نشرت وزارة الأوقاف الخاطرة التاسعة عشر لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بعنوان:"في رحاب آية" وَمَن أَحْياهَا فَكَأنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
وقال جمعة:"في صدر هذه الآية الكريمة حدثنا القرآن الكريم عن الفئة المنحرفة التي تسفك الدماء بدون حق ، فقال سبحانه : " أَنَّهُ مَن قَتَل نفْسًا بغيرَ نفْسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فكأنما قتل النَّاسَ جَميعًا "، وأي فساد أكبر من إفساد من يعيثون في الأرض تفجيرا وتدميرا وإرهابا وترويعًا للآمنين ، لا يرقُبون في أحد إلًّا ولا ذمَّة ، إنهم القتلة الفجرة .
وتابع جمعة:"وجدير بالذكر أن كلمة " نفسًا " جاءت نكرة لتفيد العموم ، فلم يحرِّم النص القرآني قتل المسلمين وحدهم أو المؤمنين وحدهم أو الموحدين وحدهم ، إنما حرم قتل النفس كل نفس وأي نفس دون تمييز ، أما عملية الإحياء في قوله تعالى : " ومَن أحْياهَا فكأنَّما أحيا النَّاسَ جميعًا " فهي عملية مجازية ، تعني مَن عمل على بقاء النفس على قيد الحياة بدفع الهلاك عنها ، سواء كان دفع الهلاك عن النفس دفعًا مباشرًا ككفِّ وغل يد الإرهابيين عن سفك دماء الأبرياء ، وهو ما يقوم به رجال القوات المسلحة الأبطال ورجال الشرطة البواسل ، أم كان ذلك بتعرية الإرهابيين فكريًا وبيان زيفهم وزيغهم وضلالهم وإفكهم وزورهم وبهتانهم ، فكل فكرة مستنيرة توفر قطرة دم .
واختتم وزير الأوقاف:"ويدخل في عملية الإحياء المجازية هذه أيضا ما يقوم به الأطباء ومعاونوهم من سهر على علاج المرضى وحرص على سلامتهم ولا سيما في أوقات النوازل والجوائح والأوبئة ، وكذلك كل من يوفر للنفس البشرية المقومات الأساسية لحفظ الحياة : من شربة ماء نقية ، إلى دواء ، فغذاء ، فمأوى ، فتعبيد طرق،والخلاصة أن المؤمن الحقيقي هو من يعمر الدنيا بالدِّين ، والفاسق الفاجر العميل الخائن يخربها باسم الدين ، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت".