قال السفير الألمانى بالقاهرة فرانك هارتمان، إن بناء نظام سكك حديدية حديث وآمن وصديق للبيئة وميسور التكلفة لملايين المصريين من خلال شركة ألمانية هو معلم تاريخى فى علاقتنا الثنائية طويلة الأمد، والتى تحتفل بعيدها السبعين هذا العام، لطالما كانت ألمانيا شريكًا وصديقًا لتحديث مصر ".
وأعلنت سفارة ألمانيا بالقاهرة فى بيان لها، أنه تم توقيع تعاون مشترك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس التنفيذى لشركة سيمنز رولان بوش ووزير النقل كامل الوزير، على اتفاقية الشريحة الثانية من الاستثمار فى بناء نظام السكك الحديدية البالغ مجموعها 12 مليار يورو.
وتتعاون شركة Siemens Mobility الألمانية مع مصر فى بناء نظام سكك حديدية كهربائى وآمن ومستدام، يتألف من قطارات إقليمية عالية السرعة وقطارات شحن وشبكة سكك حديدية جديدة بطول 2000 كيلومتر.
من جانبه شكر السفير الألمانى فرانك هارتمان، الرئيس عبد الفتاح السيسى على الثقة الطويلة التى تضعها الحكومة المصرية فى التكنولوجيا الألمانية، وهنأ الحكومة المصرية والتحالف الذى تقوده شركة سيمنز على هذه الاتفاقية الرائدة.
وكجزء من المشروع، ستوفر شركة Siemens شبكة سكك حديدية مكهربة بالكامل، بالإضافة إلى أحدث القطارات عالية السرعة من النوع المستخدم فى ألمانيا مثل Intercity Express (ICE)، وقطارات الشحن الإقليمية، تبلغ استثماراتها 12 مليار يورو، وستقوم شركتا "أوراسكوم" و"المقاولون العرب" المصريون ببناء محطات السكك الحديدية والأنفاق والجسور وستشتركان فى أعمال الأساسات.
وأضاف فرانك فى بيان له، أن المشروع سيخلق حوالى 45 ألف فرصة عمل محلية، كما أنه يضع مصر فى طليعة جهود التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث يلعب السفر بالسكك الحديدية دورًا مهمًا، حيث يخفض الانبعاثات بنسبة 70-85 % بسبب استخدام الطاقة الكهربائية فى عملية التشغيل، ويعتبر خط السكة الحديد فائق السرعة أكبر مشروع بنية تحتية فى مصر حتى الآن، كما أنه أكبر مشروع منفرد فى تاريخ شركة سيمنز والذى يمتد إلى 175 عامًا.
وتشارك ألمانيا بشكل كبير مع مصر فى مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن مشاريع التعليم والتدريب المهنى وإمدادات الطاقة مثل محطات الطاقة التى تعمل بالغاز، وبالمثل بالشراكة مع شركة سيمنز، والتى بسببها تتمتع مصر بطاقة كهربائية مستقرة، كما أنها اصبحت مصدرة لهذه الطاقة، وهذه المجالات هى الأسس لمزيد من التصنيع والتحديث فى مصر، ولقد قام المستشار الألمانى شولتز بنفسه، خلال كلمة مسجلة له فى المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، بشكر ممثلى الحكومة المصرية على الثقة التى أولوها للهندسة الألمانية لتنفيذ هذا المشروع.
وسيمنز شريك مصر فى الشريحة الأولى من مشروع السكك الحديدية، الذى تم توقيعه فى سبتمبر 2021، لتنفيذ خط سكة حديد عالى السرعة يربط مدينتى مرسى مطروح والإسكندرية مرورا بالقاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة وميناء العين السخنة على البحر الأحمر، وستمد هذه الشريحة الثانية الخط عبر الأقصر وأسوان إلى أبو سمبل، مما يؤدى إلى إنشاء شبكة سكك حديدية يبلغ إجمالى طولها حوالى 2000 كيلومتر.