"ذهب لإحضار زوجته الغاضبة لدى منزل أسرتها، فرفض الأب طلبه فقتله"، كان ذلك ملخص جريمة قتل بشعة دارت فصولها في منطقة أبو رواش بكرداسة.
تعرف "أحمد" على فتاة تقطن بالقرب من منزلهم، معروف عنها أخلاقها وحسن تربيتها، تنتمى لأسرة بسيطة الحال، فتقدم للزواج منها، وبعد الاتفاق على كل شىء جرت مراسم الزواج بحضور أهل العروسين.
العروس التى طالما كانت تحلم بحياة زوجية مفعمة بالسعادة والفرح، تبخرت أحلامها مع انقضاء شهر العسل، حيث بدأت المشاكل تدخل حياتها بصورة متكررة، لاسيما أنها تقيم فى منزل عائلة، وتقطن معها "حماتها" التى حولت حياتها لجحيم.
تدخل "والدة الزوج" فى حياة العروسين أفسدها مبكراً، وجعلت من الصعوبة استكمالها بالرغم من أن العروس شعرت بجنين يتحرك فى أحشائها، وبالرغم من تدخل الوسطاء والأقارب فى كل مرة لاحتواء الأمر، إلا أن الأمور كلها كانت تؤكد استحالة العشرة بينهما.
"بيصبحنى بعلقة، ويمسينى بعلقة"، هكذا لخصت الزوجة حياتها مع زوجها فى سنة أولى زواج، مضيفة: "لم أطلب منه فلوس، ولا لبس ولا فسحة مثل باقى الزوجات، كنت أحلم بالستر وراحة البال، وأعيش معه على القليل، دون أن يعرف أحد بما يدور داخل أروقة شقتنا، لكن تدخل والدته المتكررة فى حياتنا أفسدها، فقد كانت تحرضه ضدى باستمرار".
وتكمل الزوجة حديثها لـ"انفراد" "حياة مليئة بالذل والإهانة عشتها برفقة زوجى، تحملت كثيراً، حتى أصبحت لا أطيق أكثر من ذلك، ونفد صبرى على زوجى وأسرته، فقررت ترك عش الزوجية والتوجه لمنزل أسرتى كعادتى، لعلى أجد الراحة بعض الشىء هناك".
وعن يوم الحادث، تقول الزوجة: "حضر زوجى لمنزلنا للحديث مع أسرتى وإعادتى لشقته مرة أخرى، مثل كل مرة، لكن هذه المرة احتدم الخلاف بينه ووالدى، حيث تطاول على أبى بالكلام، فقرر والدى عدم مبارحة المنزل، الأمر الذى جن جنونه، فأمسك أبى وألقاه على الأرض، واستل سكيناً من طيات ملابسه وأسكنها بجسد والدى، وسط صدمة وذهول انتباتنا جميعاً، ثم هرب من المكان، لتلاحقه الشرطة وتضبطه".
وبدموع ممزوجة بالآسى، تقول الزوجة: "أنا فى موقف لا أُحسد عليه، فقد قتل زوجى أبى، وعندما يأتى ابنى للدنيا يكتشف أن جده مات على يد والده، وأن والده دخل السجن أو تم إعدامه، فقد ضاع مستقبلى، وأصبحت الأحزان تحاصر حياتى، ولا أصدق أن حياتى الزوجية انتهت بهذا المشهد البشع".
تلتقط الزوجة أنفاسها وتقول: "أطالب بإعدام زوجى، فقد دمر حياتى، ودبحنى وأنا على قيد الحياة، وتسبب فى مقتل أبى، وحرم أشقائى منه، كما أطالب بمحاكمة "حماتى" فهى المتهمة الرئيسية، والسبب فى كل ما حدث".
التقطت زوجة القتيل أطراف الحديث من ابنتها، قائلة: "كان زوجى عبد الله هادئا متزنا، محبوبا للجميع، عاش حياته كلها دون أن يتسبب فى مشكلة، لكن منذ أن تزوجت بنتى والمشاكل لا تتوقف بسبب زوجها المتهور ووالدته التى لا تكف عن التحريض ضد ابنتى".
وتضيف زوجة القتيل: "كان زوجى هو مصدر رزقنا الوحيد، فنحن نعيش فى منزل بسيط، ولا مصدر رزق لنا، فقد ضاع كل شىء فجأة، وأصبحت مسئولة عن أولادى وابنتى الحامل وجنينها".