أكد محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز، أنه يتحتم علينا معرفة المزيد وتحليل البيانات حتى نعيد فتح الاقتصاد بشكل صحيح.
وقال فى تصريحات لـ"سى إن إن" الأمريكية، حول تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد إن "هذا صعب حقا لأن هناك حياة وسبل عيش على المحك، إذا كنت تعيش فى بلد نام فقير، فإن خطر الموت هو إما الموت بالفيروس أو الموت من الجوع."
وأضاف أن هناك ضغط كبير من أجل إعادة الافتتاح قائلا "والواقع هو أننا بصدد إعادة الفتح، ولكن دعنا نركز على التعلم، هناك الكثير الذى لا نعرفه لكننا سنجرى تجربة وطنية ضخمة، ففى الولايات المتحدة وحدها سيكون هناك ولايات تتبع المبادئ التوجيهية الفيدرالية، وولايات لا تتبع المبادئ التوجيهية الفيدرالية، سنحصل على الكثير من البيانات ونحتاج إلى دراسة ليس فقط المخاطر التى سنتحملها فيما يتعلق بالعدوى ولكن كيف سيتصرف الناس وكيف ستتصرف الشركات. ولا أعرف ما هى الإجابة الصحيحة ، لكننى أعرف أن قرارا سياسيا اتخذ وعلينا أن نتعلم ونجمع البيانات ونتكيف بسرعة إذا أردنا الحصول على ذلك التوازن مع مرور الوقت...سنتعايش مع الفيروس لفترة."
وبسؤاله عن فكرة التعايش مع الفيروس وكيف أنها تجهد التفكير الاقتصادى والمجتمعى والصحى، وعما إذا كانت هذه العوامل الـ3 يمكن أن تعمل معا فى ظل انتشاء كورونا، قال العريان إنها يمكن أن تعمل معا إذا كان هناك لقاح، أو إذا كان هناك عمليات فحص وتعقب متطورة للغاية مشيرا إلى أنه لن يتم الوصول إلى هذه المرحلة بشكل سريع، محذرا أن إعادة الفتح لن تكون سلسلة، فبعد إعادة الفتح ربما يكون هناك اضطرار لإغلاق أجزاء من الاقتصاد، مؤكدا أنه سيكون من الصعب للغاية على صانعى القرار إغلاق الاقتصاد بأكمله مرة أخرى.
وأشار العريان إلى سنغافورة، قائلا إنها المثال المخيف، حيث اعتقدت أنها تتحكم بالوضع ثم اضطرت أن تغلق كليا.
ومع ذلك، قال العريان إن الفيروس نشر الفوضى فى كل شئ، وكأننا كنا نعيش فى وضع ونريد العودة إليه الآن، وضرب مثالا بالصين قائلا إنها أعادت الحياة بنسبة 80-90 % ومع ذلك، انخفض النشاط الاقتصادى فى إبريل، وذلك لأن العالم يفتح بوقت غير متزامن.
وأكد أن الولايات المتحدة كذلك تفتح الاقتصاد بشكل غير متزامن فى كل الولايات، مما يعنى وجود مطبات على الطريق، معربا عن أمله أن يقل التأرجح فى الإصابات.
وأضاف العريان أن ما يحدث أمر لم يختبره العالم من قبل على مستوى الاقتصادات العالمية وعلى مستوى الاقتصادات المتقدمة، موضحا أن هذا يفقد القدرة على إصدار أحكام موزونة وهذا أمر صعب للغاية."
وتابع قائلا إن توقعات الناس بشأن مدى سهولة فتح الاقتصاد كانت ساذجة، حيث ظنوا أننا سنضغط على زر وكل شئ سيعود إلى ما كان عليه، واتضح أن هناك مشاكل صحية وقضايا اقتصادية وقضايا سلوكية ولا نعرف كيف سيكون رد فعل الناس قائلا "أعرف عائلات بعض أفرادها مستعدون للمشاركة والبعض الآخر ليس كذلك".