أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ،اليوم الاثنين، أن ثورة 30 يونيو قضت على كل محاولات البعض المستميتة لطمس الهوية الوطنية، وقال الرئيس السيسي - في كلمتة لمناسبة الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو - إن جماهير الأمة خلال هذه الثورة المجيدة سطرت بإرادتها الأبيه ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن .
وفيما يلي نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
"شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم نحتفل اليوم بالذكرى السابعة لثورة الثلاثين من يونيو 2013 تلك الثورة المجيدة التي سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادته الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق"
السيدات والسادات
" لقد تابع العالم أجمع باندهاش واعجاب انطلاق شرارة ثورتنا المباركة التي قضت على كل محاولات البعض المستميتة لطمس الهوية الوطنية ..فقد ظن هؤلاء ومن يقف وراءهم أن مصر قد دانت لهم دون غيرهم من أبناء الوطن وأن أهدافهم التي يسعون إليها قد أصبحت قريبة المنال .. فخرجت جموع الملايين معلنة رفضها القاطع لكل محاولات اختطاف الوطن الذي تولى أمره من لا يدرك قيمة وعظمة مصر وفي خضم هذه الأحداث كانت القوات المسلحة تتابع وتراقب مطالب جماهير هذا الشعب العظيم حيث انحازت إلى الإرادة الوطنية الحرة وذلك استنادا إلى ثوابتها التاريخية وعقيدتها الراسخة وباعتبارها ملاذ الشعب الأمن وسنده الأمين واتخذت قرارها التاريخي بمشاركة مختلف القوى والتيارات السياسية بوضع خارطة مستقبل تسير الدول المصرية على خطاها للعبور من الفوضى والعبث إلى بر الآمان "
وقال الرئيس السيسي.. شعب مصر العظيم .." إننا ننظر إلى واقعنا الراهن باعتباره حلقة جديدة من سلسلة حلقات تاريخنا المتصل نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة نحاول جاهدين أن نبني وننمي لنغير الواقع الحالي على نحو نرضاه ونفتخر به واضعين نصب أعيننا أن تكون مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها وللأجيال القادمة مع إدراك متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة".
وأضاف السيسي: " ولقد كنا ندرك منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو المجيدة أننا سنخوض مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابي دولي غادر لا يعرف قدسية الأرواح وحرمة الدماء؛ ومن هنا كان خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، حيث سعت أيادي الشر لترويع الآمنيين في ربوع مصر وخلق حالة من الفوضى من خلال العنف المسلح في محاولة بائسة للعودة مرة أخرى إلى الحكم".
وتابع: " وهنا أثبت الشعب البطل أصالة معدنه وصلابة عقيدته من خلال الوقوف خلف رجال قواته المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، حيث استطاعوا خلال السبعة أعوام الماضية أن يقضوا على البنية التحتية لتلك العناصر الإجرامية".
وتابع:" وفي هذه المناسبة أوجه التحية والتقدير بإسم شعب مصر كله إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية ثرى مصر الطاهر".
وأردف قائلا:" الأخوة والأخوات أبناء شعب مصر..لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو مجرد انتفاضة شعبية على نظام حكم لا يرضى عنه الشعب، وإنما كان تغييرا لمسار أمة تملك رصيدا كبيرا من المجد وتاريخا فريدا من الحضارة ومكانا عظيما بين الأمم الأخرى وتتطلع إلى أن تعود إلى سيرتها الأولى وتتبوأ مكانتها التى تستحقها ، فكانت الإصلاحات الاقتصادية بمثابة وقفة جادة مع النفس، صرحنا فيها أنفسنا بحقيقة وضعنا الاقتصادي، ووجدنا أنه لا سبيل أمامنا سوى المضى قدما في هذا الطريق الصعب باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الجذرية ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطني والتى لولا تحمل الشعب لها وثقته في نفسه وفي قيادته ما كانت لتؤتى ثمارها ، حيث حققنا في هذا المقام إنجازات شهد لها العالم بأسره".
وقال الرئيس "وهو الأمر الذي يستوجب مننا بلا شك التوقف أمامه باعتباره شاهدا على تفرد وصلابة الشعب المصري وقدرة مؤسسات دولته التي تسعى جاهدة لتحقيق التوزان بين حماية المواطنين من خطر الفيروس واستمرار عملية الإنتاج والتنمية".
وتابع "شعب مصر العظيم أن مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة والشعارات الرنانة ولعلكم تدركون أن أمن مصر القومي يرتبط ارتباط وثيقا بأمن محيطها الإقليمي فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية ولا يخفى على أحد أننا نعيش وسط منطقة شديدة الاضطراب وأن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة تجعل من الصعوبة أن تنعزل أي دولة داخل حدودها تنتظر ما يسوقه إليها الظروف المحيطة بها ومن هنا كان استشراف مصر لحجم التحديات التي ربما تصل لتهديدات فعلية تتطلب التصدي لها بكل حزم على نحو يحفظ لمصر وشعبها الأمن والاستقرار ورغم امتلاك مصر لقدرة شاملة ومؤثرة في محيطها الإقليمي ولكنها دائما تنجنح للسلم وأنه ايديها ممدودة للجميع بالخير ، لا تعتدي على أحد ولا تتدخل في شؤون أحد ولكنها في الوقت نفسه تتخذ ما يلزم لحفظ أمنها القومي، هذه هي سياسة مصر التي تتأسس على شرف في تعاملاتها دون التهاون في حقوقها".
واختتم "شعب مصر العظيم وفي الختام نحن على ثقة تامة باننا بالرداة والعزم قادرون على تحقيق رويتنا المضيئة التي نحلم بها لوطننا الغالي كما نوكد لشعبنا العظيم اننا ماضون على عهدنا نحمي وطننا ونجدد عهدننا بأننا لن نفطر في حق من حقوقه أتوجه إليكم مجددا بالتحية والتقدير كل عام وأنتم بخير ومصر العزيزة في أمان وتقدم وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر".