"دماء على الأرض أمام المنزل، ومصحف وصورة بغرفته" آخر ما تبقى من شهيد الشهامة بالسلام في القاهرة، الذي تصدى لتاجر مخدرات فقتله في مشهد قاس.
وأمر المستشار حماده الصاوي النائب العام، اليوم الخميس، بإحالة المتهم محمود الشاذلي وشهرته "شندي" –البالغ من العمر ٢٥ عامًا– إلى محكمة الجنايات؛ لاتهامه بقتل المجني عليه أحمد حسن أحمد رزق عمدًا مع سبق الإصرار بسلاح أبيض، وقد اقترنت تلك الجناية بجناية أخرى هي أنه في ذات الزمان والمكان شرع في قتل والد المجني عليه المذكور مع سبق الإصرار بذات السلاح وذلك لقيام المجنى عليه بالإبلاغ عن صهر المتهم الذى يقوم بالاتجار فى المخدرات.
وكان إخطار ورد من قسم شرطة السلام في 7 مايو الجاري بوصول جثمان المجني عليه المتوفى لمستشفى السلام التخصصي، وكذا وصول والده مصابًا بجرح.
وبسؤال والد المتوفى وشقيق المجني عليه وثلاثة من شهود الواقعة، شهدوا بأنه على إثر ضبط أحد أصهار المتهم –قبل الواقعة بأيام- لاتهامه بالاتجار في المواد المخدرة، جاء المتهم أسفل مسكن المجني عليهما وصاح بسباب لسائر العائلة متوعدًا إياهم بالتعدي عليهم، وباستطلاع الأب وشقيق المتوفى الأمرَ تعدى المتهم على الأب بسلاح أبيض قاصدًا قتله، فأحدث إصابته، وحال تجمع الأهالي من حوله دون موالاة تعديه عليه، ثم لما جاء المجني عليه المتوفى لنجدة والده باغته المتهم بعدة طعنات من الخلف قاصدًا قتله فسقط مغشيًا عليه، وهدد المتهم جمع الأهالي بقتل كل من يرشد عنه أو يبلغ عن الأمر أو يُصور الحادث، مقررًا بأخذه ثأر آخر ردد اسمه آنذاك.
هذا، وأكدت تحريات جهة البحث ارتكابَ المتهم الواقعة إثر ضبط أحد أصهاره لاتهامه بالاتجار في المواد المخدرة –الذي ردد اسمه بعد قتله المجني عليه المتوفى– ظانًّا بتسبب المجني عليهما في ضبطه بإبلاغهما عنه، فعقد عزمه على قتلهما وأعدَّ لذلك سلاحًا أبيض "سكينا" وتوجه إلى مسكنهما، ونادى عليهما بالسباب والوعيد، ثم جرت الواقعة على نحو ما شهد به الشهود، فقتل المتهم المجني عليه وشرع في قتل والده.
وباستجواب النيابة العامة المتهم أنكر قصده قتل المجني عليه، وأقر بإحداثه إصابته التي أودت بحياته لشجار نشب بينهما ادعى أن سببه تعدي المجني عليه على زوجته بالقول، فانتقم منه لذلك.
وقد ناظرت النيابة العامة جثمان المجني عليه فتبينت ما به من إصابات، وعاينت مسرح الحادث، وأثبت تقرير مصلحة الطب الشرعي أن وفاة المجني عليه سببها إصابة طعنية بفخذه الأيسر مزقت كامل أوعيته الدموية الرئيسية فأحدثت نزيف دموي إصابي أدى للوفاة حدثت من الطعن بجسم صلب، وكذا أثبت التقرير إصابات قطعية حيوية أخرى به، وإصابة قطعية بوالده، حدثت جميعُها من المصادمة بجسم صلب ذو حافة حادة، وأن الواقعة جائزة الحدوث من مثل التصوير الوارد بأقوال الشهود.
وطالعت النيابة صورة رسمية من القضية التي اتُّهم فيها صهر المتهم بالاتجار في المواد المخدرة –الذي نادى باسمه خلال الواقعة- في مايو الجاري، وبالاستعلام باسمه من مصلحة الأحوال المدنية تأكدت صلة القرابة بين الأخير والمتهم.