قال الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار إن قطاع السياحة والآثار يحظى بدعم غير مسبوق من الرئيس عبد الفتاح السيسى، معتبرا أن هذا الأمر كان السبب فى عدم توقف القطاع عن العمل خلال فترة جائحة فيروس كورونا.
وأضاف د.العناني: "عقد الرئيس السيسي في بداية أزمة الكورونا اجتماعا ضم رئيس البنك المركزي ووزير السياحة والآثار ووجه خلاله بدعم قطاع السياحة والآثار لكي لا يتأثر العمل فيه، ولكي نكون مستعدين فور انتهاء الجائحة، وهو ما نفذناه بالفعل".
واعتبر أن ما فعلته الحكومة من دعم للقطاع السياحي والأثري في فترة الكورونا كان غير مسبوق وله الفضل في كافة الإنجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين رغم الظروف الصحية التي أجبرت العالم كله على التوقف.
وقال إن "مهمة وزير السياحة في الظروف العادية هي حل المشكلات والترويج لأسواق جديدة ولكن في الكورونا أصبحت المهمة هي دعم القطاع والحفاظ على العمالة وعدم تسريحها والمحافظة على الاستعدادات للعمل بكافة الطاقات فور انتهاء الجائحة تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي".
وأوضح أن فترة الكورونا شهدت تحقيق العديد من الإنجازات، حيث تم فتح السياحة الداخلية في 15 مايو 2020 ثم فتح المجال الجوي للسياحة الخارجية في 1 يوليو 2020 مضيفا أنه منذ ذلك التاريخ حتى الشهر الماضي، تحقق معدلات السياحة نموا في كل شهر عن سابقه.
وأشار إلى أن فترة الكورونا أيضا شهدت عدة اكتشافات وافتتاحات أثرية منها افتتاح الرئيس السيسي لمشروع ترميم قصر البارون امبان ومتاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية بالإضافة إلى الافتتاح الجزئي للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وموكب نقل المومياوات وإعادة اكتشاف طريق الكباش بالأقصر.
وأضاف أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء افتتح خلال العامين الماضيين متحف الغردقة الذي يعد أول متحف بالشراكة مع القطاع الخاص وكذلك هرم سقارة المدرج بعد ترميمه، واكتشاف المقبرة الجنوبية للملك زوسر بسقارة.
وأشار إلى أنه تم أيضا خلال العامين الماضيين ورغم جائحة الكورونا افتتاح 3 كنائس في مسار العائلة المقدسة وتحقيق طفرة في العمل في المتحف المصري الكبير الذي بلغت نسبة انجاز العمل به 99 % وسيكون جاهزا للافتتاح خلال 2022، بالإضافة إلى انتهاء العمل في مشروع ترميم قصر محمد علي بشبرا
وهو جاهز للافتتاح، كما استمرت الوزارة في إقامة المعارض السياحة والآثرية واسترداد الآثار المهربة من مختلف الدول.
وقال وزير السياحة والآثار إن متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة جاهز للافتتاح وكذلك متحف قناة السويس، مشيرا إلى أن العمل في قطاع السياحة والآثار حقق العديد من الإنجازات رغم الكورونا.
وأضاف أن حفل طريق الكباش لم يكن حفلا للفعالية وحدها بل كان حفلا للأقصر كلها، مشيرا إلى أنه من نتائج هذا الحفل أن مصمم الأزياء العالمي ستيفن ريتشي سيقيم عرضا للأزياء في معبد حتشبسوت في مارس المقبل، سيحضره زبائنه من أثرى أثرياء العالم وسيستعين به بأشهر العارضين في العالم، كما أن أحد بيوت الأزياء الفرنسية العالمية طلب إقامة عرض أزياء عند الهرم خلال 2022.
ولفت إلى أنه من نتائج هذا الحفل أيضا افتتاح خط طيران شارتر بين شرم الشيخ والأقصر للربط بين المقاصد السياحية الترفيهية والثقافية.
وأوضح الوزير أن حفلة طريق الكباش شاركت فيها بالعمل كافة أجهزة ووزارات الدولة المصرية وليس وزارة السياحة والآثار فقط، مشيرا إلى أنه من وزارته شاركت فقط جهتين هما المجلس الأعلى للآثار وهيئة تنشيط السياحة.
وأكد د.العناني أن أهل الأقصر كانوا في غاية السعادة بهذه الاحتفالية التي حققت رواجا سياحيا كبيرا في مدينتهم، موضحا أن هذا الاحتفال سيقام بشكل سنوي بمشاركة أهل الأقصر في "موكب الأوبت" بطريق الكباش.
وكشف الوزير عن أنه جاري الإعداد لحدث سياحي وأثري ضخم في سانت كاترين بهدف جعلها مقصدا سياحيا ومحمية طبيعية وموقعا للتراث العالمي صديق للبيئة يستهدف جذب آلاف السائحين على مدار العام.
كما كشف الوزير عن التفكير في إنشاء "هولجرام" في كل من المتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة وطريق الكباش بالأقصر وسانت كاترين، ليحكي للزائرين بالفيديو تاريخ المكان وما حدث فيه.
