يوماً تلو الآخر، تصعد حكومة المملكة المتحدة ودوائر بريطانيا السياسية إجراءاتها ضد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، الذي يتمتع بتواجد قوي داخل العاصمة البريطانية لندن، حيث قاد مجلس العموم البريطاني تحركات مكثفة بهدف تأمين البلاد من مخاطر الفكر المتطرف.
وتدير جماعة الإخوان حاليًا أعمالها من مكتب لندن الذى يعد المركز الرئيسي الذي تتابع من خلاله الجماعة كل أنشطتها على مستوى العالم، بعد انهيار مكتب الإرشاد للجماعة في مصر، وأصبح مديره إبراهيم منير.
ويعطى مكتب لندن المسجل باسم شركة الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة، التعليمات لكل أفراد التنظيم، وتمدد الإخوان فى بريطانيا، وتجاوز عدد مؤسساتهم 39، منها منتدى الشباب المسلم في أوروبا الذي كان يرأسه الإخواني إبراهيم الزيات قبل استقالته منه، وهو عبارة عن شبكة تتألف من 42 منظمة تجمع الشباب من أكثر من 26 بلداً، خلافًا لعلاقاته مع البرلمان الأوروبي.
وتتحكم جماعة الإخوان حاليًا فى 13 مؤسسة خيرية ومالية كبرى ببريطانيا، ومنها "المنظمة الإسلامية للإغاثة" التي رأسها عصام الحداد ابتداء من العام 1992 حتى تولى منصبه مستشاراً للرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى مراكز أبحاث ومنظمات إعلامية و مؤسساتٌ تشبه إمبراطوريات الظل، تضم قياداتٍ هاربة لها تاريخ مشبوه في عقد التحالفات.
وتواصل بريطانيا محاولات طرد الإخوان منها، بعد محاولات بدأت منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون، حيث يطالب نواب مجلس العموم بحظر تنظيم الإخوان الإرهابى، لأنه يمثل خطرا واضحا على أمن المملكة المتحدة.
وجاء الحادث الإرهابى الذى شهدته العاصمة البريطانية لندن والمشهور بحادث "جسر لندن" ليفتح الحديث من جديد حول مصير قيادات الإخوان وحلفائهم المقيمين فى بريطانيا، وبدأت الأجهزة الأمنية البريطانية بالتحقيق مع بعض العناصر الإخوانية المتواجدة داخل أراضيها لمعرفة ما إذا كان لديهم علاقات مع بعض عناصر تنظيم داعش الإرهابى المتورطين فى هذا العمل الإرهابى.
وتورط زهير خالد نصرات فى حادث مانشستر الإرهابى الذى وقع فى عام 2017، هو نجل دبلوماسى ليبى وناشط إخوانى معروف، والسلطات البريطانية تربط بين تنظيم داعش الإرهابى وبعض عناصر الإخوان الهاربة فى أراضيها.
وأكد عضو مجلس العموم البريطاني، إيان بيزلي، أن جماعة الإخوان لديها أنشطة غير قانونية في المملكة المتحدة، كما تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية والتطرف في بريطانيا والشرق الأوسط.
وأشار عضو مجلس العموم البريطاني، إلى أن هناك عددًا من طلبات الاستجواب داخل البرلمان حول قيام أعضاء من تنظيم الإخوان بأنشطة مشبوهة، مطالبين الحكومة بطردهم من البلاد خشية من تأثيرهم على الأمن القومي البريطاني.
وأوضح أن أعضاء في البرلمان البريطاني، وعددا من المنظمات تطالب بوقف دعم جماعة الإخوان في المملكة المتحدة، حيث إنهم يجمعون التبرعات لتمويل أنشطة إرهابية، موضحًا أن بريطانيا ستتخذ خطوات عديدة تجاه جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة وستعيد فتح التحقيقات حول نشاطهم داخل البلاد.
وفي ذلك الحين ، طالب عضو العموم البريطاني وزارتي الدفاع والداخلية بمناقشة الأمر فعليًا، لافتًا إلى أنه بالرغم من انشغال العالم حاليًا بمكافحة فيروس كورونا، ألا أن الإرهابيين لا يعتدون بذلك بل يقومون بكثير من الأعمال الإرهابية العدائية والقتل في العالم والشرق الأوسط، مطالبًا بلاده باتباع النموذج المصري وغيرها من الدول الأخري في الشرق الأوسط، والتى صنفت وحظرت جماعة الاخوان واعتبرتها جماعة إرهابية.