- مصر قدمت تجربة يحتذى بها في تحقيق الأمن الذي قادها للاستقرار في عهد الرئيس السيسي
- الانتخابات "حكمًا" في مايو المقبل وتعطيل جلسات مجلس الوزراء لن يعطل عمل هيئة الإشراف عليها
- لم أرسل مرسوم الدعوة للانتخابات سعيًا للوصول إلى الحد الأدنى من التفاهم السياسي والبعد عن المناكفات
- طلبنا من الدول الصديقة والشقيقة مساعدات لوجستية فقط والدولة تتحمل كل ما يتعلق بأعمال السيادة
- مصمم على القضاء على تهريب المخدرات بلبنان والزج بالمهربين في السجون بالتنسيق مع كل الوزراء المعنيين
- الحكومة عازمة على منع تصدير الأذى والشر لكل الدول العربية وخصوصًا دول الخليج والسعودية.
- لبنان تخطى الأزمة الأمنية الأخيرة بسبب أحداث الطيونة واللبنانيون لا يريدون الحرب
- أدعو إلى تطبيق القانون في تحقيقات انفجار ميناء بيروت وهو المخرج من الأزمة الراهنة
قال وزير الداخلية اللبنانى القاضى بسام مولوى، إن مصر قدمت تجربة يحتذى بها فى تحقيق الأمن الذي قادها للاستقرار، وتحقيق نقلة نوعية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، سواء على الصعيد الاقتصادي والازدهار الذي عم البلاد، أو على مستوى التأثير في المنطقة.
وأضاف مولوي، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، أن العلاقة التاريخية بين مصر ولبنان ،تؤكد على محبة اللبنانيين لمصر ولقيادتها وشعبها، مؤكدًا أنه يعرف مدى محبة المصريين للشعب اللبناني، وخصوصًا أن هناك روابط دم وعلاقات نسب.
وأكد مولوي، أن بلاده تقدر الدعم المصري المستمر والمساندة سواء بالمواقف السياسية أو بالمساعدات، وخصوصًا في الظروف والأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان، مشيرًا إلى تأكيد مصر المستمر بالوقوف إلى جانب لبنان حتى يتجاوز محنته.
وأوضح وزير الداخلية اللبناني، أن موقع مصر في العالم العربي ومدى تأثيرها على القرار العربي موضوع تزداد أهميته في عهد الرئيس السيسي، بعدما قام بنقلة نوعية لمصر على صعيد الحضور العربي وعلى صعيد الاقتصاد والازدهار الذي عم مصر والذي جعل مصر أكثر تأثيرًا على محيطها.
وعبر القاضي بسام مولي، عن تطلعه لبحث التعاون مع الجانب المصري والاطلاع على الخبرات الأمنية في للاستفادة من التجربة المصرية، مؤكدًا أنه لا يبالغ حين يقول، إن مصر تاريخيًا دولة قادرة على ضبط الأمن باحترافية وامتياز، مشيرًا إلى أن مصر دائمًا دولة متقدمة في تحقيق الأمن حتى في أصعب التحديات والظروف التي مرت بها مصر خلال فترات سابقة، كان أمنها متماسكا وأجهزتها الأمنية متماسكة وفعالة.
وقال إن أهم أولوياته خلال المرحلة المقبلة إجراء الانتخابات النيابية المرتقبة العام المقبل في موعدها، مؤكدًا أنه انتهى من تجهيز هيئة الإشراف على الانتخابات، وهي هيئة يقترحها وزير الداخلية، ولكنها مستقلة وظيفتها الإشراف على الانتخابات وتعمل في مقر بعيد عن الوزارة أيضًا، مشيرًا إلى أنه رفع الأسماء لمجلس الوزراء ويتم تعيينها بقرار من مجلس الوزراء بمجرد انعقاده.
وحول مصير الانتخابات في حال استمر تعطيل جلسات مجلس الوزراء، شدد مولوي، على أن تعطيل الجلسات لن يؤثر على تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، مشيرًا إلى أن القانون ينص على أنه في حال عدم صدور قرار تشكيل الهيئة الجديدة، ستواصل هيئة الإشراف القائمة عملها لحين تشكيل هيئة جديدة، كما أن الهيئة يبدأ دورها مع فتح باب الترشح للانتخابات.
