ركزت وكالة "شينخوا" الصينية في تقرير على موقعها الالكترونى قبل قليل على افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، "طريق الكباش"، أقدم ممر تاريخي في العالم، والذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، بمدينة الأقصر "طيبة القديمة"، 650 كم جنوب القاهرة.
وشهد الرئيس السيسي، احتفالية فنية أسطورية مهيبة، أقيمت بمعبد الأقصر، بمناسبة افتتاح "طريق الكباش"، أقدم ممر تاريخي في العالم، حيث يبلغ عمره نحو 3400 عام.
واستمع الرئيس السيسى في بداية الاحتفال إلى شرح من وزير السياحة والآثار الدكتور خالد عناني، الذي أوضح أن "طريق الكباش" يبلغ طوله 2700 متر، ويمر بشكل مواز للنيل، فيما يبلغ عرضه حوالي 250 قدما.
وأضاف العناني، أن الطريق الذي يربط بين معبدي الكرنك شمالا والأقصر جنوبا، أطلق عليه "طريق الكباش"، حيث يزين جانبيه نحو 1057 تمثالا منها 807 تماثيل جسد أسد برأس إنسان، و250 تمثالا برأس كبش.
وعرف "طريق الكباش"، قديما بأنه طريق المواكب الإلهية، والملكية والاحتفالات الكبرى، ومن بينها الاحتفال بعيد الأوبت قبل أن يندثر الطريق تحت الأرض بمرور القرون وتعاقب الأزمنة.
وتضمن الاحتفال بافتتاح "طريق الكباش"، تقديم عرض فني مستوحى من عيد الأوبت القديم الذي كان يحتفي به المصريون القدماء في الشهر الثاني من فيضان النيل منذ 3400 عام ويستمر لمدة 27 يوما.
ويعد حفل افتتاح "طريق الكباش"، هو ثاني حفل عالمي هذا العام تقيمه مصر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكريم تراثها الحضاري بعد موكب المومياوات الملكي، الذي أقيم في إبريل الماضي.
يقول الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق، إن المصري القديم كان يطلق على طريق الكباش "طريق الإله"، مشيرا إلى أن التماثيل الموجودة تتنوع في طبيعة رأسها، فمنها من يحمل رأس كبش، وآخر برأس إنسان مثل أبو الهول، وهذا سبب التسمية بـ "طريق الكباش".
وأكد حواس، أن إعادة "طريق الكباش" بعد طمسه لألاف السنوات، وعودته لصورته الأولى، يعد أهم مشروع أثري تم في القرن الحادي والعشرين.
وأوضح أن طريق الكباش كان يشهد الاحتفال بعيد الأوبت واحتفالات ضخمة يخرج فيها الملك وجميع الكهنة، وتستمر الأغاني والاحتفالات لمدة 11 يوما خلال حكم الأسرة الـ 18 في مصر القديمة، ثم زادت لـ 17 يوما خلال حكم الأسرة الـ 19، لتصل إلى 27 يوما في أسر لاحقة.
وأشار إلى أن مدينة الأقصر تجملت كأجمل مدينة في العالم وبها أعظم آثار في الدنيا من معبد الأقصر ومعابد الكرنك ووادي الملوك ومعبد حتشبسوت وغيرها من المعالم الأثرية الضخمة.
من جانبه، قال مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار المصرية، إن فعالية افتتاح طريق الكباش هي في الأساس فعالية ترويجية حضارية، وبالتالي فإنها تخص مدينة الأقصر بالكامل، لا مجرد إعادة كشف طريق الكباش.
وأضاف عثمان أن ما ظهر خلال افتتاح "طريق الكباش" هو نتاج عمل شاق تم على مدار فترة طويلة، بداية من رفع كفاءة المناطق الأثرية الموجودة والإضاءة وعمليات الترميم، بالإضافة إلى الإضاءة المتميزة في منطقة معابد الكرنك ومنطقة الكباش نفسها ومعابد الأقصر، فضلا عن تطوير طريق الكورنيش.
وأكد أن الهوية البصرية الموحدة للمدينة تم تطبيقها للمرة الأولي في محافظة الأقصر، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيقها على المدن الأخرى حسب هوية كل مدينة.
وأشار إلى أن الهوية البصرية تستهدف الترويج للمقاصد السياحية وفقا للاستراتيجية الجديدة، كمقصد سياحي نابض بالحياة، باعتبار مصر دولة شابة منطلقة ومعاصرة من خلال الأنشطة السياحية المتنوعة والاحتفالات الكبرى، التي تعطي للسائح سببا جديدا للحديث عن مصر، وزيارتها اليوم وليس غدا، والبقاء لفترة أطول.
واختتمت الاحتفالية العالمية بافتتاح "طريق الكباش"، بإطلاق الألعاب النارية التي زينت سماء الأقصر، وبحضور نحو 200 مراسل لوكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية الدولية.
وأشارت الوكالة إلى أن افتتاح طريق الكباش جاء في إطار عملية تطوير وتحديث كبرى شهدتها محافظة الأقصر مؤخرا تضمنت العديد من المشروعات التي جعلتها من أهم المقاصد السياحية، الآمنة النابضة بالحياة وعلى رأس هذه المشروعات طريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميا بـ"طريق الكباش"، ومشروع الهوية البصرية، وتطوير الكورنيش ومرسى الأقصر، حيث تم الانتهاء من أعمال تطوير وإعادة تهيئة مرسى الفنادق العائمة بالأقصر.
وكانت محافظة الأقصر، شهدت علي مدار الأشهر القليلة الماضية أعمال تطوير مكثفة لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر ، وترميم قاعة الـ 14 عمود بمعبد الاقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ " طريق الكباش " .