قال المبعوث الأمريكى للمناخ جون كيرى إن مؤتمر المناخ فى جلاسكو أسفر عن التزامات غير مسبوقة من قبل القطاع الخاص، مشيرا إلى أن 200 دولة اجتمعت معا فى آخر مؤتمر مناخى، وأخذوا خطوات مهمة للغاية فى نوفمبر الماضى بالاتفاق على خفض درجة حرارة الأرض بمقدار درجة ونصف الدرجة، وتوصيل انبعاثات الكربون إلى صفر بحلول عام 2050.
وأكد أنه متفائل بإمكانية التوصل إلى إنجاز يتعلق بتغير المناخ ووقف ارتفاع درجة حرارة الأرض وخفض الانبعاثات، لافتا فى كلمته فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى أن مؤتمر المناخ فى جلاسكو خلق زخما يجب أن يتبعه التزام الدول بتخفيض استخدام الفحم والوقود الأحفورى، مؤكدا أن الوضع الحالى ليس سهلا ويقع على عاتق الدول مسئولية الاستفادة من هذا الزخم.
وأكد أن هناك خطوات ملحة يجب اتخاذها لأن الوضع أصبح طارئا ولم يعد يحتمل الانتظار، وأكد أن العقد الماضى كان الأسخن فى التاريخ، وأن هناك مظاهر مناخية تصرخ فى وجهنا لننتبه. وأكد أن تغير المناخ فى الولايات المتحدة حصد أرواح المئات العام الماضى، وكبد الاقتصاد مليارات الدولارات فى أمريكا وحدها. وأشار إلى أن التلوث يقتل 10 ملايين شخص حول العالم، والحرارة تقتل 5 ملايين.
وأشار إلى أن العالم يعرف أن بعض أضرار تغير المناخ الآن لا يمكن عكسها، ولكن هناك أضرار خطيرة يمكن أن تستمر فى الحدوث حال استمرت درجات الحرارة فى الارتفاع، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة الأرض يدمر الحياة البحرية والبيئة ، قائلا إن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين على سبيل المثال يعنى تدمير الشعاب المرجانية بالكامل حول العالم.
وأضاف أن العالم فى حاجة للحصول على تمويل من جهات مختلفة من البنوك، ومن الدول الغنية ومن الشراكات بالتعاون مع الجميع.
وأضاف أن العالم كذلك بحاجة إلى التكيف مع أثار تغير المناخ، ومعرفة كيفية التصرف وقت الأزمات المناخية وحماية الناس فى أحيائهم وتوجيههم وقت حدوث الأزمة، مؤكدا أن التكيف يعنى إنقاذ حياة الناس.
وأشار إلى أن هناك تحديات تهدد الجميع فى العالم بسبب تغير المناخ، وبدأت بعض الدول فى أفريقيا مثل رواندا وتونس فى اتخاذ تدابير للتكيف والتعامل بمرونة مع الكوارث المناخية، من خلال مساعدة المزاراعين. وقدم مثال من الهند على التكيف، حيث دهن الناس منازلهم باللون الابيض لعكس أشعة الشمس.
وأكد أن المستقبل أكثر خطرة وأكثر نظافة ولكن فقط إذا وصل العالم إلى أهداف الحد من تغير المناخ فى الوقت المناسب، وأكد أن العالم يمكنه أن يحلم ويمكنه أن يكون لديه أمل لمواجهة هذه الأزمة.
وكان بدأ منذ قليل خطاب المبعوث الأمريكى للمناخ جون كيرى فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة حول مستقبل العمل المناخي الدولي في الفترة التي تسبق الدورة 27 لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) في شرم الشيخ، فى ختام زيارته للقاهرة، وذلك بعد لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى.
والتقى المبعوث الخاص كيري مع نظرائه الحكوميين وممثلي الأعمال لحث التطلعات المناخية المتواصلة والمتزايدة، ودشن مع سامح شكري، مجموعة العمل المصرية ـ الأمريكية المشتركة للمناخ، صباح الاثنين، وهو مسعى مشترك لتعزيز الأهداف المناخية الثنائية والمتعددة الأطراف قبل قمة شرم الشيخ