أحياناً يتجاوز الواقع فى غرابته حد الخيال، ويتجاوز تفكير المجرم قدرات السيناريست أو المؤلف فالحاجة أم الاختراع والسجين يظل يراوغ طوال الوقت لمغادرة الأسوار، كما حدث مؤخراً فى سجن طرة.
زار شخص شقيقة التوأم المسجون على ذمة اتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية واستغل حالة الشبة الكبيرة بينهما وقرر أن يأخذ مكانه لينعم المسجون بالحرية بعض الوقت ويلتقى أفراد أسرته وربما أصدقاؤه المقربون، وينهى بعد المصالح الخاصة به ثم يعود مجدداً إلى السجن ويغادر أخاه.
حضر شقيق المسجون من مقر إقامته بمحافظة المنيا، وبعد إنهاء إجراءات الزيارة التقى توأمه السجين فى الصالة المخصصة لذلك بسجن طرة فى القاهرة.
واستغل الزائر الزحام واستبدل ملابسه مع السجين فارتدى الملابس الزرقاء وارتدى السجين ملابس أخيه العادية واتفقا على أن يصححا الوضع فى الزيارة التالية ليعود السجين سجينا والحر حرا.
ولأن الزوار لا يغادرون السجن إلا بعد عودة السجناء إلى زنازينهم اكتشف رجال أمن السجن الخدعة عندما لم يتعرف السجين المزيف على زملائه ولا الحارس الذى اعتاد التعامل معه والتحدث إليه فعرف السجناء والأمن أن شىء ما حدث ودوت صفارات الإنذار لتمنع الزوار من مغادرة السجن.
فحص رجال مباحث سجن طرة الزوار واكتشفوا الشبه التام بين التوأم وباستجواب السجين الذى تحول لزائر اعترف بجريمته، كما اعترف الزائر الذى تحول لسجين وهنا اقتاد رجال الشرطة السجين إلى زنزانته بعد اتخاذ الإجراءات القانونية واتهامه بمحاولة الهروب، وحرروا محضر لشقيقه الزائر بعدما اعترف بتفاصيل جريمته.