وثق عدد من المرتزقة التابعين لحكومة الوفاق مشاركتهم في عمليات ضد الجيش الوطنى الليبى في طرابلس، وذلك خلال بث مقطع فيديو من محاور القتال في العاصمة الليبية، ونعى موالون للفصائل السورية المدعومة من تركيا المرتزق "محمود مكي" من مدينة تل رفعت بعد إعلان مقتله، أثناء قتاله فى صفوف حكومة الوفاق بمحاور جنوب العاصمة طرابلس.
وتداول نشطاء ليبيون مقطع فيديو يظهر خلاله مجموعة من المرتزقة من جنسيات سورية وتونسية وفلسطينية، بأسماء وكُنيات (أبوداوود وأبوالزهراء الحلبي وأبوهاجر التونسي وأبوعبيدة المقدسي) يوجهون التحية إلى من وصفوهم بـ "إخوانهم المجاهدين" فى محاور الرملة وطريق المطار جنوب العاصمة طرابلس.
ويؤكد مقطع الفيديو استعانة حكومة الوفاق بعدد من المرتزقة من جنسيات أجنبية مختلفة لعرقلة عملية الجيش الوطنى الليبى لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة ميليشيات إرهابية وإجرامية.
كان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي قد أعلن وقف جميع العمليات العسكرية في البلاد، محذرا من أي خرق لوقف إطلاق من قبل الميليشيات الإرهابية سيتم التصدي له بشكل فوري وصارم.
واتهم المسماري في مؤتمر صحفى مساء الأربعاء، الميليشيات الإرهابية باستخدام المدفعيات الثقيلة داخل احياء طرابلس، كاشفا عن سقوط 7 قتلى و 16 جريحا من الميلشيات.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد أعرب عن انزعاجه إزاء حالة التصعيد التي تشهدها ليبيا على الصعيدين السياسى والعسكرى، مجدداً تأكيده على موقف الجامعة الثابت المرتكز على رفض اللجوء للخيار العسكرى والالتزام بالحوار السياسى بصفته السبيل الوحيد لتسوية الأزمة الليبية، وعبر "أبو الغيط"، في بيان صحفى الأربعاء، عن استنكاره لاستمرار العمليات العسكرية في مختلف أرجاء ليبيا، وخاصة حول العاصمة "طرابلس" والمناطق الغربية من البلاد، وجدد مناشدته لحكومة الوفاق الوطنى والجيش الوطنى الليبى بحقن الدماء والالتزام بهدنة إنسانية وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وشدد "أبو الغيط" على أن القيادات الليبية يجب أن تعي أنه لا مجال لإنهاء الصراع الدائر في ليبيا إلا من خلال المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة ويؤيده المجتمع الدولي، والذي يرتكز على وجوب التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتفكيك الميليشيات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار الدولة الليبية، وتوحيد الجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب، والاستقرار على الأرضية التوافقية التي تسمح بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي يتطلع إليها الشعب الليبى.
وأعاد "أبو الغيط" التأكيد على إدانته للتدخلات الخارجية المتزايدة والمكشوفة في الأزمة الليبية، مشيراً إلى أن موقف الجامعة، وفق القرارات المتعددة الصادرة عن مجلسه، واضح وصريح في هذا الخصوص ويرفض كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية التي تغذي الصراع في البلاد وتمثل انتهاكا صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معبرا في هذا السياق عن ترحيبه بأية جهود دولية تساهم في تشديد الرقابة على حظر السلاح المفروض على البلاد تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ودعماً لمخرجات قمة برلين .