وأوضح أن تنفيذ هذا المشروع كان له طريقان، الأول هو تنفيذه عبر شركة خاصة ودفع التكاليف لها وهو أمر صعب لأن تكلفته عالية وستتراوح بين 40 – 50 مليون جنيه، والثاني هو الشراكة مع القطاع الخاص في هذا الأمر بحيث تنفذه شركة خاصة وتتقاسم معها الوزارة الأرباح مثلما حدث مع شركة أوراسكوم في الهرم، وشركة حسن علام في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وكشف وزير السياحة والآثار أن تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير (بدون احتساب سعر الأرض) تبلغ نحو مليار دولار وهي قرض تم البدء في تسديدة في مايو 2016، موضحا أنه لا يوجد متحف في العالم يغطي تكاليفه من مجرد تذاكر الزيارة، ولكن عبر وسائل أخرى من بينها الشراكات مع القطاع الخاص.
وأوضح أنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والتي تشمل طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وميدان الرماية وطريق القاهرة الفيوم الصحراوي، ومطار سفنكس الذي تم إنشاؤه وسيحقق نقلة نوعية للسياحة في مصر حيث أنه سيتيح لأول مرة هبوط الطيران العارض (شارتر) في العاصمة.
وكشف الدكتور خالد العناني عن أنه لم يتم بعد اختيار الشركة التي ستتولى الاحتفالية الكبرى لافتتاح المتحف الكبير، وقال "كان عندنا قائمة مختصرة بها 8 شركات كبرى لكن ما قدموه من عروض لم يلق قبولا من اللجنة الفنية وبالتالي عدنا إلى الشركة الدولية التي تتولى الترويج على التواصل الاجتماعي للوزارة، باعتبار أن الحملة سيكون أغلبها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن الحملة تعتمد استراتيجية قائمة على إظهار مصر كدولة حيوية، شابة، نابضة، متجددة بها سياحة متنوعة معتزة بتاريخها وحضارتها عن طريق تنظيم احتفالات بشكل عظيم.
وأكد حرص الوزارة على القيام بدورها التوعوي، وهو الأمر الذي ظهر جليا من خلال احتفاليتي المومياوات وطريق الكباش التي جعلت كل الأسر المصرية تتحدث عن الآثار الفرعونية، وكذلك تم اتخاذ قرار بدخول المواطنين فوق الـ60 عاما لكافة المتاحف مجانا، وتستقبل المتاحف أيضا رحلات مدرسية كثيرة لتوعية التلاميذ بحضارة الأجداد.
وأشار الوزير إلى أن عام 2022 سيشهد العديد من الأحداث المهمة التي سيتم الاحتفال بها بشكل مختلف، منها تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في فبراير، لأن التاريخ هذا العام سيكون مميزا (22-2-2022)، كما سترأس مصر اجتماع لجنة الشرق الأوسط للسياحة في مطلع مارس المقبل، كما تستضيف الأقصر في مارس أيضا عرض أزياء للمصمم العالمي ستيفان ريتشي، وفي مايو المقبل سيقام عرض أزياء لبيت أزياء فرنسي عالمي في الهرم.
وأوضح أنه سيتم هذا العام أيضا إقامة معرض للمجسمات عند سفح الهرم، كما تم التفكير في استحداث عيد للسياحيين في مصر، وجاري التفكير في الموعد المناسب له مع ترجيح الأول من يوليو، لأنه موعد استئناف السياحة الخارجية بعد الكورونا، بالإضافة إلى أنه موعد بدء موسم السياحة الترفيهية الشاطئية الصيفي.
وكشف الوزير عن وجود كشف أثري مهم في سقارة توصلت إليه البعثة المصرية وسيتم الإعلان عنه قريبا سيبهر العالم وسيتم الإعلان عنه في احتفالية ضخمة.
وأوضح العناني أنه خلال فترة الكورونا أيضا تم تغيير 3 قوانين تمس قطاع الآثار بالإضافة تغيير قوانين السياحة التي تم تعديلها لأول مرة منذ عام 1977.
وأشار إلى أن التشريعيات التي تخص قطاع السياحة التي تم تعديلها خلال فترة الكورونا تشمل قانون بوابة العمرة، كما انتهت مناقشة قانون صندوق الأثار والسياحة، كما انتهت مناقشة قانوني تراخيص المنشآت الفندقية والسياحية والاتحاد العام للغرف السياحية في كل اللجان، وفي طريقهما لمجلس النواب، موضحا أنه بعد إقرار قانون الاتحاد العام للغرف السياحية سيتم إجراء انتخابات تلك الغرف، جاري الانتهاء من قانون بوابة الحج، وقانون أزمات السياحة.
وبالنسبة للقطاع السياحي، أوضح الوزير أن السياحة لم تحقق أرقاما قياسية في خلال العامين الماضيين بسبب الكورونا، حيث أن السياحة تعتمد على منتج مستورد وهو السائحين الذين يخضعون لقيود وضعتها دولهم على السفر وبالتالي قلت حركة السياحة في العالم كله.
