كشف عدد من الخبراء بالألة والحقائق عن قدرات الدولة المصرية الفعلية على صعيدين النفط والغاز، واقتراب مصر من التحول لمركز إقليمى للطاقة وخيارًا مفضلًا للدول الأوروبية فى الاستيراد.
وردًا على التقارير الموجهة التى تقف وراءها قناة الجزيرة القطرية وأذرعها الإعلامية مثل منصة "ميدان"، قال خبراء أن مصر باتت مركًزا اقليمًيا للطاقة وخيًارا مفضًال للتصدير إلى أوروبا، إذ تعتبر مصر أحد أكثر الدول تأثيًرا وفاعلية فى منطقة شرق المتوسط، وذلك لعدد من العوامل أولها:
توافر المقومات، فلدى مصر عدد من المزايا التى تؤهلها لقيادة المتوسط، سواء من خلال اكتشافها لأكبر احتياطى - 30 تريليون قدم مكعب- من الغاز الطبيعى فى المنطقة " حقل ظهر" الذى تم اكتشافه عام 2015، والذى وصل حجم الإنتاج اليومى فيه لنحو 40 %من إجمالى انتاج الغاز فى مصر.
وعلاوة على امتلاك مصر لمحطات تسييل الغاز الطبيعى فى دمياط وادكو والتى تصل قدرتهما الاستيعابية لنحو 19 مليار متر مكعب سنوًيا، الأمر الذى يوفر فرصة كبيرة للدول المنتجة للغاز فى تصدير الغاز لمصر لتسييله ومن ثم نقلة أوروبا.
ثانيا: التعاقد مع منتجى الغاز، ففى هذا الإطار توصلت الشركات العاملة فى الحقول الإسرائيلية عبر شركة دولفيونس المصرية لاتفاق يفضى إلى تصدير نحو 64 مليار متر مكعب من حقلى تمارا وليفياثان بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات، وعلى ذات المنوال وقعت مصر وقبرص فى سبتمبر 2018 اتفاقية إلنشاء خط غاز يربط بين البلدين بهدف نقل الغاز من حقل افروديت بقبرص بهدف تسييله فى مصر وإعادة تصديره. وتستهدف قبرص ضخ انتاجها لمنشآت الاسالة المصرية بحلول 2022،كما أن تكلفة المشروع وتنفيذه تقدر بنحو مليار دولار ما يعنى أن فرص تمويله أعلى بكثير من خط ايست ميد كما أن جدوى المشروع واضحة فى ذلك توافر البنية التحتية فى مصر.
ثالث : القيادة المؤسسية، يمنح عامل الثقة بين دول شرق المتوسط ومصر مصدًرا إضافًيا للثقل والدور االمصرى، وقد برز ذلك من خلال قيادة مصر للمتوسط، إذ نجحت القيادة السياسية فى ترسيخ قيادة للمتوسط وتفعيل دورها فى المنطقة ضمن دوائر الأمن القومى والسياسة الخارجية لمصر، وقد اتضح ذلك مباشرة منذ وصول الرئيس السيسى للحكم، حيث ُعقدت القمة الأولى للتحالف المصرى اليونانى القبرصى فى نوفمبر 2014، والتى شكلت النواة الأولى لمنتدى غاز شرق المتوسط الذى تم الإعلان عنه فى يناير 2020،قبل أن يأخذ نمطا وشكًلا مؤسسًيا خلال تحويله لمنظمة إقليمية مقرها القاهرة فى سبتمبر 2020.
رابعا: تحقيق ًالاكتفاء، نجحت مصر بفضل اكتشافات الغاز فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وهو ما أدى إلى إيقاف استيراد الغاز فى سبتمبر 2018، بعدما وصل حجم الإنتاج اليومى لنحو 2.7 مليار قدم مكعب، وعليه فقد تحولت مصر من دولة مستوردة للغاز لدولة منتجة ولديها فائض كبير يسمح بالتصدير للخارج، فوفًقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فقد بلغت صادرات مصر من الغاز الطبيعى 2.1 مليار دولار عام 2019 مقابل 479 مليون دولار عام2018،وقد نتج عن إيقاف استيراد الغاز توفير نحو 5.1 مليار دولار سنوًيا.
وكانت منصة ميدان التابعة لقناة الجزيرة القطرية، والممولة من الدوحة قد نشرت فيديو يتضمن ادعاءات كاذبة بهدف التشكيك فى الإنجازات التى تحققها الحكومة على أرض الواقع على صعيدين الداخل والخارج.
وتطرق الفيديو المشبوه إلى ملفات عدة من بينها الزعم بتراجع مكانة مصر على الصعيد الإقليمى خاصة فى ملف "شرق المتوسط" عبر الادعاء بإن مصر بددت حقوقها فى الثروات النفطية.