حلمه ببناء إمبراطورية إجرامية، تهدم عقب القبض عليه، لاتهامه فى قضية قتل، بالإضافة إلى عدة قضايا أخرى كانت تنتظره، إلا أن الحلم أصبح فى متناول يده، خلال أحد أيام شهر يناير عام 2011، عندما تمكن وآخرون من الهرب من السجن الذى يقضى فيه العقوبة، ليعود مرة أخرى إلى وكره بقرية الجعافرة، ومحيطها من قرى المثلث الذهبى بالقليوبية، التى ساهم فى تحويلها إلى أحد أهم وأخطر بؤر تجارة المخدرات والجريمة.
"رجب موسى سيد الغريب" أو "أمين موسى" وهو الاسم الذى اشتهر به، ونال صيتًا واسعًا بين أرباب السوابق، كأحد كبار تجار المخدرات والأسلحة، ومتزعم أحد أخطر التشكيلات العصابية بمحافظة القليوبية، والذى نجح فى استغلال فترة الانفلات الأمنى عقب أحداث ثورة يناير، أفضل استغلال، بممارسة نشاطه فى العمل الإجرامى المتنوع، حتى أصبح واحدًا من أهم الأهداف لدى وزارة الداخلية، التى يجب السيطرة عليه وضبطه، بعد أن أصبح يمثل خطورة على أمن المواطنين.
الغريب أو أمين موسى، ولد بقرية الجعافرة عام 1975، أقام بالقرية وصادق عدد من عتاة الإجرام، وفأصبح ينافسهم فى تجارة المخدرات والسلاحن حتى تمكن من تكوين تشكيل عصابى من الخارجين عن القانون بالقرية، وارتكب العديد من الجرائم، وإضافة لكونه هارب من السجن فى قضية قتل، فكان مطلوبًا لدى الأجهزة الأمنية فى 19 قضية قتل ومخدرات وإطلاق أعيرة نارية وسرقة وسائل نقل، وحريق عمد، وسرقة بالإكراه وحيازة أسلحة وذخيرة ومقاومة سلطات.
الإيقاع بالغريب "أمين موسى" كان يتطلب حيلة ذكية، لصعوبة اقتحام المنطقة الزراعية التى يتخذها وكرًا له بقرى المثلث الذهبى بالقليوبية، وتمثلت الحيلة فى تنكر ضباط المباحث، وارتدائهم زى "جلباب" ومحاصرة المنطقة الزراعية التى يختبأ بها وأعوانه بحديقة موالح، فى قرية كوم أشفين بقليوب، إلا أنه فور استشعاره الخطر، واقتراب قوات الأمن من محاصرته، بدأ فى إطلاق الأعيرة النارية تجاههم، ما دفع رجال المباحث لمبادلته إطلاق الرصاص، ليصاب خلال الاشتباكات ويلقى مصرعه، وبصحبته أحد أعوانه من العناصر الإجرامية.
سقوط "أمين موسى" ومقتله، أسدل الستار على فترة زمنية مليئة بالجرائم التى ارتكبها المتهم، وحرض عليها، وأشاع ونشر الذعر والرعب بين المواطنين بمحافظة القليوبية، وساهم مقتله فى إعادة الأمن إلى قرية الجعافرة وتطهيرها من تجارة المخدرات والسلاح، باعتباره أحد أباطرة الجريمة فى قرى المثلث الذهبى، التى نالت شهرة واسعة على مستوى محافظات الجمهورية.