اكتشف فريق بحثى بمركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة بمشاركة فريق دولي بقيادة مصرية حفريات الجد الأكبر للثعابين الحالية، مثل الكوبرا والطريشة، وأيضا حفريات أضخم سحلية عديمة الأرجل فى التاريخ، من صحراء الفيوم ويرجع عمرهم إلى 37 مليون عامًا تقريبًا.
والحفريات من أضخم سحلية عديمة الأرجل فى التاريخ إلى أقدم أجداد الثعابين الحالية بالإضافة إلى تسجيل حفريات جديدة لثعبان الرنينوتت، نشرت الاكتشافات فى مجلة (JVP) يوم الأربعاء 18/2/2022.
فى منخفض الفيوم تحديدا شمال بحيرة قارون حيث تتراكم الحفريات فوق بعضها في ثراء شديد الندرة لا تجده في أى مكان آخر، هناك يعمل الفريق المصري بقيادة عالم الحفريات المصري الدكتور هشام سلام على كشف أسرار الماضى لمعرفة كيف كانت الحياة، فمنذ 37 مليون عاما تقريبا كانت منطقة الفيوم غابات استوائية مطيرة، اكتشف منها الكثير من الثدييات، لكن لم يعرف الكثير عن الزواحف خاصة الحرشفيات (وهى الزواحف التى يحاط جسمها بالحراشيف المنبثقة من طبقة الجلد الخارجى مثل الثعابين والسحالى). ندرة أحافير الحرشفيات فى تلك الفترة الزمنية سواء من مصر أو من القارة الافريقية كلها صوبت نظر فريق سلام لاب البحثي نحو البحث عن أى أدلة تمكنهم من كشف النقاب عن حياة الحرشفيات وتطورها في تلك الفترة.
وتقول مروة الحارث المعيد بقسم علم الحيوان بجامعة الإسكندرية وعضو فريق مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية والمؤلف الرئيسي على الدراسة استطاع الفريق تسجيل أول سحلية عديمة الأطراف من مصر، وبمقارنة حجم الفقرات لها مع أضخم السحالى عديمة الأطراف التى عاشت على وجه الأرض، تبين للفريق أن سحلية الفيوم المصرية كانت الأضخم على الاطلاق بحجم قد يصل إلى ضعف سحالى البايبيدز الضخمة التى تعيش في افريقيا وآسيا الآن، وتتمتع هذه سحلية الفيوم الجديدة أيضا بوجود نتوءات كبيرة في الفقرات، يلتحم بهذه النتوءات عضلات كبيرة وقوية تمكن السحلية من الحركة بسهولة في ظل عدم وجود أطراف تساعدها على الحركة.
ومن بين الاكتشافات أيضا، تسجيل الجد الأكبر للثعابين الحديثة مثل الكوبرا والطريشة، ويعد هذا الثعبان هو أقدم ثعبان من هذه المجموعة فى القارة الافريقية. لم تنته الاكتشافات عند هذا الحد بل تمكن الفريق من اكتشاف عينات جديدة لم تُكتشف من قبل لثعبان الرنينوتت (سمى هذا الثعبان على اسم رنينوتت إلهة التغذية والحصاد عند قدماء المصريين والتى كانت تمتلك رأس كوبرا).
يضيف الدكتور محمد سامح خبير اليونسكو ومدير محميات المنطقة المركزية بوزارة البيئة أن عينات الرنينوتت الجديدة أدلة موثوقة حول فرضية هجرة هذه الثعابين من آسيا إلى إفريقيا، مما يعضد من فرضية الهجرة عن طريق الانتقال فوق الغابات العائمة عبر المحيطات.
ويهدف الفريق باستمرار التنقيب من خلال رحلاتهم الاستكشافية للبحث عن حرشفيات الفيوم القديمة لفك ألغاز التاريخ التطورى عبر الزمن، وفهم آليات النشأة والهجرة لهم.