طفلة لم يتخطى عمرها الخامسة عشر عاماً، تقطن برفقة أسرة بسيطة في محافظة الفيوم، تعمل لمساعدة والدها للانفاق على باقي أشقائها، حياتهم كانت تسير بطريقة طبيعية، حتى استغل شاب صغر سن الطفلة وداعب مشاعرها بالحب.
الطفلة صغيرة السن رضخت للكلام المعسول للشاب عندما داعب قلبها، وطلب منها مقابلته بعيداً عن مسقط رأسها، حيث قطعت كيلو مترات سفراً للقاهرة لمقابلة "الحبيب"، لتفقد هاتفها المحمول بعد نهاية يوم من "الفسحة".
اتصلت الطفلة من هاتفها الآخر على الأول، حيث رد عليها سائق وأبلغها أن الهاتف برفقته، وأنه متواجد "موقف السيارات" المتجهه للفيوم، فأسرعت نحوه لاستلام هاتفها، وطلب منها توصيلها للفيوم برفقته، فاستجابت لطلبه.
لم تدرك الفتاة الصغيرة التى دخل الحب قلبها لأول مرة، أنها وقعت فريسة لذئباً بشري، حيث اندرج بها لمكان صحراوي بمدينة العياط، وكشر عن أنيابه مطالبها بالتخلي عن ملابسها لمضاجعتها، لكن الطفلة رفضت، وتمسكت بشرفها، فأشهر سكيناً في وجهها، وكانت أمام خيارين إما الموت أو فقد الشرف.
لجأت الطفلة لحيلة ذكية، حيث أوهمت السائق بموافقتها على إقامة علاقة غير شرعية معه، فتوقف بالسيارة وترك السكين ونزل على الأرض لاستقبال الفتاة، لتي خطفت السكين وطلبت السائق بالابتعاد عنها حتى لا تقتله، إلا أنه لم يبالي بكلامها ودفاعها عن شرفها، فحاول الانقضاض عليها فقتلته.
الفتاة صرخت بكل ما تملك من قوة لطلب الاستغاثة إلا أنه لم يسمع أحد صوتها، لوجودها في صحراء بعيداً عن الناس، وفقاً لراوية المستشارة القانونية دينا المقدم محامية الضحية لـ"انفراد"، مؤكده، أن الفتاة حصلت على البراءة لأنها كانت في حالة دفاع شرعي عن نفسها، مطالبه الفتيات بعدم الثقة في أحد حتى لا ينتهي الأمر بكارثة.
وتنشر "انفراد" سلسلة حلقات "شاهد على الجريمة" طوال شهر رمضان، حيث ترصد شهادات الضباط والمحامين والمعاصرين للجرائم التي شغلت الرأي العام، والتي كان من الصعوبة كشفها، إلا أن دهاء رجال المباحث والكفاءات الأمنية ساهمت بشكل كبير في كشف غموض هذه الجرائم القديمة، التي وقعت على مدار السنوات الماضية.
ونهدف من نشر هذه الجرائم، للتأكيد على أنه لا توجد جريمة كاملة، وأن المجرمين حتماً يقعون في قبضة الأمن مهما طال الوقت، وللوقف على الظروف التي صنعت من أشخاص عاديين مجرمين، ولتنجب الأخطاء وتفاديها، حتى لا يقع أحد فيها ويجد نفسه خلف الأسوار مثلهم.