افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الأحد، التوسعات بمجمع شركة مصر لإنتاج الاسمدة (موبكو) بدمياط الذى يُنتج نسبة 1% من الإنتاج العالمى لسماد اليوريا سنوياً.
وتمثل تلك التوسعات التى تشمل مصنعين جديدين ومراحل تشغيل المصنع الثالث، إضافة مهمة لصناعة الأسمدة فى مصر بما يساهم فى زيادة الإنتاج المحلى للوفاء باحتياجات المزارع المصرى فى إطار عملية التنمية الزراعية التى تشهدها الدولة، بالإضافة إلى زيادة التصدير من الأسمدة المصرية، علاوة على توفير فرص العمل وتنويع مصادر الدخل، لاسيما بالنسبة لأبناء محافظة دمياط، وتقديم نموذج متميز لتعظيم القيمة المضافة لاستخدام الغاز الطبيعى، وتساهم التوسعات فى مجمع الشركة بإنتاج 1.3 مليون طن من اليوريا سنوياً ليبلغ إجمالى إنتاج المجمع حتى الآن مليونى طن سنوياً من سماد اليوريا، فضلاً عن إنتاج 120 ألف طن سنوياً من اليوريا، وتبلغ قيمة التوسعات فى مجمع شركة موبكو حوالى 1,9 مليار دولار.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استمع إلى شرح تفصيلى من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عن استراتيجية الوزارة التى تتضمن ستة أهداف، يأتى فى مقدمتها جعل مصر مركزا إقليميا للطاقة فى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تكثيف أعمال البحث والتنقيب عن الغاز والبترول، وزيادة الاعتماد على الغاز الطبيعى.
وأشار الرئيس إلى أهمية إيضاح الحقائق أمام الرأى العام، مؤكداً ثقته فى وعى المصريين الذى يزداد يوماً تلو الآخر.
وشدد الرئيس على العلاقة الوثيقة بين تحقيق الاستقرار وإمكانية مواصلة أعمال البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة وما يرتبط بها من توفير الموارد المالية، مشيرا فى هذا الشأن إلى أن التوقف عن أعمال الاستكشاف لمدة ثلاث سنوات بدءا من عام 2011 نظراً لما شهدته تلك الفترة من أحداث وتراجع للاستقرار أثقل كاهل موازنة الدولة بحوالى 60 مليار جنيه.
وأشار الرئيس إلى أن تشغيل محطات الكهرباء يتطلب جهودا مضنية وتمويلا باهظا حيث يتطلب توصيل الغاز المستورد إلى تلك المحطات تشييد محطات للتغييز وشبكات لنقل الغاز وتوصيله على الشبكة القومية تمهيداً لنقله، إلى محطات الكهرباء والمصانع.
وأضاف الرئيس، أن إجمالى تكلفة احتياجات مصر من النفط والغاز خلال الشهور التسعة الأخيرة بلغت 124 مليار جنيه، وتم طرحها للاستهلاك بعد دعمها بقيمة 88 مليار جنيه، وحصّلت الدولة منها 72 مليار جنيه فقط أى حوالى 58% فقط من قيمتها الفعلية.
واستمع الرئيس من وزير البترول إلى جهود مجمع شركة موبكو للمشاركة المجتمعية بقيمة 85 مليون جنيه شملت إنشاء مصنع لتدوير القمامة فى فارسكور، وتغطية مصرف السنانية بطول 5 كيلومترات، وإنشاء طريق مزدوج بين دمياط ورأس البر، فضلاً عن بعض المساهمات فى مجال الرعاية الصحية.
كما استمع الرئيس إلى شرح من الدكتور خالد فهمى وزير البيئة عن الأبعاد البيئية للمشروع التى تراعى معالجة كافة أنواع المخلفات الصلبة والسائلة والغازية.
