قبل 9 سنوات من الآن، وتحديداً في يوليو 2011، كانت البلاد تعاني من انفلات أمني بسبب أحداث 25 يناير، فوجد تجار الآثار من هذه الأجواء بيئة خصبة للتنقيب عن كنوز الأجداد، وبيع تاريخ مصر، لا سيما في الأماكن النائية.
وفي مدينة قنا، اتفق دجال مع مجموعة من الأشخاص على التنقيب عن الآثار، إلا أنه أثناء عملية الحفر بمعدات كهربائية، أصيب عامل بصعق كهربائي فمات في الحال، فقرر الدجال الاستمرار في عملية البحث عن الاثار، والتخلص من الجثة بدفنها في إحدى المقابر.
مرت عدة أيام ولم يعود العامل لمنزله، فتسرب القلق لقلوب أسرته، الذين حرروا محضراً باختفائه، ودلت تحريات رجال المباحث أن العامل كان يرافق دجالاً، وأن هناك اتهامات له بالتسبب في قتله، خاصة أن هذا الدجال معروف عنه التنقيب عن الآثار.
وبدهاء كبير، استدعى اللواء خالد الشاذلي مسئول المباحث ـ وقتها ـ الدجال، لاحتساء كوبين من الشاي، وبذكاء شديد تحدث مع الدجال، وأوهمه أن تجارة الاثار حلال، وحاول اقناع الدجال بذلك حتى يكسب ثقته ويعترف بجريمته، وقص عليه قصة "موسى والخضر" والكنز الذي حافظ عليه لغلامين يتيمين في المدينة، وعندما اطمأن الدجال لرجل المباحث، سرد له تفصيلاً ما حدث، وكيف مات منهم العامل وتخلصهم من جثته دون تكفين أو تغسيل أو صلاة عليه، ليتم القبض على المتهمين وإحالتهم لجهات التحقيق، وفقاً لرواية اللواء خالد الشاذلي لـ"انفراد".
وتنشر "انفراد" سلسلة حلقات "شاهد على الجريمة" طوال شهر رمضان، حيث ترصد شهادات الضباط والمحامين والمعاصرين للجرائم التي شغلت الرأي العام، والتي كان من الصعوبة كشفها، إلا أن دهاء رجال المباحث والكفاءات الأمنية ساهمت بشكل كبير في كشف غموض هذه الجرائم القديمة، التي وقعت على مدار السنوات الماضية.
ونهدف من نشر هذه الجرائم، للتأكيد على أنه لا توجد جريمة كاملة، وأن المجرمين حتماً يقعون في قبضة الأمن مهما طال الوقت، وللوقف على الظروف التي صنعت من أشخاص عاديين مجرمين، ولتنجب الأخطاء وتفاديها، حتى لا يقع أحد فيها ويجد نفسه خلف الأسوار مثلهم.