أكد يوليوس جوريج لوى، سفير ألمانيا بالقاهرة، على اهتمام برلين بالجانب الاقتصادى والسياسى بمصر فى ضوء الزيارة المكثفة التى شهدتها خلال الفترة الأخيرة من بينها زيارة وزير الداخلية وزير الاقتصاد ونائب المستشارة الألمانية ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم ( الاتحاد الديمقراطى المسيحى ) وزيارة نائبة رئيس البرلمان الألمانى.
وأضاف فى مؤتمر صحفى عقده اليوم الأربعاء، بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة أن هذه الزيارات التى تؤكد على أهمية دور مصر فى المنطقة، وتناولت القضايا السياسة الداخلية، والهجرة، ومكافحة الإرهاب، والأمن، وسلامة وأمن الطيران، والسياحة إلى شرم الشيخ، والمجتمع المدنى والحقوق الأساسية، بينما ركز المحور الاقتصادى لهذه الزيارات على الوضع الاقتصادى والاجتماعى فى مصر وعملية الديمقراطية والإصلاح الاقتصادى ووضع العملة الصعبة.
وتابع قائلاً: "أن وزير الداخلية الألمانى ألقى كلمة عن التسامح فى عصر العولمة فى جامعة الأزهر وفتح حوارًا مع الطلبة، وقد تم التوقيع خلال زيارته على اتفاقية أمنية ومناقشة الوضع الأمنى فى ليبيا والفرص المتاحة لإقرار السلام هناك"، مشيرا إلى بدء التعاون البرلمانى بين الجانبين بعد انتخاب مجلس النواب فى مصر.
ولفت إلى أن قضية أمن الحدود وتقديم الدعم الأمنى فى مصر القاسم المشترك فى كل اللقاءات والمناقشات التى تمت بين الجانبين خاصة تأمين الحدود مع ليبيا وسيناء، مؤكدًا على اهتمام الجانب الألمانى بمساعدة مصر لتأمين حدودها ومنع تسلل العناصر الإرهابية عبر الحدود.
وردًا على سؤال حول الإجراءات الأخيرة التى اتخذتها برلين نحو 90 مسجدًا، قال "لوى" إن بلادنا تقدر قيمة الحرية الرأى والصحافة والأديان ولكن الحرية تنتهى مع تحول الانتقاد السلمى إلى الدعوة إلى العنف وانتهاج العنف، موضحا أنه يوجد بعض المساجد فى ألمانيا التى يستخدمها بعض الناس للدعوة إلى الكراهية والعنف وهذا ضد قيم الدولة والحكومة الديمقراطية ولذا تم تبنى التدابير لمواجهة هذه الظاهرة التى تعد مقصورة على عدد محدود من المساجد.
وردًا على سؤال حول زيارة أنجيلا ميركل لمصر، قال إنه تم توجيه دعوة رسمية لها لزيارة مصر، وأنه سوف يتم الإعلان عن موعدها عندما يتم الاتفاق عليه، نظرا لأن جدول أعمال ميركل محدد لفترات طويلة.
وردًا على سؤال حول القضايا التى طرحها المستثمرين الألمان، أفاد يوليوس جوريج لوى سفير ألمانيا بالقاهرة بأن المستثمرين الألمان أبدوا اهتمامهم بالاستثمار فى السوق المصرى، وطرحوا قضاياهم على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم التوقيع على 5 مذكرات للتفاهم خلال زيارة نائب المستشارة الألمانية زيجمار جابريل وهذا يعكس الرغبة فى التعاون بين البلدين.
وأشار إلى أن التبادل التجارى بين البلدين بلغ 5 مليار يورو عام 2015 بالرغم القيود التى فرضت لتسجيل منشأ بعض السلع الواردة إلى مصر.
وأوضح أن ألمانيا اقتصادها حر وليس اقتصاد موجه وأن رجال الأعمال الألمان يضعون الشروط الإطارية للتعاون الاقتصادى، معربًا عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة سوف تشهد حجم استثمار ألمانى كبير وإقامة مشروعات كبيرة ستخلق فرص عمل، مما يؤدى إلى الاستقرار لصالح مصر.
وردًا على سؤال حول مبادلة الديون، أفاد بأنه سيتم عقد لقاء وزارى لمناقشة موضوع مبادلة الديون المصرية فى برلين فى يونيو المقبل، موضحاً أنه يتم مراعاة الظروف الحالية للبلاد، كما لفت إلى أن قيمة الديون المصرية تبلغ 170 مليون يورو.
وردًا على سؤال حول السياحة الألمانية لمصر، قال "لوى" إن عدد السائحين الألمان الذين زاروا مصر العام الماضى بلغ مليون سائح ولكن المؤشرات الأولية تفيد أنه من المحتمل ألا يصل هذا العدد هذا العام، مضيفًا أن الأحداث تؤثر سلبًا على السياحة مثل حادث سقوط الطائرة الروسية العام الماضى.
وأكد أن برلين تحاول جاهدة دعم مصر لتأمين المطارات، وأنها لم تصدر قرارًا بوقف حركة الطيران إلى مصر باستثناء شرم الشيخ بعدم سفر الحقائب مع الركاب فى نفس الطائرة.
وردًا على سؤال حول دور المجتمع المدنى، أعرب عن اعتقاده بأن المجتمع المدنى يلعب دورًا حيويًا ونشطاً ويعد جزءًا لا يتجزأ من الديمقراطية، وأن المبادرات الأهلية والمنظمات الأهلية تلعب دورًا هاما فى التطور الديمقراطى وتساعد صناع القرار السياسى بتقديم له المعلومات وردود الفعل وهذا يعد مهما لاستقرار الحكومات بصفة عامة مضيفا أن الوفود الألمانية تبحث هذه القضايا فى جميع زياراتها للخارج سواء آسيا أو أفريقيا وغيرها وتجرى لقاءات مع ممثلى المجتمع المدنى بجانب الساسة، وهذا ليس مقصورًا على مصر.
وحول تطورات الأوضاع فى سوريا، قال "لوى" إن بلاده تولى اهتماما كبيرا بالقضية السورية، وأن وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير نشط فى هذا الموضوع، مؤكداً أن برلين تحاول جاهدة التأثير على أطراف الصراع والتوصل إلى حل سلمى، وتم دعوة أمس أطراف المعارضة للحوار فى برلين بهدف التوصل إلى تهدئة وحل الأزمة ليس فقط فى حلب وإنما فى جميع أرجاء سوريا، لافتا إلى استضافة أكثر من 400 ألف لاجئ سورى العام الماضى.
وحول الوضع فى ليبيا، أشار السفير الألمانى إلى أن برلين لا تنوى التدخل عسكريا فى ليبيا، وأنها مستعدة لتقديم الدعم لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضطلع بأمنها وأمن مجتمعها.