صرح السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف والأمن الدولى، بأن الصين أكدت دعمها لرئاسة مصر لمجلس الأمن الدولى فى شهر مايو المقبل، وتطابق المواقف معها حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية.
جاء فى أعقاب مشاركته فى الاجتماع الوزارى لمنظمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا (سيكا)، والذى استضافته العاصمة الصينية بكين أمس ومثل مصر فيه نيابة عن وزير الخارجية سامح شكرى.
وأشار السفير بدر بعد اختتام الاجتماع إلى أن عضوية مصر الفاعلة فى مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة تأتى إيمانا منها بأهمية تعزيز التعاون المشترك مع الدول الصديقة فى آسيا وعلى رأسها الصين، وذلك فى ضوء طبيعة التحديات الراهنة التى تواجه دول المنطقة، وإدراك وتوجيه القيادة السياسية لأهمية التحرك والتنسيق المشترك على المستويين الإقليمى والدولى لمواجهة هذه التحديات، أخذا فى الاعتبار امتداد دوائر الأمن القومى المصرى لقلب القارة الآسيوية.
وقال بدر إن رسالتنا فى الاجتماع الوزارى عبرت بوضوح عن وقوفنا مع الرئاسة الصينية للمؤتمر ودول المنظمة فى مواجهة التحديات المشتركة، وأن مصر وفى إطار ما تقوم به من أدوار ريادية على الساحة الدولية تتضمن رئاستها السابقة لمنظمة المؤتمر الإسلامى وعضويتها بمجلس السلم والأمن الأفريقى وكذا بمجلس الأمن الدولى ورئاستها له الشهر القادم فإنها خير من يمثل صوت العالم النامى فى المحافل الدولية ويدافع عن مصالحه وقضاياه، وعبرت أيضا عن أننا نقوم بدور فاعل وأساسى فى طليعة الصفوف فى مكافحة الإرهاب وتأكيدنا على رفض المعايير المزدوجة فى التعامل مع هذه الظاهرة وعزمنا على العمل من أجل تحسين بنى عمليات حفظ وبناء السلام الدولية بالإضافة إلى أهمية إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط.
وأوضح أن الاجتماعات التحضيرية للاجتماع الوزارى لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا، والتى استضافتها مصر فى شرم الشيخ خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس الماضى أسهمت بفعالية فى الإعداد للموضوعات التى تناولها المؤتمر الوزارى ونجاحه، ولفت إلى أن الإسهام المصرى فى المنظمة كان محل إشادة من جانب الدول الأعضاء والرئاسة الصينية للمؤتمر، حيث أشاد وزير خارجية الصين وانغ يى بالدور المصرى ومساهمته فى إنجاح المؤتمر، وأشار بدر إلى أن المؤتمر يعمل كمنظمة إقليمية فاعلة تضم 26 دولة آسيوية تتبنى الحوار وتعزيز إجراءات الثقة بين دولها كعامل أساسى لحفظ الأمن والاستقرار بين الدول أطراف المنظمة.
وكان السفير هشام بدر قد أشاد فى كلمته التى ألقاها فى الاجتماع الوزارى بالرئاسة الصينية للمؤتمر، مؤكدا فى هذا الإطار على مردود المجهودات الصينية على المؤتمر وأطر التعاون الثنائى المصرى-الصينى، حيث صرح بأن مصر تدرك أن هناك احتياجا كبيرا لدور فعال وجماعى للسيكا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية والدفع نحو تحقيق المصالح المشتركة للدول الأعضاء واجتياز الخلافات وترسيخ قيم التعاون من أجل عالم جديد للأجيال القادمة.
وشدد أن المبادرات التنموية الصينية - مثل "حزام واحد – طريق واحد" لإحياء طريق الحرير البحرى القديم - تتناغم مع أهداف المؤتمر وتدعم فى الوقت ذاته مجهودات مصر للتنمية المستدامة من خلال اعتمادها على قناة السويس الجديدة ومشروع المنطقة الحرة بشرق القناة، كما أشار إلى أن تبادل الزيارات بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الصينى شى جين بينغ تؤكد بوضوح عمق العلاقات المصرية-الصينية وعلى تقارب الرؤى بين الجانبين.
وأضاف بدر أن محادثاته فى بكين شملت مشاورات ثنائية مع الجانب الصينى حول موضوعات إصلاح وتوسيع مجلس الأمن وكذا تنسيق الجهود فى المحافل والمنظمات الدولية خاصةً فى ضوء عضوية مصر الحالية بمجلس الأمن ورئاستها له فى مايو 2016، حيث تم استعراض أجندة أعمال المجلس وأهم القضايا المطروحة عليه وتم تبادل الرؤى وتنسيق المواقف بشأنها، وهو ما أثبت تطابق وجهتى النظر المصرية والصينية تجاه أسلوب التعامل مع تلك القضايا بما يضمن عدم التدخل فى شئون الدول الداخلية وبذل كل الجهود اللازمة لحفظ وصون السلم والأمن الدوليين، وقد أكد الجانب الصينى دعمه لرئاسة مصر لمجلس الأمن خلال شهر مايو وأنه سيعمل على مساندة الرئاسة المصرية والمشاركة على مستوى عال فى الأنشطة التى تنظمها مصر، خاصة الجلسة الخاصة بمكافحة الإرهاب.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع الصين، فقد صرح السفير هشام بدر بأن الجانب الصينى أعرب خلال المحادثات عن تقديره للدور القيادى الذى تضطلع به مصر فى الشرق الأوسط والعالم العربى تحت قيادة الرئيس السيسى، وأكد فى هذا السياق أن الصين كانت خير داعم لمصر وخيارات شعبها فى ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو رافضة للتدخلات الأجنبية فى الشأن الداخلى المصرى، وأن العلاقات شهدت منعطفا تاريخيا مهما بتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والذى يعد أرفع مستوى للعلاقات بين الصين والدول الأجنبية، وذلك أثناء زيارة الرئيس إلى بكين فى ديسمبر 2014، ومن ذلك الحين شهد الجانبان زيارات متعددة رفيعة المستوى، حيث قام الرئيس بزيارة الصين مجددا فى سبتمبر 2015 لحضور احتفالات الصين بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، كما قام الرئيس الصينى بزيارة مصر فى يناير 2016 حيث شهدت تلك الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية المهمة فى مجالات عديدة وتدشين العام الثقافى المصرى الصينى احتفالا بمرور 60 عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضاف أن مصر كانت من الدول المرحبة بمبادرة الرئيس الصينى لإحياء طريق الحرير البرى والبحرى للقرن الحادى والعشرين، حيث تعد مصر ركيزة مهمة فى تلك المبادرة، نظرا لموقعها المتميز على طريق التجارة الدولية وهو ما جذب شركات صينية عدة إلى الاستثمار فى مصر والسعى إلى المساهمة فى مشروع تنمية محور قناة السويس.