قال الدكتور محمد عبودة باحث بوحدة اللغة العربية في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن هذه الوحدة هي الأكبر بين وحدات المرصد، حيث تبدأ من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، حيث تتابع ما يقرب من 20 دولة على مستوى سياق التطرف والأحداث السياسية.
وأضاف عبودة خلال تصريحات عبر خاصية "زوم"، الإعلامية جومانا ماهر عبر القناة الأولى، الفضائية المصرية، وon e: "نرصد أعمال التطرف التي تعلن عنها الحكومات أو ما تبثه الجماعات المتطرفة من إصدارات، وهي أول مرحلة من مراحل عمل المرصد، بعدها يأتي الدور على الخطوة الثانية، وهي تحليل الاستراتيجيات على كافة الأبعاد، ثم البعد الاجتماعي، والأعمال المتطرفة التي تستند إلى أفكار دينية، و بعد خطوة تحليل الحدث، يأتي الدور على إصدار بيان أو تحذير أو الرد على قضايا شرعية".
بدوره قال الدكتور أحمد فيصل باحث في نفس الوحدة، إن إصدار الإحصائيات وتحويل العمليات إلى أرقام بدأت في نهايات عام 2016 بناءً على اقتراح أحد الباحثين إصدار إحصائية بشكل شهري، وذلك من خلال متابعة كل عملية تقوم بها الجماعات المتطرفة، وبعدها يجرى متابعة كل عملية أكثر من يوم بسبب احتمالية زيادة أعداد الضحايا.
وأضاف: "عدد العمليات الإرهابية بدأت في التراجع منذ عام 2017 إذ كان عدد 1263 عملية إرهابية في الوطن العربي، راح ضحيتها أكثر من 14 ألف شخص في الوطن العربي، وفي عام 2018 بلغ عدد العمليات الإرهابية نحو 444 عملية، وفي عام 2019 أرتكبت نحو 253 عملية إرهابية وكان عدد الضحايا أقل وبلغ في عام 2019 نحو 2561 ضحية".
ومن جانب آخر، قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن من القضايا المهمة التى يفرضها علينا واقعنا المعاصر قضية التجديد، باعتباره أمرًا ضروريًّا، وأحد الروافد المهمة التى تعالج مستجدات العصر، من خلال الرؤية الإسلاميّة الشاملة التي تصلح بها الحياة في كل زمانٍ ومكان، ويتجلّى للناظر عند ترديد الدعوة للتجديد، أن قضية التجديد قد ظُلِمت من طائفتين كليهما مال عن الوسطيّة، حيث مالت طائفة إلى التَفريط في الدعوة إلى التجديد، والثورة على كل ما هو قديم موروث، وأرادت أن تغيّر في أصول الإسلام فضلًا عن فروعه، وطائفة أخرى تحجَّرت وتجمَّدت عند كل موروث، فرفعته إلى درجة التَقديس حتى لو لم يكن في أصله مقدّسًا، فقدمت للإسلام أنموذجًا مخيفًا تحت شعار التجديد أيضًا.
وحذر المرصد فى تقرير له، من ان تنظيم "داعش" الإرهابي يحاول أن يبيّن لأتباعه أين التجديد الذى يقوم به التنظيم فىسلسلة مقالات بعنوان "تجديد أمر الدين بأقوال وأفعال أئمة المسلمين"، ويلاحظ أن التجديد جاء في أبجديات داعش محدّدًا فى أمرين: الأمر الأول: أن التجديد مُنحصر فقط في باب القتال فلقد زعم التنظيم الإرهابيّ أن قتالهم للجيوش وأجهزة الشُرطة وتكفيرهم لعوام المسلمين واستباحة أموالهم وأعراضهم جزء مهمّ من التجديد قاموا به خير قيام، فما أقبح جرأة هؤلاء وما أضلَّ عقولهم حين يتباهون بفسقهم، بل ويلصقونه بتجديد الدِّين زورًا وبهتانًا وجهلًا وخسرانًا.
الأمر الثاني: تقديس قادتهم والثناء على تصرفاتهم، فعلى طول المقالات التي نشرها تنظيم "داعش" الإرهابيّ عن التجديد، كانوا يستدلون دائمًا بأقوال وتصرفات قيادتهم، بداية من الإرهابيّ أبي مصعب الزرقاوي، والذي لقّبوه خلال مقالاتهم بالإمام، في تلميحات هزليّة بكونه أحد أئمة التجديد، حيث اعترفوا بأن الفضل يعود له فيما وصل إليه التنظيم، مرورًا بكل قياداتهم الآخرين.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التنظيمات الإرهابيّة تحاول أن تستخدم كافة الأساليب لاستقطاب مجندين جدد لصفوفها، لا سيّما بعد هلاك الكثير منهم جرَّاء الهزائم المتتالية التي تعرضت لها في أماكن تواجدهم، مشدّدًا أن التجديد مصطلح مهمّ استغلته تلك الجماعات الإرهابيّة لصُنع صورة لها في أذهان الشباب، كما أن التجديد في الوقت ذاته قضية مهمة توليها مؤسسة الأزهر الشريف مزيدًا من الاهتمام والرعاية ليقطع الطريق على سماسرة التجديد وتجار الدّين.