وردًا على سؤال عن الخلاف حول تحديد موعد الانتخابات النيابية، قال إن القانون ينص على إجراء الانتخابات بين 21 مارس و21 مايو المقبلين، مشيرًا إلى أن مجلس النواب أوصى في تعديلات القانون بإجراء الانتخابات في 27 مارس المقبل، فيما يتم تحديد موعد الانتخابات بناء على قرار من وزير الداخلية يوقع عليه رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية.
وأكد أن رئيس الجمهورية موقفه حاسم وأكد له شخصيا أكثر من مرة أنه لن يوقع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى الاقتراع في شهر مارس، موضحًا أن مرسوم الدعوة للانتخابات لابد أن يكون صادرًا بتوقيع وزير الداخلية ورئيسي الحكومة والجمهورية، ومنشورًا بالجريدة الرسمية قبل ثلاثة أشهر من الموعد المحدد للانتخابات، وبالتالي لن تجري الانتخابات بشهر مارس ما لم يوقع رئيس الجمهورية مرسوم الدعوة للانتخابات قبل 27 ديسمبر الجاري.
وأوضح وزير الداخلية اللبنانية، أنه لم يرسل مرسوم الدعوة للانتخابات لرئيس الجمهورية حتى الآن من باب اللياقة وحسن التصرف، والسعي للوصول إلى الحد الأدنى من التفاهم السياسي في البلاد والبعد عن المناكفات والنكد السياسي، مشيراً إلى أنه من الواضح رغبة رئيس الجمهورية في عدم إجراء الانتخابات إلا في مايو، مشددًا على أنه لن يستخدم صلاحياته بتحديد موعد الانتخابات في مرسوم رسمي لحين الاتفاق على الموعد مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للانتخابات.
وأستبعد الوزير أن تجري الانتخابات في شهر أبريل نظرا لتزامنه مع شهر رمضان المبارك، وبالتالي فإن الانتخابات حكما ستكون في شهر مايو بعد عيد الفطر المبارك وقبل المهل المحددة، موضحا أن العملية الانتخابية تجري على أربع مراحل خلال أسبوع كامل حيث تبدأ المرحلة الأولى بتصويت اللبنانيين بالدول العربية ويكون يوم جمعة ثم يصوت المغتربين بباقي الدول في الأحد الذي يليه، فيما يصوت الموظفين العاملين على تنظيم العملية الانتخابية في يوم الخميس ثم تجرى العملية الانتخابية لكل المواطنين يوم الأحد التالي له.
وأعتبر مولوي، أن الوزارة نجحت في تذليل جميع العقبات أمام تسجيل غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، وأُنجزت المهمة بالوقت المحدد لها رغم ضيق الوقت بعد تعديل قانون الانتخابات في مجلس النواب، مؤكدًا أن تطبيق القانون واجب وليس خيارا مهما كانت نصوص القانون.
وأكد أن الإقبال الكبير للبنانيين في الخارج على التسجيل للتصويت في الانتخابات المقبلة كان مفاجئا، حيث تم تسجيل حوالي 90 ألف في الانتخابات الماضية وتم قبول 80 ألف منهم بعد تنقية الجداول، فيما سجل للانتخابات المقبلة 244 ألف مواطن بالخارج وقبل منهم حوالي 230 ألف، وهو ما يؤكد الحرص الكبير من المغتربين على الاقتراع في الانتخابات المقبلة.
وأوضح مولوي، في حواره لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الإقبال الكبير عكس وضوح رغبة اللبنانيين المقيمين بالخارج ، بالاقتراع ليس لدائرة مغتربين (دائرة يمثلها ست نواب من اللبنانيين بالخارج وتم إقرارها عام 2018 وإلغائها في التعديلات التي أجريت الشهر الماضي) وإنما طبقا لتسجيلهم في لبنان وفقا لتعديلات القانون، معتبرا أن الدليل على ذلك أن مهلة تسجيل غير المقيمين بحسب القانون 50 يوميا، وقد سجل في أول 20 يوما قبل تعديل القانون 10 آلاف لبناني فقط ولكن بعد تعديل القانون وخلال فترة 30 يوما زاد عدد المسجلين إلى 244 ألف مواطن.
