كذبت مصادر دبلوماسية إسرائيلية رفيعة المستوى بوزارة الخارجية بتل أبيب، مساء اليوم الثلاثاء، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، حول أزمة اقتحام المتظاهرين المصريين لمبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى عام 2011.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن المصادر شككت فى إدعاءات، نتانياهو، بتهديده بإرسال جنود من الجيش الإسرائيلى إلى القاهرة خلال ثورة يناير فى مصر عام 2011 لإنقاذ طاقم السفارة الإسرائيلية المحاصرين من قبل متظاهرين مصريين، والتى تراجع عنها مساء اليوم خلال بيان رسمى صادر عن ديوانه.
وقال مسئولون سابقون فى وزارة الخارجية الإسرائيلية الذين شاركوا فى اخلاء طاقم السفارة للصحيفة العبرية، إن نتانياهو لم يذكر أبدا أى حديث حول عملية انقاذ إسرائيلية خلال إدارة الأزمة فى غرفة العمليات داخل مقر الوزارة فى حينها.
وكان قد زعم نتانياهو، خلال كلمته فى مقر وزارة الخارجية اليوم، بمناسبة احياء ذكرى قتلى الدبلوماسيين الإسرائيليين، أنه هدد بذلك للضغط على مصر لإرسال قوات امنها لإنقاذ الإسرائيليين المحاصرين داخل مقر السفارة بالقاهرة.
ونفى المسئولون الإسرائيليون السابقون فى وزارة الخارجية الادعاء ان عملية الانقاذ الوشيكة هى سبب اخلاء مصر لطاقم السفارة من الحشد الغاضب.
وكان قد اقنحم عدة آلاف من المتظاهرين المصريين فى 9 سبتمبر 2011، مبنى السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، بعد كسر الجدار المحيط بالمبنى، وبدأت المظاهرات ردا على قتل عن طريق الخطأ 5 جنود مصريين على يد الجيش الإسرائيلى خلال محاولة لضبط إرهابيين قتلوا 8 إسرائيليين على الحدود الإسرائيلية - المصرية.
وقال نتانياهو، الذى يتولى أيضا منصب وزير الخارجية خلال كلمته أمام الدبلوماسيين الإسرائيليين: :جماهير متوحشة قدمت الى ذبح دبلوماسيينا العاملين فى القاهرة وقد استخدمنا ذاك المساء جميع الأدوات التى نمتلكها بما فيها التهديد بإرسال قوات عسكرية اسرائيلية لإنقاذهم وهذا قد دفع القوات المصرية التى كانت تخضع آنذاك لحكم الإخوان المسلمين الى انهاء هذا الحدث بشكل ناجح بالتعاون معنا من هنا"، على حد قوله.
وكان قد أصدر ديوان رئيس الوزراء الغسرائيلى مساء اليوم بيانا جاء فيه: انه فى عام 2011، خططت اسرائيل عملية منسقة وليست أحادية الجانب من أجل استعادة الطاقم من السفارة فى القاهرة، بدلا من التهديد بإجراء مداهمة".
وأضاف البيان: "نشكر الجيش المصرى الذى تعامل مع الأزمة بشكل يتحلى بالمسئولية وحل المشكلة.. رئيس الوزراء نتانياهو يثمن كثيرا العلاقات مع مصر ومعاهدة السلام معها تعتبر عنصرا هاما فى استقرار المنطقة".
وكان قد نجح المتظاهرون بالدخول الى مكاتب السفارة حيث علق 6 من افراد الطاقم فى غرفة آمنة ومحصنة.