"مافيش صاحب يتصاحب"، كلمات أغنية شعبية، كتبها مواطن على ظهر "توك توك"، لكنها تجسد أحياناً واقعاً أليماً، عندما يغدر إنسان بأقرب الناس إليه، من أجل المال، فيجد الضحية نفسه بين كارثتين أولهما وقوعه في أزمة وثانيهما فقد الثقة في صديقه.
ما سبق تجسد على أرض الواقع، عندما حزم "طبيب" أمتعته قادماً من لندن في طريقه للقاهرة "ترانزيت" قبل أن يتوجه لإحدى الدول العربية، حيث ودع صديقه الذى يقيم بالقرب منه فى لندن، والذى أودعه حقيبة صغيرة كأمانة لتوصيلها لأقاربه.
الطبيب لم يسأل صديق عمره عن ماهية الأمانة أو نوعها، وعندما توارى عنه، لم يفكر في فتحها وتفتيشها، وتحرك نحو المطار، وما أن وصل القاهرة، وبتفتيشه كانت الصدمة، حيث تبين أن الأمانة التي أودعها له صديقه، عبارة عن مخدر "الماريجوانا"، فتم القبض عليه.
"المقبوض عليه طبيب، ووالدته أستاذة جامعية، ووالده كذلك، وكل الشواهد تؤكد على أنه بعيد كل البعد عن تجارة وتعاطي المخدرة"، هذا ما أكده المستشار القانوني أنور الرفاعي محامي الطبيب، في حديثه لـ"انفراد"، مضيفاً:" نجحنا فى إثبات وضع المتهم المخدرات لصديقه الطبيب في الحقيبة، وأن الطبيب كان حسن النية، وبالفعل حصل على البراءة".
يجب على كل إنسان ألا يتعامل بثقة عمياء مع من حوله، وإنما يأخذ الحيطة والحذر ـ رفاعي يكمل حديثه ـ وأن لا يحمل شيء لا يعرفه، حتى لا يجد نفسه خلف أسوار السجون.
وتنشر "انفراد" سلسلة حلقات "شاهد على الجريمة" طوال شهر رمضان، حيث ترصد شهادات الضباط والمحامين والمعاصرين للجرائم التي شغلت الرأي العام، والتي كان من الصعوبة كشفها، إلا أن دهاء رجال المباحث والكفاءات الأمنية ساهمت بشكل كبير في كشف غموض هذه الجرائم القديمة، التي وقعت على مدار السنوات الماضية.
ونهدف من نشر هذه الجرائم، للتأكيد على أنه لا توجد جريمة كاملة، وأن المجرمين حتماً يقعون في قبضة الأمن مهما طال الوقت، وللوقف على الظروف التي صنعت من أشخاص عاديين مجرمين، ولتنجب الأخطاء وتفاديها، حتى لا يقع أحد فيها ويجد نفسه خلف الأسوار مثلهم.
المستشار القانوني أنور الرفاعي