قال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للقاهرة بالغة الأهمية، ولها دلالات مهمة ومتعددة كونها تتعدى فكرة وجود اعتراض داخلي في تونس على الزيارة من قبل الإخوان المسلمين في تونس.
وأضاف أبو طالب خلال مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدى، ببرنامج كلمة أخيرة الذي يذاع على قناة on: "الأجواء في الداخل التونسي تشهد مناكفة سياسية كبيرة جداً، خاصة في الفترة الأخيرة بين الرئيس التونسي وحركة النهضة الإخوانية وبعض الوزراء حول صلاحيات الرئيس التونسي، حيث تحاول حركة النهضة التأثير على اتجاهات الرئيس قيس سعيد ومصادرتها لصالح أهداف تخدم التنظيم الدولي للإخوان، لكن الأخير مدعوم بتأييد شعبي كبيرخاصة في فترة شهري يناير وفبراير الماضيين، والتي استطاع خلالها حل كثير من هذه العوائق".
وذكر أبو طالب: "إذا نظرنا إلى الزيارة من منظور داخلي سنجد أن هناك رغبة حقيقية في الاستفادة من أوجه التعاون بين الجانبين في شتى المجالات، بالإضافة لرؤية الجانب التونسي أن أية تعاون بين الشعبين سيخدم الأمة العربية والأمن القومي العربي".
وتابع: "حدث تغير بالفعل بسبب وضوح الموقف المصري تجاه قضية ليبيا والدور التونسي، حيث حاولت حركة النهضة إبان الأزمة الليبية تصدير دولة تونس لتكون ضمن أجندة تركية في الداخل الليبي الأمر الذي ترتب عليه أن تونس أيقنت خطورة هذه الأجندة التي تحاول النهضة فرضها عليها، وأنها مضرة للجانب التونسي والأمن العربي ككل، وكانت مصر ضد هذه الأجندة، ولعب دوراً كبيراً لوقف هذه الأجندة ولعبت القاهرة دوراً في دعم المغرب وتونس في نجاح الحوار الليبي - الليبي".
وأضاف: "نشعر في مصر أننا جزء من هذا التحول الحادث في الموقف التونسي كون الدولتين من أهم دول الجوار لليبيا وأي تطورات في ليبيا تضر بالشعبين، خاصة أن الرئيس حذر اليوم من مخاطر التقسيم في ليبيا بسبب الأجندات الخارجية التي كانت تعبث بليبيا".
وقال: "تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد فيما يتعلق بلمف سد النهضة ودعمها للموقفين المصري والسوداني تمثل أهمية بالغة جداً كونها تؤكد أن تونس مع الأمن القومي العربي، وأنها لا تنجر ضمن أجندة خارجية حاولت بعض الحركات داخل تونس مثل “حركة النهضة" انخراط الدولة التونسية فيها بما يضر الأمن القومي العربي وأمن مصر "
وتابع: "هذا موقف نقدره كثيراً جداً بالإضافة إلى أن عضوية تونس في الفترة الحالية كممثل للدول العربية في مجلس الأمن، ومن ثم يمثل أهمية للملف المتعلق بسد النهضة في حال اللجوء إلى مجلس الأمن".
أكمل: "تونس دولة إفريقية وعضو في الاتحاد الإفريقي بما يمكنها من لعب دور مهم على عدة أصعدة، وهذا يدل على أن كثيرا من الدول الإفريقية تعي أهمية الموقف المصري، وأن أية تصرفات أحادية من جانب إثيوبيا قد يضر كثيراً بالأمن الأفريقي".