شهد الأسبوع الماضى نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسى على الصعيدين الداخلى والخارجى، فقد عقد عدة اجتماعات لمتابعة مشروع التنمية بقناة السويس وتنفيذ عدد من المشروعات القومية، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتنمية المحافظات المصرية، وزيادة استثمارات شركة مايكروسوفت، كما زار المخابرات العامة ثم الكاتدرائية لتهنئة الإخوة المسيحيين، واستقبل كلا من أمين عام منظمة التعاون الإسلامى ورئيس مجلس الأمة الكويتى.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بعقد اجتماع حضره الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، الذى عرض التطورات الجارية على صعيد حفر القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد، لتيسير عبور السفن المتجهة إلى الميناء دون تعارض مع السفن العابرة لقناة السويس ذاتها، موضحاً أن القناة الجانبية ستساهم فى رفع تصنيف ميناء شرق بورسعيد، فى إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس الذى يولى أهمية لتطوير الموانئ المصرية لتعظيم الاستفادة من الموقع الاستراتيجى المتميز لمصر.
وأكد الرئيس أهمية استمرار جهود تطوير قناة السويس باعتبارها ممراً بحرياً حيوياً يساهم بفاعلية فى إثراء حركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية، فضلاً عن كونها مصدراً رئيسياً للدخل القومى، مشيرا إلى أن أعمال تطوير القناة لم تقتصر فقط على الجوانب الخاصة بتوسيعها من خلال إنشاء القناة الجديدة، ولكن تمتد حالياً لتشمل أيضاً تطوير الموانئ.
وتابع الرئيس السيسى، فى اجتماع آخر مع رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير، الموقف التنفيذى لعدد من المشروعات القومية التى تنفذها الهيئة الهندسية بالتعاون مع الشركات العامة والخاصة، حيث عرض رئيس الهيئة الهندسية المخطط العام لمشروع مدينة الجلالة التى ستقام أعلى هضبة جبل الجلالة بمنطقة البحر الأحمر بين العين السخنة والزعفرانة، وستضم العديد من المشروعات السياحية والخدمية والطبية، فضلاً عن إقامة جامعة الملك عبد الله.
وشدد الرئيس من جانبه على أهمية تنفيذ مشروع مدينة الجلالة خلال فترة زمنية قصيرة بالنظر إلى انعكاساته الإيجابية على حركة الاستثمار والسياحة، وأشار الرئيس إلى ضرورة الاستفادة من البيئة النقية ودرجة الحرارة المعتدلة أعلى هضبة الجلالة لتدشين مشروعات سياحية وعلاجية، لافتا إلى أهمية استخدام أساليب الطاقة الجديدة والمتجددة بالمشروع لتوفير الطاقة والحفاظ على البيئة.
وتناول الاجتماع أيضا الموقف التنفيذى للأنفاق التى يتم تنفيذها أسفل قناة السويس، بالإضافة إلى تطور العمل الجارى بميناء شرق بورسعيد وتطوير شبكة الطرق القومية فى سيناء، فضلاً عن إجراءات إنشاء مُجمع الشيخ محمد بن زايد.
وفى اجتماع حضره كل من الدكتورة عبلة عبد اللطيف رئيس المجلس التخصصى للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، ومحسن حلمى عضو المجلس، أكد الرئيس السيسى على الأهمية التى توليها الدولة للصناعات الصغيرة والمتوسطة، نظراً لما تتيحه من فرص واعدة لتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب، والمساهمة فى دفع عجلة الاقتصاد القومى، فضلاً عن قدرتها على الانتشار الأفقى وما يوفره ذلك من فرص تنموية واعدة على الصعيد الاقتصادى.
وتم خلال الاجتماع استعراض الإجراءات التى يجرى اتخاذها من أجل تنمية المحافظات المصرية، من خلال البدء بتنفيذ عدة مشروعات بمحافظة القليوبية واتخاذ تلك المشروعات كنموذج يمكن تعميمه فى باقى المحافظات المصرية، مع مراعاة الموارد المتاحة بكل محافظة والصناعات والحرف التى تتميز بها.
وأعرب الرئيس السيسى عن ترحيب مصر بزيادة شركة مايكروسوفت لاستثماراتها فى مصر، ولذلك خلال استقباله ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذى لشركة مايكروسوفت العالمية، وأشار الرئيس إلى الآفاق الواعدة التى يوفرها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مصر سواء على الصعيد الداخلى حيث تتوافر الكوادر الشابة التى يمكن تنمية قدراتها ومهاراتها التكنولوجية، فضلاً عن كون مصر بوابة إلى إفريقيا ونافذة على العالم العربى.
وخلال زيارته لمقر المخابرات العامة عقد الرئيس السيسى اجتماعا مع رئيس الجهاز بحضور قيادات وأعضاء المخابرات العامة، وتم خلال الاجتماع مناقشة أهم التحديات التى تواجه مصر فى المرحلة الحالية والتطورات المختلفة التى تشهدها المنطقة وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى.
واستمع الرئيس إلى عدد من تقديرات الموقف بالنسبة للتعامل الاستراتيجى مع التحديات المختلفة، ووجّه باستمرار العمل باجتهادٍ وتفانٍ لحماية مصر من المخاطر التى تحيق بها، مشيدًا بالجهود الدؤوبة التى يبذلها رجال المخابرات العامة.