وأضاف أن اللبنانيين المقيمين في الخارج مسرورون بتعديل القانون لأنهم يفضلون بوضوح انتخاب نواب موجودين بلبنان، يعرفوهم وليس الاقتراع بدائرة مغتربين مترامية الأطراف على كل العالم، وقد لا يعرفوا المرشح وكانت إرادة المقيمين بالخارج واضحه، مشيراً إلى أن هذا الأمر الآن بين يدي المجلس الدستوري الذي بدأ يوم الاثنين الماضي، نظر الطعن المقدم في تعديلات قانون الانتخابات وفي تقديري سيحسم المجلس الأمر في غضون عشرة أيام.
وحول التحضير للانتخابات، استعرض وزير الداخلية اللبنانية الإجراءات التي تم اتخاذها للتحضير للانتخابات مؤكدًا أنها تسير على قدم وساق، مشيرا إلى أن الوزارة نظمت مؤخرا مؤتمرا بحضور سفراء الدول الشقيقة والصديقة والأمم المتحدة، لعرض الاحتياجات اللوجستية التي تحتاجها وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية، مشددًا على أن الوزارة على تواصل مستمر مع ممثلي الأمم المتحدة للتنسيق بين الدول الأعضاء لتأمين بعض الاحتياجات التي تلزم الحكومة لإجراء الانتخابات اللبنانية.
وشدد على أن المساعدات المطلوبة تكون فقط في الأمور اللوجستية والتقنية اللازمة في يوم الانتخابات، والتي لا تتعارض مع أعمال السيادة اللبنانية الخاصة مثل تعويضات القضاة والموظفين والمشاركين في تنظيم العملية الانتخابية، والذي تتحمله الدولة اللبنانية باعتباره متعلقا بالسيادة، حيث انحصرت طلبات الوزارة من المنظمات الدولية والدول الصديقة بالأمور اللوجستية البحتة مثل الحبر والورق والصندوق البلاستيك، وكل ما لا يمس بالسيادة اللبنانية، مشددا على أنه رغم كل الصعوبات التي تعترض الدولة اللبنانية، فإنها تستطيع تحمل تكلفة الانتخابات التي لن تكون كبيرة.
وحول توفير الكهرباء للجان، أكد أنه عمل على تأمين هذا الأمر، موضحًا أن لجان الانتخابات يتم تحديد أماكنها بقرار من وزير الداخلية، وبالتالي يمكن تأمين الكهرباء لها بسهولة من خلال الطلب من المحافظين ورؤساء البلديات والأحياء، بالاتفاق مع أصحاب المولدات التي تعمل في محيط لجان التصويت والاقتراع لإمداد اللجان بالكهرباء لمدة يوم كامل سواء تبرعا أو بتكلفة ومحسوبة بالميزانية الخاصة بالانتخابات.
وأوضح أن الوزارة تمتلك مولدات تم استخدامها في الانتخابات الماضية، ولكن عددها غير كافي وقد تحتاج لصيانة وتوفير مازوت وإصلاح الأعطال مما يجعل الاعتماد عليها صعبا، فضلا عن استحالة أن تقوم الدولة بتأمين الكهرباء في جميع أنحاء البلاد لمدة 24 ساعة على الأراضي اللبنانية كافة.
وأكد مولوي، أن العمل يسير لضبط الأمن باعتباره المدخل لكل شيء سواء الاستقرار أو إجراء الانتخابات، مشيرًا إلى أن العمل الأمني والمعلوماتي في لبنان ممتاز.
وقال مولوي: "حرصت منذ تولي الوزارة على عقد اجتماعات مكثفة مع القيادات الأمنية والتواصل بشكل مباشر مع الضباط والأفراد، على الأرض باعتبارهم العنصر الأساسي في تحقيق الأمن ويقومون بتنفيذ المهام الصعبة، ويتحملون الأوضاع في البلد والفقر وانخفاض قيمة الدخل وعليهم مسئولية حماية المطار والميناء البحري وجمع المعلومات وغيرها من المهام".
وأضاف: "لدينا مؤسسات أمنية مجهزة وحديثة ومميكنة وقادرة على تغطية كل لبنان وتعرف ما يحدث في كل شبر من أرض لبنان، ولدينا قدرات قوية وعظيمة بقوى الأمن معنية بموضوع مكافحة المخدرات ، بالرغم من نقص الأعداد بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة رغم زيادة المهام المكلفين بها ونقص الإمكانيات، ولذلك فإن القوى الأمنية بعمل عظيم في لبنان إلا أننا نعوض نقص الإمكانيات المادية والأعداد بالعمل الأمني الاستباقي والعمل الاستخباري وزيادة عمل شعبة المعلومات.".
