صلي قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم الجمعة ، قداس الجمعة من الأسبوع الثالث من الخمسين المقدسة، والذي يوافق عيد القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية وذلك بحضور رفات القديس التي قام قداسته بتطييبها ضمن صلوات عشية العيد أمس ، شارك في الصلوات خمسة من الآباء الكهنة فقط وهم كهنة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية التي يوجد بها الرفات، إلى جانب عدد قليل من المكرسات ،وقد روعيت أثناء القداس كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
مرقس الرسول هو الذى تنسب له الكنيسة القبطية بمصر، فيقال الكنيسة المرقسية والكرسى المرقسى، كما ينسب البطريرك له فيقال خليفة مارمرقس
وُلد القديس مرقس فى القيروان، إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، فى بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين فى أورشليم، وقد تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها، وعندما هجمت بعض القبائل على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلى وسكنوا بأورشليم "القدس"، نشأ فى أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
تمتع بعلاقة مع والدته مريم بالسيد المسيح، فقد كانت من النساء اللواتى خدمن السيد من أموالهن، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح، كان مرقس يمت بصلة القرابة للرسول بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها، ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته أو ابن عمه، وأيضًا بتوما الرسول.
وقد فتحت أمه بيتها للسيد المسيح ليأكل الفصح مع تلاميذه فى العلية، فصار من البيوت الشهيرة فى تاريخ المسيحية المبكر، وهناك غسل المسيح أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ التناول فصار بيتها أول كنيسة مسيحية فى العالم دشنها السيد بنفسه بحلوله فيها، وفى نفس البيت كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ وفيها كانوا يجتمعون، وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية فى العالم اجتمع فيها المسيحيون فى زمان الرسل.
وقد رأى "مرقس" السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولًا، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله"، كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.