علق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على فتوى مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، وتأكيده أن الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من الجماعات الإرهابية محرم شرعًا، قائلاً: "أدعم هذا الرأي بقوة".
وأوضح جمعة، في تصريحات سابقة له أنه لم تسقط دولة من الدول عبر التاريخ، ولم تقع دولة من الدول فى دوائر الفوضى إلا كانت العمالة والخيانة من بعض المنتسبين إليها أحد أهم عوامل سقوطها أو وقوعها فى آتون الفوضى، وبقراءة متأنية فى محيطنا الراهن نجد أنه لم تقع دولة من الدول فى دائرة الفتنة والفوضى إلا كانت جماعة الإخوان العميلة أحد أهم عوامل هذه الفتنة والفوضى إن لم تكن وقودها المشتعل.
واستدل مركز الأزهر العالمى للفتوى على فتواه بعدم جواز الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، بأن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، فقال تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ"، كما نهى سبحانه عن الفرقة والاختلاف فقال سبحانه "إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون".
وأوضح مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، فى سؤال ردا على صحيفة "الوطن"، أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم الله عن الابتعاد عن أى طريق يصرف الناس عن اتباع الحق فقال تعالى «وأن هذا صراطى مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون»، مضيفًا: «هناك طرق وسبل نهى الله سبحانه وتعالى عن اتباعها أو السير فيها أخبر عنها سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه سيدنا عبدالله بن مسعود».
حيث قال سيدنا عبدالله بن مسعود: خط رسول الله خطًا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطًا، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ «وأن هذا صراطى مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله»، أخرجه الإمام أحمد فى مسنده.
الأزهر فى فتواه: رسول الله خط خطًا وقال هذا سبيل الله مستقيمًا ثم خط عن يمينه وشماله خطوطًا وقال هذه السبل ليس منها سبيل إلا وعليه شيطان
وذكر الصحابى الجليل عبدالله بن عباس -رضى الله عنهما- فى تفسير قوله تعالى «فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله»، وقوله تعالى «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات فى دين الله تعالى.
وأوضح مركز الأزهر فى فتواه أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن من الفتن وأسبابها هو السبيل الوحيد لإرضاء الله، مضيفاً: بدا واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد فى الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمى المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل.
واختتم الأزهر الفتوى بقوله: «من خلال ما سبق عرضه يحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يُعد حرامًا شرعًا».