استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، استراتيجية وزارة التعاون الدولي لدعم جهود الدبلوماسية الاقتصادية، مؤكدة أن الجهود المبذولة مع شركاء التنمية، تأتي في إطار السعي لتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية من خلال ثلاثة مبادئ رئيسية، الأول هو منصة التعاون التنسيقى المشترك التى أطلقتها الوزارة العام الجارى لجمع كافة شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين على طاولة واحدة من خلال اللقاءات التفاعلية الدورية مع الجهات الحكومية لبحث أولويات التعاون ومعالجة التحديات، وثانيًا استراتيجية سرد المشاركات الدولية للترويج للقصص التنموية المصرية فى إطار 3 محاور هى "المواطن محور الاهتمام والمشروعات الجارية والهدف هو القوة الدافعة"، وثالثًا هو مطابقة التمويل التنموي لأهداف التنمية المستدامة الأممية، لتصنيف المحفظة الجارية للوزارة وفقًا لأهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك، خلال مداخلة هاتفية لوزيرة التعاون الدولي مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية مع عمرو أديب" المذاع علي فضائية إم بي سي مصر، مساء الجمعة.
ومن ناحية أخرى، استضافت وزارة التعاون الدولي رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيد جون بارسا، في أول زيارة له خارج الولايات المتحدة الأمريكية، منذ توليه منصبه؛ وخلال الزيارة وقّعت الدكتورة رانيا المشاط مع السيد "بارسا" اتفاقية منحة بقيمة 22.8 مليون دولار، لتصل إجمالي المنح الموقعة مع الوكالة الأمريكية منذ بداية العام إلى 7 اتفاقيات بقيمة 112 مليون دولار، في قطاعات حيوية مثل التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة وتمكين المرأة والحوكمة.
وتحدثت "المشاط"، عن فعاليات زيارة رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث أطلقت وزيرة التعاون الدولي، مشروعاً جديداً لتمكين الفتيات في صعيد مصر، مع الوكالة الأمريكية بمنحة قيمتها 3 ملايين دولار، سيتم توجيهها لمؤسسة النداء، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.
وأشارت "المشاط"، إلي الجهود المتعددة لوزارة التعاون الدولي في ملف تمكين المرأة، حيث أطلقت منتصف العام الجاري، محفز سد الفجوة بين الجنسين، وهي أول منصة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومن خلالها سيتم التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، لوضع سياسات تمكين المرأة وسد فجوة العمل بين الجنسين، مؤكدة أنه من ضمن خطة الوزارة لمطابقة التمويل التنموي لأهداف التنمية المستدامة، كما أن اتفاقيات وزارة التعاون الدولي ضمن مشروعات تمكين المرأة وتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين 113 مليون دولار.
وعن الاجتماعات السنوية لأكبر المؤسسات التمويلية الدولية فاتسمت هذه الاجتماعات بأنها افتراضية؛ وقد اختتمت فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الخميس؛ حيث أشارت "المشاط" إلي مشاركتها في الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، باعتبارها محافظ مصر لدى البنك، والتي شهدت فعاليات في غاية الأهمية، منها إقرار استراتيجية البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية 2021-2025 التي ترتكز على 3 محاور أساسية هي زيادة تمويلات الاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي، وتكافؤ الفرص، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية تتسق مع الرؤى التنموية للحكومة المصرية.
ونوهت وزيرة التعاون الدولي، إلى مشاركتها في القمة العالمية للبنية التحتية، والتي طالبت خلالها بضرورة التركيز على القصص التنموية المصرية وسردها، وزيادة تمويل البنية التحتية للبلدان المختلفة، والدعم الفني لتحقيق التعافي الأخضر. كما أشارت إلي تقرير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية 2020 الذي قال إن مصر دولة العمليات الوحيدة التي ستحقق نمو بنسبة 2% خلال 2020، و5% في 2021، بسبب مشروعات البنية التحتية وقطاع الاتصالات.
وتطرقت "المشاط"ن إلي الجهود التي قامت بها مصر في مجال البنية التحتية والمدن الجديدة حيث دشنت عدة مشروعات تنموية كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعالمين الجديدة والجلالة وغيرها من المشروعات الحيوية في كافة القطاعات، وساهمت هذه المشروعات في توظيف نحو مليوني عامل و1000 شركة.
وحول انتخاب السيدة أوديل رينو باسو، كأول سيدة في رئاسة البنك، أكدت وزيرة التعاون الدولي، على أهمية هذه الخطوة في تعزيز أدوار السيدات كقائدات في المجتمع الدولي.
أما عن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي، التي بدأت أمس الخميس، والتي تشارك فيها وزيرة التعاون الدولي باعتبارها محافظًا لمصر لدى المجموعة؛ فقد أشارت "المشاط" إلي حضورها اجتماعات مهمة من بينها اجتماع محافظي الدول العربية مع رئيس المجموعة ديفيد مالباس، وطالبت خلاله بزيادة ما يسمى بالتمويل المختلط لدعم الجهود التنموية دوليًا، فضلا عن جلسة أخرى حول الاستثمار في رأس المال البشري.
وأضافت "المشاط"، أنها ستستكمل اللقاءات ضمن اجتماعات الخريف للبنك الدولي، خلال الأسبوع المقبل، بمشاركتها في عدة اجتماعات، من أهمها اجتماع مجموعة الـ 24، كما تشارك في حلقة نقاشية حول حلول القطاعين العام والخاص لسد الفجوة بين الجنسين، والتجمع الأفريقي لمحافظي صندوق النقد والبنك الدوليين بمشاركة رئيسي المؤسستين.
وتحدثت وزيرة التعاون الدولي عن حصول برنامج الأغذية العالمي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، على جائزة نوبل للسلام 2020 نظرًا لمشروعاته وجهوده، مشيرة إلي أن مصر ترتبط مع برنامج الأغذية العالمي بمشروعات تنموية هامة في العديد من القطاعات من أهمها التنمية الزراعية والريفية والتمكين الاقتصادي، كما تفقدت الوزيرة مع برنامج الأغذية العالمي مشروعات تنموية بمحافظة الأقصر، ضمن الاستراتيجية القطرية الخمسية والمخصص لها 586 مليون دولار في الفترة من 2018-2023، لزيارة صغار المزارعين المستفيدين من برامج التعاون بقرية البغدادي، وخلال الزيارة تم الإعلان عن توسيع الشراكة لتضمن 500 قرية حتى عام 2023.
وكان الاتحاد الأفريقي قد أشاد في تغريدة على صفحته الرسمية بالجهود المشتركة التي قام بها برنامج الأغذية العالمي مع جمهورية مصر العربية، لاسيما مشروعاته في صعيد مصر، وأكد أن ما يتم قصة ملهمة لقارة أفريقيا.
وشددت وزيرة التعاون الدولي علي أهمية التعاون متعدد الأطراف بين الدول، وأهمية تبادل الخبرات، لأن التحديات دولية ولا سبيل لمواجهتها دون التعاون بين جميع الدول.
و أكدت "المشاط" أن التعاون متعدد الأطراف يتيح الفرص لتبادل الخبرات المشتركة، والتعلم من التجارب الناجحة والإخفاقات أيضاً، فهو مثل الرياضة قادرة على إرساء روح المنافسة مع التكامل بين الدول، فمن ثم تعتبر الرياضة هي المثال الحيوي على تطبيق ذلك التعاون متعدد الأطراف والاستفادة منه.