وأضاف الوزير "رغم الظرف الصحي العالمي إلى أننا بحلول نهاية 2021 اقتربنا من العودة لمعدلات السياحة في نهاية 2019، وهو ما يعكس ثقة السائحين ومنظمي الرحلات والدول المصدرة للسياحة في مصر سواء أمنيا أو صحيا أو من ناحية الإجراءات الاحترازية".
وأضاف أنه "رغم الكورونا استعادت مصر السياحة الروسية والبريطانية المتوقفة منذ عام 2015، وفي طريقنا لإضافة أسواق سياحية رئيسية جديدة خلال 2022"، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للآثار يدرس اتخاذ قرار بمحاسبة السائحين الأفارقة بنفس سعر المصريين في المواقع الأثرية الأمر الذي يعد تمييزا إيجابيا للسياحة الأفريقية يستهدف جذب المزيد من السائحين الأفارقة.
وكشف عن أن مصر ستكون ضيف الشرف في معرض المجر السياحي في مارس المقبل، كما سترأس مصر في نهاية مارس اجتماع لجنة الشرق الأوسط للسياحة التي سيشارك فيها 10 وزراء للسياحة برئاسة مصر.
وأشار إلى أن الوزارة اتخذت قرار برفع الحد الأدنى في الفنادق ليصبح 40 دولارا/ليلة في فنادق الخمس نجوم و28 دولارا/ليلة في فناق الأربع نجوم، بهدف رفع جودة الخدمات المقدمة للسائحين ودعم القطاع السياحي.
وأكد الدكتور خالد العناني أن دمج وزارتي السياحة والآثار أفاد القطاعين السياحي والأثري بشكل كبير كما أنه سهل اتخاذ القرارات بشكل كبير، موضحا أنه من أهم القرارات في الفترة الماضية قرار تنظيم الرحلات الاختيارية للسائحين بهدف القضاء على الكيانات غير الشرعية وكذلك تفعيل الـgps في كافة الاوتوبيسات والليموزين والسيارات السياحية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل حاليا على ملف التحول الرقمي، حيث أنه لأول مرة أصبح يمكن للسائح قطع تذكرة الكترونية عبر الانترنت، أو التذاكر المميكنة في المواقع الأثرية باستخدام بطاقات الائتمان، وجاري تجهيز موقع الكتروني خدمي ضخم لخدمة القطاع السياحي.
وأكد الدكتور خالد العناني أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ومرافقها المتعددة مثل مدينة الفنون والمدينة الرياضية العالمية سيحقق إضافة لقطاع السياحة حيث سيتم الاستفادة من كل تلك الانشاءات في جذب المزيد من السائحين.
وأشار إلى وجود تعاون مع وزارة الشباب والرياضية، حيث يتم استضافة الفرق الأجنبية المشاركة في مختلف البطولات التي تقام على أرض مصر في المواقع الأثرية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الحدث في الترويج للسياحة والآثار في مصر.
وأوضح الوزير أن مؤتمر التغيرات المناخية الذي تستضيفه مصر هذا العام في شرم الشيخ يحظى باستعدادات مكثفة من قبل وزارة السياحة والآثار، طبقا لتعليمات الرئيس السيسي، موضحا أن هناك لجنة عليا للتحضير لهذا الحدث يرأسها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وأوضح أن دور وزارة السياحة والآثار يشمل توفير الطاقة الفندقية اللازمة والتأكد من استعداد كافة المنشآت الفندقية لهذا الحدث واستغلاله للترويج للمقاصد السياحية والأثرية المختلفة بمصر.
وكشف الوزير عن إقامة معرض للآثار المصرية على هامش المؤتمر الذي سيحضره نحو 120 رئيسا بعنوان كيف احترم المصري البيئة على مر العصور، على أن يقام إما في متحف شرم الشيخ أو داخل قاعة المؤتمر.
وقال إنه من أهم ثمار المؤتمر حضور أكثر من 15 ألف سائح بأسرهم، والترويج للتحول الأخضر في شرم الشيخ ، وهي رسالة للعالم كله للاهتمام في مصر بالسياحة البيئية والخضراء.
وعن المشاركة المصرية في معرض اكسبو 2020 بدولة الإمارات العربية المتحدة، أكد الدكتور خالد العناني أن كل زوار معرض إكسبو يحرصون على زيارة الجناح المصري للتصوير مع الآثار المصرية المعروضة هناك ومن أهمها التابوت الأثري الذي يتصدر الجناح، وهو أحد التوابيت التي تم اكتشافها في سقارة في نوفمبر 2020، ووجه الشكر لنيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة لدعمها لمشاركة وزارة السياحة والآثار في المعرض.
وأكد وزير السياحة والآثار أهمية جهود وزارة النقل في دعم السياحة، قائلا "السياحة تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية بدون طرق لن يصل السائحون للمقاصد السياحية المختلفة".
وقال "الآن توجد طرق محترمة في كل مناطق مصر مثل الجلالة والساحل الشمالي والعين السخنة والغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ وسيناء بالإضافة إلى القطار فائق السرعة الجاري إنشاؤه للسفر من القاهرة إلى أسوان في 4 ساعات ونصف، وطريق الغردقة – الأقصر للربط بين المقاصد السياحية الترفيهية والثقافية.