أكد السفير كريستيان بيرجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبى لدى مصر، الدور الكبير الذى تلعبه مصر فى مجال الطاقة فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وشدد الدبلوماسي الأوروبي -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش فعاليات مؤتمر (ايبيك 22) حول كفاءة الطاقة الذي انطلقت اعماله بالقاهرة اليوم الثلاثاء- على أن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر لتصبح مركزا مهما ورئيسيا للطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبحر المتوسط لما لديها من مصادر متنوعة للطاقة، لا سيما الطاقة الشمسية، فضلا عن إنتاج الهيدروجين الأخضر، وأكد أهمية التعاون الوثيق بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة.
وقال السفير إن مسالة كفاءة الطاقة تعد أمرا يحظى باهتمام الاتحاد الأوروبي منذ وقت طويل، لا سيما في إطار المناقشات المتعلقة بالمناخ، وأوضح أن مصر تعد مصدرا لإنتاج الطاقة، وهناك تعاون جيد بين مصر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال، كما أن الاتحاد الأوروبي عضو مراقب في منتدى غاز شرق المتوسط.
وأشار إلى أن تصدير الغاز إلى أوروبا يعد أمرًا ضروريًا للغاية، لأن أوروبا تريد تنويع موارد مصادر الغاز لديها ومورديه، لذا فإن دولًا مثل مصر وقبرص فى المنطقة ستصبح مهمة جدًا في هذا الإطار، وكشف عن وجود مناقشات جارية بشأن اتفاقيات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومصر.
وقال إن "هناك طلبا كبيرا على الهيدروجين ونحن نعلم جيدًا أنه لا يمكننا إنتاجه في الوقت الذي نحتاجه في أوروبا، لذا في بلد مثل مصر لديه إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة الخضراء سيكون أمرًا مهما للغاية لأوروبا، وأكد أهمية الطاقة الجديدة".
ونوه إلى أمله في نشر ثقافة الطاقة الجديدة بين الناس، معربا عن اعتقاده بأن هناك وعيا قويا جدًا فيما يخص التعامل مع قضية الطاقة وهو أمر مهم عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع قضية المناخ، وهو ما تمت مناقشته مع عدد من المبادرات التي يديرها الشباب الذين يدركون جيدًا هذا الرابط بين المناخ والطاقة، لذا من الواضح أن تقليل استهلاك الطاقة له تأثير إيجابي مهم للغاية فى النقاش حول المناخ.
وعما إذا كان الاتحاد الاوروبى يدعم مراكز الأبحاث في هذا الصدد، قال بيرجر إن هذا يتم بالفعل، وأكد أهمية الاعتماد على الطاقة الشمسية.
وأشاد بما تمتلكه مصر من خبرات في مجال استخدامات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مؤكدا أهمية التدريب في هذا المجال، ولفت إلى أنه قام خلال الأشهر القليلة الماضية بتفقد مشروع في أسوان حيث يدعم الاتحاد الأوروبي مدرسة للتعليم الفني لإعداد الطلبة حول كيفية التعامل مع إنتاج الطاقة الشمسية وإنتاج الألواح وكيفية تجميعها كمثال واحد على التعاون.
وحول التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي في إطار التنسيق للإعداد لمؤتمر المناخ المقرر انعقاده بشرم الشيخ في نوفمبر القادم، قال السفير إن هناك تنسيقا وثيقا في هذا الصدد ومناقشات مستمرة مع المسئولين في مصر.
وكان السفير كريستيان بيرجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، قد أكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لكفاءة الطاقة الذي انطلقت فعالياته اليوم أن كفاءة الطاقة هي مفهوم رئيسي في مكافحة تغير المناخ.
وسلط السفير الأوروبي الضوء على تعاون الاتحاد الأوروبي مع مصر في قطاع النفط والغاز من خلال برامج بناء القدرات وفي شكل دمج منح الاتحاد الأوروبي مع قروض من المؤسسات المالية الأوروبية لتمويل مشاريع البنية التحتية في هذا القطاع.
واستعرض السفير التعاون فى مشروع توصيل الغاز الطبيعي للأسر الذي يهدف إلى ربط ما يصل إلى 2.3 مليون أسرة بشبكة الغاز الوطنية، لافتا إلى أن المشروع يتضمن مكونًا اجتماعيًا مهمًا يقدم الدعم مع دفع رسوم التوصيل تماشيًا مع الاستراتيجية الرئاسية لتوسيع شبكة الغاز الوطنية في جميع أنحاء البلاد وأيضًا بما يتماشى مع مبادرة (حياة كريمة).
كما أبرز المشاركة في برنامج كفاءة الطاقة في برنامج مصفاة السويس للنفط، وهو الأقدم في البلاد الذي يوظف حاليًا 6 آلاف موظف، وسلط الضوء كذلك على التعاون المستقبلًي بين الجانبين في قطاع الطاقة حيث يحرص الاتحاد الأوروبي على الشراكة مع مصر لدعم الاستدامة المتزايدة والجهود التي تؤدي إلى إزالة الكربون من قطاع الغاز.
وأشار إلى أن "الصفقة الأوروبية الخضراء" تعتبر من أهم أولويات المفوضية الأوروبية. وتسعى جاهدة لجعل أوروبا محايدة للكربون بحلول عام 2050.
وأوضح بيرجر أن التعاون بين الجانبين يتضمن الاقتصاد الأخضر والطاقة المستدامة كعامل اجتماعي واقتصادي رئيسي يدعم ازدهار مصر، لافتا إلى أن الدعم الحالي من الاتحاد الأوروبي لتحديث الاستراتيجية المصرية للطاقة المستدامة يعتبر مهمة طموحة وهامة.