وأكد وزير الداخلية اللبناني، أن الوضع السياسي في البلاد أكثر من مقبول وهناك فرص عظيمة لتحقيق إنجازات كبيرة، موضحًا أن المشكلة ليست في السياسة ولكن في بعض الأشخاص الذين وصفهم بأنهم يحترفون النكد السياسي وتغليب المصلحة الشخصية والمصالح الخاصة على مصلحة البلد والمواطنين.
وحول أزمة تهريب المخدرات في البلاد، أكد أنه وجه منذ اليوم الأول له بالوزارة بالتشدد بتفتيش المسافرين والحقائب والشحنات، وكل الأمور التي تمر عبر المطار وكذلك التشدد بمراقبة القائمين على التفتيش والقائمين على العمل الأمني، والتشدد بالاستعلام عنهم ومعرفة مدى ارتباطاتهم أو إذا كانوا سببا عن قصد أو عن عدم قصد بالتسبب بأي عمل أمني بالمطار، وذلك لحماية امن واستقرار المجتمعات العربية وخصوصا السعودية ودول الخليج.
وشدد مولوي، على أنه مصمم على القضاء على تهريب المخدرات بلبنان والزج بالمهربين في السجون بالتنسيق مع كل الوزراء المعنيين، كما أن الحكومة عازمة على منع تصدير الأذى والشر لكل الدول العربية ولدول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنه تم إحباط عملية تهريب أربعة ملايين قرص كبتاجون مخدرة منذ عدة أيام بفضل العمل الأمني الاستباقي لشعبة المعلومات، حيث تم ضبط المخدرات المعدة للتهريب وتم استدراج الشخص القائم بالتهريب لحين وصوله للمطار وتم القبض عليه من قلب الطائرة وتم معرفة الكمية وطريقة التهريب داخل أكياس بن بكميات صغيرة.
وأعتبر أن أمن وأمان واستقرار وسلامة مجتمعات الدول العربية والصديقة وخصوصا دول الخليج والسعودية تحديدا ، هو واجب وعلى الجميع الاهتمام به وليس خيارا، دون انتظار ضمانات سياسية مشددا على أن لبنان هو عربي الانتماء والهوية بحكم الدستور ولا يقبل أن يكون لبنان مصدر تصدير أي نوع من أنواع الأذى أو الشر للمجتمعات العربية، كما أنه لا يقبل بالسلاح المتفلت في الشارع اللبناني مؤكدا أنه لن يسمح به.
وحول أحداث الطيونة، أكد أن لبنان تخطى الأزمة الأمنية الأخيرة بسبب أحداث الطيونة، مشيرًا إلى أنها كانت أحداثا مؤسفة ولم تصب في مصلحة أحد والكل خسر، مشددا على أن اللبنانيين لا يريدون الحرب.
وحول مسار التحقيقات، أكد أنه تابعها منذ البداية وشاهد المحققون آلاف الفيديوهات المصورة على الهواتف الذكية حتى عرفوا إطلاق الرصاصة الأولى والرصاصة الثانية، موضحًا أن الملف كاملا أمام القضاء الآن.
وفيما يتعلق بالحرائق التي شهدها لبنان مؤخرًا، أكد أن التقديرات الأولية تشير إلى إنها مفتعلة لأن توقيتها وأماكنها وامتدادها في أماكن متباعدة يثير الشكوك، موضحًا أن التحقيقات تجري حاليًا وهناك أشخاص تم القاء القبض عليها، كما أن هناك فيديوهات توثق بعض الوقائع بأكثر من منطقة، مؤكداًُ أنه سيتقدم بمشاريع القوانين اللازمة لتشديد العقوبات على المتورطين بحرائق الغابات.
وردًا على سؤال بصفته قاض سابق حول مسار التحقيقات في انفجار ميناء بيروت البحري، دعا وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، إلى تطبيق القانون معتبرًا أن فيه المخرج من الأزمة الراهنة رافضا التعليق على قرارات القضاء.
وختم حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط قائلًا: "نحن دائما مسخرون لخدمة الناس ، قضيت 30 عاما بالقضاء قبل تولي الوزارة وكان شعارنا التواضع وخدمة المواطنين، وكنت أرى أنني قادر على العطاء في هذه الوزارة، ولم أندم على قبول المهمة ومصر على إنجازها على أكمل وجه".