وأكد الرئيس السيسى على أهمية الإعداد الجيد لمشروعات التعاون التى سيتم طرحها على الجانب الصينى بما يساهم فى أن تمثل زيارة رئيس الصين القادمة لمصر نقلة نوعية فى علاقات التعاون الوثيقة التى تربط بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسى للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، حيث شدد الرئيس على ضرورة مواصلة الحكومة لإجراءات تعزيز مناخ الاستثمار فى مصر وتذليل العقبات أمام المستثمرين، بما يمكنها من تحقيق مزيد من النمو الاقتصادى وتحسين مستوى المعيشة بشكل ملموس للمواطنين وما يقدم لهم من خدمات خلال الفترة القادمة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء على أن الحكومة عازمة على تهيئة مناخ جاذب للاستثمار والسير قدماً بخطوات جادة للقضاء على البيروقراطية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة فى تنفيذ خطة الإصلاح التى تطبقها الحكومة للنهوض بالاقتصاد.
وأعرب الرئيس السيسى، فى بيان للرئاسة للإخوة المسيحيين، عن خالص التهانى وأطيب الأمنيات بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.
ثم زار الرئيس مقر الكاتدرائية بالعباسية، حيث هنأ الأقباط بعيد الميلاد المجيد، قائلا نريد تعليم الناس أن الدنيا ليست مثل بعضها وعلينا أن نعلم الناس تقبل الآخر وأن نعطى الناس المثل والمحبة وإذا فعلنا ذلك سنعيش فى سلام.
وقال الرئيس السيسى، فى كلمة قصيرة أثناء زيارته لكاتدرائية العباسية لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، تأخرنا فى ترميم وإصلاح ما حرق من كنائس ومنازل وإن شاء الله خلال العام الجارى سيتم إصلاح كل ذلك.. وأرجو أن تقبلوا اعتذارنا عما حدث، وإصلاح الكنائس ليس تفضلا منا وإنما حق لكم ولن ننسى لكم وللبابا تواضروس الثانى الموقف الوطنى العظيم لكم وكل عام وانتم طيبين وعيد سعيد لكم ولنا كلنا.
وكان الرئيس السيسى قد استقبل البطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك، ووجه له التهنئة بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد، وأشار إلى حرص مصر على إعلاء قيم المحبة والمودة والتسامح والتعاون مع الديانات المختلفة، مؤكداً على أن تعاليم الدين الإسلامى الحنيف توصى بالبر والتقوى والابتعاد عن الإثم والعدوان، فضلاً عن ضرورة المعاملة الطيبة مع أصحاب الديانات السماوية، مشدداً على أن أعمال القتل والإرهاب التى تمارسها جماعات متطرفة باسم الدين الإسلامى تُعد انتهاكاً صارخاً لتعاليم الإسلام، وهو منها براء.
وتناول اللقاء أيضا سبل وآليات تعزيز الحوار بين الأديان ونشر التسامح، لاسيما فى ضوء دقة المرحلة الحالية، وما تستوجبه من تكاتف لترسيخ قيم قبول الآخر والبناء على القواسم المشتركة التى تنطلق منها الديانات السماوية، فضلاً عن تدعيم جهود مواجهة الأفكار المتطرفة.
ومن ناحية أخرى، أكد الرئيس السيسىً، خلال استقباله إياد مدنى أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، حرص مصر على دفع وتطوير المنظمة وتعزيز دورها فى مواجهة التحديات الراهنة التى يتعرض لها العالم الإسلامى.
وشدد الرئيس السيسى على دعم مصر الكامل لجهود وأنشطة الأمانة العامة للاضطلاع بمسئولياتها فى خدمة قضايا الأمة الإسلامية والدفاع عن مصالحها بما يراعى مصالح مختلف الدول الأعضاء ويضمن احترام ميثاق المنظمة، مؤكداً حرص مصر على استمرار التشاور والتنسيق مع الأمانة العامة خلال المرحلة المقبلة.
وشهد اللقاء تباحثاً بشأن سبل التعامل مع الأزمات المختلفة التى يشهدها العالم الإسلامى، حيث أكد الرئيس على أهمية التحرك العاجل والفعال لنزع فتيل الأزمات الراهنة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما أكد الرئيس السيسى على أهمية التصدى للخطر المتزايد للإرهاب الذى يهدد الأمة الإسلامية ويسعى إلى هدم بنيان الدول وتفكيك مؤسساتها واستنزاف مواردها.
وأكد الرئيس السيسى أهمية تعزيز البُعد البرلمانى فى العلاقات الثنائية بين مصر والكويت، منوها باهتمام مصر بتفعيل نشاطها البرلمانى فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية مثل البرلمان العربى والاتحاد البرلمانى الدولى.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتى، وتطرق اللقاء إلى سُبل مكافحة الفكر المتطرف وانتشار الإرهاب، وذلك من خلال نشر الوعى والتنوير والارتقاء بالتعليم والثقافة، وعدم السماح للجماعات الإرهابية باِستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ومن بينها شبكة المعلومات الدولية لاستقطاب مزيد من العناصر إلى صفوفها، وفى هذا الصدد، أكد الرئيس السيسى على مساندة مصر لدولة الكويت الشقيقة فى جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار.
ونوَّه الرئيس إلى الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر من خلال المشروعات التنموية التى يتم تدشينها وتنفذيها حالياً، مؤكداً ترحيب مصر على المستويين الرسمى والشعبى بزيادة وتنمية الاستثمارات الكويتية فيها، وأثنى الرئيس على الدور الإنسانى الكبير الذى يقوم به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مشيرا إلى أن هذا الدور كان محل تقدير عالمى من قِبل الأمم المتحدة تقديراً لجهوده المبذولة فى هذا الصدد، وأشاد الرئيس بحرص البلدين على تنمية وتطوير علاقاتهما الأخوية المتميزة لتحقيق مصلحة الشعبين المصرى والكويتى.