ووجه الرئيس رسالة طمأنه لأهالى دمياط، مؤكدا أن الدولة لن تقبل أن يتسبب أى مشروع تنفذه الحكومة أو القطاع الخاص فى تعريض حياة المصريين للخطر، مشيرا إلى محاولات قوى الشر والسوء الترويج للشائعات والتشكيك فى المعايير البيئية المُتبعة فى المشروع.
وأوضح السفير علاء يوسف، أن الرئيس ألقى كلمة استهلها بتقديم التعازى لأسر ضحايا طائرة مصر للطيران من المصريين والأشقاء العرب والأفارقة ومن الدول الصديقة.
ودعا الرئيس الحضور إلى الوقوف دقيقة حداداً على أرواح الضحايا، وتوجه الرئيس فى كلمته بالشكر والتقدير إلى كافة ملوك ورؤساء ومسئولى الدول الذين بادروا إلى تقديم التعازى لمصر، قيادة وحكومة وشعباً، فى ضحايا طائرة مصر للطيران، وكذا إلى الدول التى بادرت إلى المشاركة فى عمليات البحث عن حطام الطائرة.
وأشاد الرئيس بأسلوب تعامل السلطات المصرية المعنية مع الحادث وتناوله، منوهاً إلى قيام وحدات الاستكشاف والإنقاذ من القوات البحرية والجوية بالتحرك على مسافة حوالى 290 كم من شواطئ الإسكندرية للبحث عن حطام الطائرة وانتشال الضحايا، فضلاً عن تشكيل خلية لإدارة الأزمة برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وعضوية السيد وزير الطيران المدنى.
وأشار الرئيس إلى أن البيانات الخاصة بمتابعة الموقف تصدر تباعاً ووفقا للمعلومات المتاحة فى حينه، موجها الجهات الحكومية المعنية بموافاة وسائل الإعلام بالمعلومات المتوافرة والمستجدات الجارية.
ودعا الرئيس كافة وسائل الإعلام إلى عدم استباق النتائج حيث أن جميع فرضيات وقوع الحادث تظل قائمة ولا يتعين ترجيح إحداها على الأخرى إلى حين انتهاء تحقيقات النيابة العامة بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية.
وأكد الرئيس أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات بشفافية تامة عقب التوصل إليها إلا أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت إلى حين استجلاء الأسباب التى أدت إلى وقوع الحادث.
ووجه الرئيس رسالة طمأنة خلال كلمته إلى الشعب المصرى أكد خلالها على أن مصر تمضى بخطى واثقة على طريق التقدم والنهوض الاقتصادى، وذلك على الرغم من ازدياد الضغوط على مصر ومحاولات عرقلتها.
ولفت الرئيس إلى أن الشعب المصرى يتميز بطبيعة متفردة فكلما ازدادت الصعوبات والعقبات كلما ازداد هذا الشعب إصراراً على التقدم والإنجاز وهو الأمر الذى يعكس الارادة الصلبة للشعب المصرى.
وتحدث الرئيس فى كلمته إلى مواطنى دمياط، مشيراً إلى أنه سيتم فى شهر يونيو 2016 افتتاح مستشفى دمياط العسكرى الذى يجرى تجهيزه بالمعدات الطبية، بالإضافة إلى مساكن جمصة، وكوبرى المنصورة وكوبرى طلخا، فضلاً عن وضع حجر الأساس لمدينة دمياط للأثاث التى سيتم افتتاحها فى الأول من يونيو 2017.
ووجه الرئيس فى ختام كلمته الشكر لكل من ساهم فى إنجاز مشروع التوسعات بمجمع شركة موبكو للأسمدة من الحكومة المصرية ووزارة البترول والقوات المسلحة، منوهاً إلى أن الشهرين القادمين سيشهدان افتتاح عدد من المشروعات لصالح الشعب المصرى.
وقام الرئيس بجولة تفقدية أزاح خلالها الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بافتتاح التوسعات بشركة موبكو، كما استمع إلى شرح تفصيلى على نموذج للتوسعات، ثم تفقد غرفة التحكم، والتقى بمجوعة من العاملين بالمشروع.