ملحمة الواحات الشهيرة، سطر خلالها رجال الشرطة مشاهد بطولية، فى الدفاع عن الوطن، والتصدى لكيانات إرهابية، خططت لاستهداف البلاد، والتسلل من الصحراء الغربية نحو العاصمة، وتنفيذ سلسلة من الأعمال التخريبية، لكن أحلامهم فى التخريب اصطدمت بقوة رجال الشرطة وتصديهم للعنف، حيث جرت معركة بطولية فى يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، سقط عليها 16 شهيداً وأصيب آخرون من رجال الشرطة، لتلاحق العيون الساهرة المتطرفين وتسقط عشرات القتلى منهم، وتلقنهم درساً قاسياً فى الصحراء، وتمنعهم من الهروب خارج البلاد، وتعود بصيد ثمين وكنز معلوماتى بضبط إرهابى أجنبي، والذى ساهم القبض عليه فى سقوط هشام عشماوى لاحقاً أخطر إرهابى فى مصر.
حزن الزوجة على زوجها لم يختلف عن حزن الأم على فلذة كبدها، حيث جاء من ضمن شهداء الواجب فى ملحمة الواحات الشهيد البطل إسلام مشهور، الذى فاضت روحه لبارئها قبل زواجه.
وبالرغم من مرور الوقت على استشهاد "مشهور"، إلا أن والدته لازالت تقرأ القرآن يومياً وتزور قبره وتدعوا له بالرحمة ولنفسها بالصبر والسلوان.
تقول والدة الشهيد لـ"انفراد"، لا طعم للحياة بدون "إسلام" فقد كان كل شىء فى حياتي، كان الفرحة التى طالما ملأت منزلنا، متواضعاً محبوباً للجميع، كان دوماً يغازلنى برغبته فى الإستشهاد، وأرد عليه:"بلاش توجع قلبى يا ضنايا"، لكن كان لديه يقين وإصرار غير عادى على نيل الشهادة والإنضمام لسجل الشرف.
وتضيف الأم، كان يقول لي:"نفسى أكون زى اللى استشهدوا، ويكتب ذلك على الفيس بوك"، فضلاً عن حبه لبلده وحرصه على التصدى لكل ما يزعج المصريين، حتى رحل عنا عالمنا وترك لنا الحزن والألم يعتصر قلبي.
وعن رسالتها للشهيد، تقول الأم:"شكراً يا إسلام يا حبيبي، شرفتنى حياً وميتاً، وحشتنى يا قلب ماما، فخورة بك لأنك ضحيت بنفسك عشان بلدك".
وحول رسالتها للإرهابيين، تقول الأم:"حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن حرمنى من ابني، ربنا ينتقم منهم، أنتم أهل النار"، مضيفة:"الرئيس لا ينسى أسر الشهداء دوماً، ويحتفل بنا باستمرار، ووزارة الداخلية متمثلة فى قطاع الإعلام والعلاقات تلبى كافة رغباتنا وإحتياجتنا، ولا ينقصنا شىء، وحق ابنى قد عاد فور استشهاده مباشرة بمقتل الإرهابيين، والقبض على الإرهابى الليبي، ثم ضبط "هشام عشماوي" بعدها، وحلمى أرى هؤلاء الإرهابيين على حبل المشنقة، حتى يستريح قلبي.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان وقتها، إنه فى إطار الجهود المبذولة لتتبع العناصر الإرهابية وتحديد أماكن اختبائها؛ وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى باتخاذ بعض هذه العناصر الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكانًا لاختبائها.
وأضافت الداخلية، أنه تم إعداد القوات للقيام بمأموريتين من محافظتى الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال إقتراب المأمورية الأولى من مكان تواجد العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كافة الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد 16 من القوات "11 ضابطا – 4 مجندين – رقيب شرطة".
وفي وقت لاحق تم تمشيط المناطق المتاخمة لموقع الأحداث بمعرفة القوات المعاونة وأسفر التعامل مع العناصر الإرهابية عن مقتل وإصابة 15إرهابيا.
وأكدت الداخلية وهى تنعى شهدائها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءاً للوطن ودفاعاً عن المواطنين أن ذلك لن يزيدهم إلا إصراراً وعزيمه على الإستمرار فى بذل المذيد من الجهد لإقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالي.
وجاء بقوائم الشرف من رجال الشرطة:
العميد امتياز إسحاق محمد كامل.
المقدم أحمد فايز إبراهيم عبد الحافظ.
المقدم أحمد جاد الله جميل يوسف.
المقدم محمد وحيد مصيحلى.
الرئد محمد عبد الفتاح سليمان عبد الحافظ.
الرائد أحمد عبد الباسط محمد أحمد.
النقيب كريم محمد أسامة فرحات.
النقيب أحمد طارق أحمد زيدان.
النقيب إسلام محمد حلمى على مشهور.
النقيب عمرو صلاح الدين محمد عفيفى.
النقيب أحمد حافظ أبو شوشة.
رقيب شرطة أنور محمد الدبركى.
مجند بطرس سليمان مسعود.
مجند محمود ناصر رجب.
مجند حسن زين العابدين محمد.
المجند عمر فرغلى أحمد.