اقتحم مستوطنون إسرائيليون في مدينة القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية عنصرية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وانطلقت دعوات مقدسية، يوم أمس، للاعتكاف في المسجد الأقصى، بدءًا من يوم الجمعة المقبل ردًا على دعوات المستوطنين لاقتحام مركزي ومكثّف للمسجد الأقصى فيما يسمى بـ"يوم توحيد القدس"، وهو اليوم الذي تم فيه احتلال باقي شرقي القدس عام 1967، الذي يُصادف الأحد الموافق 29 مايو الجارى.
ودعت جماعات "الهيكل" المزعوم إلى اقتحام جماعي للأقصى، احتفالا بذكرى احتلال شرقي القدس، ورفع الأعلام في باحاته، وأداء طقوسهم التلمودية.
ويتعرض المسجد الأقصى بشكلٍ يومي لاقتحامات المستوطنين ما عدا الجمعة والسبت، عبر مجموعات وعلى فترتين صباحية ومسائية، وبحماية سلطات الاحتلال، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في ساحات قبلة المسلمين الأولى، وتزداد هذه حدة هذه الاقتحامات الاستفزازية في الأعياد والمناسبات اليهودية.
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، عمليات تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف وتغيير هويته الحضارية الإسلامية وواقعه التاريخي والقانوني القائم عبر عمليات هدم وبناء وتجريف، كان آخرها قطع أجزاء من الدرج التاريخي للحرم وتنفيذ عمليات حفر بآليات ثقيلة في ساحاته الخارجية، بحجة استكمال مشروع (المصعد الكهربائي).
وأضافت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، الثلاثاء، أن هذا الاعتداء الصارخ والاستفزازي على الحرم محاولة لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات اليونسكو، وجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد قلب مدينة الخليل وبلدتها القديمة بما يخدم روايات الاحتلال التلمودية وأطماعه الاستعمارية التوسعية.
وحذرت من مغبة التعامل مع ما يتعرض له الحرم الإبراهيمي الشريف كأمور باتت مألوفة واعتيادية لا تستدعي أية مواقف أو ردود فعل دولية، خاصة عمليات القمع والتنكيل المتواصلة بالمواطنين الفلسطينيين المدافعين عن الحرم ومسيراتهم كما حصل بالأمس، باعتبارها كمن يصب الزيت على نار التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
طالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة وفي مقدمتها اليونسكو والإدارة الأميركية بسرعة التدخل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف تهويدها للحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة في الخليل.