلى أن أحد العاملين بقطاع السياحة فى أسوان، كان قد أكد أن إدارة الباخرة النيلية "فوجير"، التابعة لشركة إيتاب للسياحة، تجبر العاملين بعقود مؤقتة فى جميع الأقسام بالباخرة على تقديم استقالتهم ومغادرة الباخرة دون الخضوع لحجر صحى، لافتًا إلى أن هذا الإجراء يخالف قرارات الحكومة بضرورة إخضاع المخالطين لأجانب للفحوصات والحجر الصحى قبل السفر إلى محافظات أخرى.
ويذكر أن عمرو - الذى يعمل شيف مطبخ فى الباخرة سالفة الذكر – خلال تواصله مع "انفراد"، كان قد قال إن الباخرة فوجير، ترسى على مرسى "الكينج" أمام حديقة السلام، والتى من المقرر أن تغادر إلى محافظة الأقصر فى تمام الساعة 10 مساء الأربعاء، موضحًا أن بعض العاملين اضطروا بالفعل إلى الخضوع لتعنت إدارة الباخرة والتوقيع على استقالاتهم ومغادرة أسوان متجهين إلى منازلهم فى المحافظات الأخرى دون الخضوع للحجر الصحى.
وأضاف الشيف فى الباخرة النيلية، أن إدارة الشركة استغلت الظروف التى تمر بها البلاد فى ظل أزمة تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وضغطت على العاملين للاستقالة دون الحصول على كامل مستحقاتهم، وأن المستحقات المالية التى حصلوا عليها خصم منها رصيد الأجازات، ما جعلهم لا يحصلون على كافة مستحقاتهم المالية بشكل دقيق.
وأشار إلى أنه مازال متمسكًا بحقوقه ويجلس داخل الباخرة محل عمله، رافضًا التوقيع على الاستقالة، قبل الحصول على كافة مستحقاته المالية، إضافة إلى الاستمرار على متن الباخرة حتى وصولها إلى الأقصر للخضوع للحجر الصحى مع باقى زملائه، مؤكدًا أن الباخرة فوجير، مازال على متنها سياح أجانب حتى الآن، والذين سيغادرونها صباح الخميس، لافتًا إلى أن زملائه الذين غادروا الباخرة قبل ساعات قليلة، قد خالطوا هؤلاء السياح أثناء فترة عملهم، وهم الآن فى طريق عودتهم إلى منازلهم دون الكشف عليهم للتأكد من خلوهم من أى أعراض لفيروس كورونا.
وأوضح أن إدارة الشركة تريد من هذا تسريح العاملين حتى تصل إلى محافظة الأقصر بعدد أقل من العاملين حتى لا تتحمل تكاليف إقامة مرتفعة للعاملين خلال فترة الحجر الصحى التى ستفرض على الباخرة فى الأقصر، لافتًا إلى أن الباخرة عندما تتحرك من أسوان سوف تصل إلى إلى الأقصر وعلى متنها العاملين بعقود مفتوحة فقط، وبهذا ستكون الباخرة أمام أجهزة الدولة قد أقامت الحجر الصحى على العاملين فيها، ولكن الواقع أنها ستكون قد سرحت بعض العاملين من أسوان قبل الدخول فى الحجر الصحى.
وتابع "هذا يعنى أن العاملين الذين سيغادرون الباخرة من أسوان - فى حالة وجود إصابة بينهم بفيروس كورونا - فإنهم سيكونوا خطر على أسرهم والمخالطين لهم فى القطار أو الأتوبيسات التى سينتقلون بها من أسوان إلى محافظاتهم المختلفة".