"إبسوس" الوهم الجديد المسمى بشركة الأبحاث، التى تثبت يوما بعد الاخر أنها تجسد معانى التزييف والتضليل، وتمتاز بعدم الحيادية، وتفاجئنا بتقارير نسب المشاهدة التى تصدر عن بعض المؤسسات مرتبطة بشكل أو بأخر بالتأثير على اقتصاديات وأسعار الإعلانات، ويكمن سر اللعبة فى اتفاق الشركة مع وكالات الإعلانات ثم يتلاعبون بالفضائيات.
وتستمر أبسوس فى تعمدها تضليل المشاهد العربى بعد وصولها إلى مستوى متدنٍ، بعد إصدارها التقرير الأخير والذى يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها تعمل بالتنسيق ولصالح قناة إم بى سى مصر، حيث زعم التقرير أن إم بى سى مصر احتلت المركز الأول فى نسب المشاهدة بمصر، ولصالح قنوات أخرى بعينها بالاستفادة القصوى منها من خلال تنسيق قائم بينهما.
وتفتقد شركة أبسوس للأبحاث إلى الدقة فى جميع تقاريرها، ولا ندرى من أين تقوم برصد ومعرفة نسب المشاهدة الحقيقية، علاوة على أن تلك التقارير لابد أن تكون على أسس علمية، فبعض الشركات "تتفق" مع وكالات الإعلانات ثم يتلاعبون بالفضائيات.
الأمر يحتاج إلى دقة ومقياس علمى وموضوعى ومهنى ليحدد بمقتضاه أوليات المشاهدة بعيدة عن مصالح الشركات.
السقطة الجديدة فى التقرير الأخير الذى اصدرته الشركة لتؤكد أن قناة مكلمين فضائية الاخوان ضمن الأكثر مشاهدة فى القنوات الفضائية المصرية فى نسب الأعلى مشاهدة بخلاف الحقيقة والواقع، لأن القناة غير موجودة بالأساس على القمر الصناعى المصرى نايل سات، مما يؤكد تضليل الشركة المتعمد، غير أنها فضائية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وتقف بدورها ضد مصالح الدولة والنظام القائم.
واعتبرت الشركة قناة مكلمين فى ترتيبها أعلى من قناة الأهلى وقناة تن وقناة أون تى فى، مما يؤكد تضليل الشركة المتعمد .
خطة "إبسوس" الجديدة تعتمد على إحداث الوقيعة بين القنوات الفضائية المصرية، غير أن القنوات الفضائية المصرية فطنت مبكرا لخطة "إبسوس" والخداع الذى تمارسه ومحاولتها لـ "ضرب" القنوات بعضها ببعض، لكى تكون الغلبة لها.
الأمر الذى دفع العديد من القنوات الفضائية المصرية التى كانت اتهمت منذ عدة أشهر شركة "إبسوس" للخدمات بتهديد الأمن القومى والتلاعب فى تقارير نسب المشاهدة لصالح قنوات ومحطات فضائية أجنبية، حيث تقدمت الفضائيات المصرية ببلاغات ضد شركة إبسوس تتهمها بتعمد تغيير الحقائق فى التقارير الصادرة منها عن ترتيب القنوات، الذى يترتب عليه تحديد نسبة كل قناة من القنوات من الإعلانات التى تذاع عليها، وذلك لصالح قنوات أجنبية للسيطرة على السوق الإعلانى المصرى، وكذلك الإعلام المصرى، وحررت قنوات "النهار والحياة وسى بى سى وأون تى فى ودريم" عدة محاضر يشكون فيه من تضررهم الأدبى والمادى من التلاعب والتزوير الذى تقوم به شركة "إبسوس" لصالح قنوات أجنبية فى إصدار تقارير نسب المشاهدة الخاصة بالقنوات الفضائية.
واستكمالا لمسلسل الفساد والعلاقات المشبوهة بين قناة إم بى سى وشركة "إبسوس" التى تمتلك أسهما فيها، فوجئنا بأحدث تقارير الشركة لقياس نسب المشاهدة، والتى على أساسها يتم توزيع نسب الإعلانات على الفضائيات، حيث شهدت بعض القنوات قفزات غير منطقية فى الترتيب، فبعد أن فقدت قناة سى بى سى أكثر من 80 نقطة على مدار 15 يوما تصدرت ترتيب الفضائيات هذا الأسبوع، فى الوقت الذى أعلن فيه موقع إم بى سى، تصدر قناة إم بى سى مصر لقائمة أعلى نسبة مشاهدة، وحصلت على المركز الأول، مما يؤكد وجود اتفاق مسبق بين إم بى سى وشركة أبسوس على تصدرها للمركز الأول خلال تلك الفترة.
لكن ام بى سى تسرعت وأعلنت تصدرها للمركز الأول دون أن تطلع مسبقاً على تقرير أبسوس الجديد، مما يؤكد أن الاتفاق الذى دار بين إم بى سى وأبسوس سيتم تنفيذه خلال الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، خاصة بعد أن تردد شراء شركة الإعلانات شويرى لأسهم فى أبسوس بمقابل 2 مليون دولار خلال الأيام القليلة الماضية.
ومن الواضح أن المتابع لقفزات إم بى سى مصر خلال الفترة الماضية وتطور ترتيبها يتأكد أن هناك سوء تنسيق حدث بين إم بى سى مصر وشركة أبسوس، مما أدى إلى تسرع إم بى سى فى إعلان خبر تصدرها المركز الأول.