أعلنت القوات المسلحة السودانية، "استشهاد" عدد من منسوبيها خلال صد هجوم واعتداء للجيش والميليشيات الاثيوبية،وقالت القوات المسلحة السودانية، في بيان مساء اليوم السبت ، "تعرضت قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغري (شرق السودان) في منطقة بركة نورين لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا".
وأضافت: "تصدت قواتنا للهجوم بكل بسالة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات واحتسبت القوات المسلحة عددا من الشهداء وستظل تحمي الوطن وتدافع عن أراضيه".
يذكرأن، بثت قناة تلفزيونية إثيوبية تابعة للدولة لقطات تزعم أنها تظهر رئيس الوزراء فى البلاد على جبهة القتال فى صراع البلاد المستمر لمدة عام ضد قوات تيجراى، وذلك بعد أربعة أيام من إعلانه أنه سيوجه الجيش من هناك.
وزعم أبى أحمد، الذى كان يرتدى الزى العسكرى، فى لقطات الفيديو أن المعركة "كانت تجرى بمستوى عالٍ من النجاح" وأشار إلى مواقع على الحدود بين منطقتى أمهرة وعفار فى البلاد، والتى تجاور تيجراي.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن، عن بالغ قلقه حيال المؤشرات المقلقة للتصعيد العسكرى فى إثيوبيا، وشدد على الحاجة إلى التحرك بشكل عاجل للمفاوضات.
جاء ذلك، وفق ما نشرته الخارجية الأمريكية فى بيان عبر موقعها الإلكترونى، اليوم السبت، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الكينى أوهورو كينياتا.
وأكد الجانبان، بحسب البيان، أهمية وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع فى إثيوبيا وأكدا دعمهما لإجراء حوار سياسى شامل.
وقُتل عشرات الآلاف من الأشخاص فى الصراع التى اندلع فى نوفمبر 2020 بين القوات الإثيوبية وقوات تيجراى التى هيمنت لفترة طويلة على الحكومة الوطنية قبل تولى أبى السلطة فى عام 2018.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ هذا الشهر مع تحرك مقاتلى جبهة تحرير تيجراى، بالقرب من العاصمة أديس أبابا. وطلبت الولايات المتحدة وغيرها من الدول والمؤسسات الغربية مواطنيها مغادرة البلاد على الفور.
ومُنعت وسائل الإعلام الأجنبية من دخول تيجراى خلال معظم فترات الصراع، مع قطع روابط الاتصالات.
وفى وقت متأخر من يوم الخميس، أصدرت الحكومة الإثيوبية أمرًا يسعى إلى تقييد التغطية الإعلامية للصراع، ويمنع مشاركة المعلومات غير الرسمية حول "التحركات ذات الصلة بالجيش، ونتائج المواجهات والمواقف".
وجاء فى البيان، الذى ينطبق على كل فرد فى البلاد، أن "دعم قوات تيجراى المنافسة بشكل مباشر أو غير مباشر باسم حرية التعبير يجب أن يتوقف فورًا". وحذر بشدة من الدعوات لتشكيل حكومة انتقالية. وأضافت دون الخوض فى التفاصيل أن القوات الأمنية "ستتخذ إجراءات" ضد المخالفين.
ولم تحرز جهود الوساطة التى تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقى سعيًا لوقف إطلاق النار والمحادثات سوى القليل من التقدم. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى اتهامات الاغتصاب الجماعى والطرد الجماعى والتجويع المتعمد والفظائع التى ارتكبت خلال الصراع من قبل جميع الأطراف، رغم أن القوات الإثيوبية وحلفائها متهمون بمعظم الانتهاكات.
وأضافت "الأسوشيتيد برس" أن الصراع تسبب فى أزمة إنسانية ضخمة فى ثانى أكبر دولة فى إفريقيا من حيث عدد السكان، حيث يعيش 6 ملايين شخص فى منطقة تيجراى تحت حصار حكومى استمر لأشهر. ولا يزال العديد فى منطقتى أمهرة وعفار المجاورتين بعيدون عن متناول المساعدات حيث تشق قوات تيجراى طريقها نحو العاصمة الإثيوبية.
ويقولون إنهم يضغطون على الحكومة لرفع الحصار لكنهم حذروا أيضا من أنهم يريدون إخراج أبى بالقوة إذا لزم الأمر.
وصرح المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمى تومسون فيرى للصحفيين فى جنيف يوم الجمعة "اليوم، يعيش 9.4 مليون شخص أسوأ كابوس لهم" فى شمال إثيوبيا.
وقالت الأمم المتحدة أيضًا أن 35 شاحنة مساعدات وصلت إلى عاصمة تيجراى، وهى أول مساعدات من هذا النوع تصل إلى المنطقة منذ 18 أكتوبر، عندما استأنف الجيش الإثيوبى الضربات الجوية ضد العاصمة الإقليمية. قالت الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى مائة شاحنة مساعدات كل يوم لتلبية الاحتياجات العاجلة فى تيجراى.