استضاف كل من السفارة البريطانية في القاهرة والمجلس الثقافي البريطاني في مصر حدث "150 يومًا على مؤتمر قمة المناخ COP27" في حديقة السفارة البريطانية، بمناسبة العد التنازلي، و150 يومًا على استضافة مؤتمر قمة المناخ COP27 في مصر نوفمبر القادم، واحتفالًا بالشراكة الخضراء بين المملكة المتحدة ومصر، وفقا لبيان من السفارة البريطانية بالقاهرة مساء اليوم.
وانتهزت السفارة البريطانية في القاهرة، والمجلس الثقافي البريطاني الفرصة للإعلان عن سلسلة من المبادرات والاتفاقيات الجديدة بشأن تغيّر المناخ ، بما يتضمنها من شراكات مع المؤسسات الرسمية المصرية.
أعلنت السفارة البريطانية أن المملكة المتحدة ستقوم بتوقيع اتفاقية ضمان مع بنك التنمية الأفريقي والتي ستسمح بدورها إلى تمويل ما يصل إلى ملياري دولار من تمويل المناخ في جميع أنحاء إفريقيا، مع تخصيص جزء من هذا لمصر، يأتي ذلك في أعقاب التصريحات الواضحة للحكومة المصرية بشأن أهمية التمويل المناخي للتمكن من تحقيق الأهداف المناخية الطموحة.
بالإضافة إلى ذلك، ستوقع شركة FSD Africa، المستثمر المالي الممول من الحكومة البريطانية ، اتفاقية مبدئية مع الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر لمساعدة صناديق التأمين والمعاشات التقاعدية المصرية على دمج الإطارات الخضراء والصديقة للبيئة في أعمالهم.
ومن جانبه، أعلن المجلس الثقافي البريطاني، المنظمة الدولية للعلاقات الثقافية والفرص التعليمية في المملكة المتحدة، عن مشاريع جديدة في مصر في إطار برنامجه العالمي "الاتصال المناخي". التزاما منه بجعل مؤتمر قمة المناخ COP27 الأكثر شمولاً على الإطلاق، يهدف البرنامج إلى جمع الاشخاص من جميع أنحاء العالم معًا لمواجهة تحديات تغيّر المناخ من خلال الشراكات والمشاريع والموارد التعليمية والحوارات السياسية والأحداث، وهذا عبر منصات التعليم والفنون واللغة الإنجليزية التابعة للمجلس الثقافي البريطاني.
لاستكشاف الدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في مكافحة أزمة المناخ، أعلن المجلس الثقافي البريطاني عن استثمار منحة بقيمة 11 مليون جنيه مصري في شراكات التعليم العالي المناخية التي تدعم التعاون بين الجامعات البريطانية والمصرية عبر مجموعة من القضايا المناخية بما في ذلك البحث وتطوير الدورات المعتمدة على المناخ جامعات صديقة للبيئة.
تم تدشين هذه الشراكات خلال جلسة "شبكة مناخ التعليم العالي" التي قام بها المجلس الثقافي البريطاني في بداية اليوم. حضر الجلسة رؤساء وممثلون عن جامعات مصرية وبريطانية تعمل في مجال المناخ وناقشوا التعاون المستقبلي بين شبكة جامعات COP 26 وشبكة جامعات COP27 المصرية الناشئة وأيضاً السياسات في مجال أبحاث المناخ وحملة السباق للوصول إلى صفر انبعاثات، وهي حملة عالمية تُلزم الشركات والمدن والمناطق والمستثمرين بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.
أعلن المجلس الثقافي البريطاني أيضًا عن موارده المتاحة في اللغة الإنجليزية والمناخ للمعلمين والطلاب، ستكون هذه الموارد جزءًا من عرض تدريب المعلمين المقدم من المجلس الثقافي البريطاني إلى 10000 معلم في كل من أنظمة وزارة التربية والتعليم والأزهر وجزءًا من تدريب "مليون سفير للمناخ" في جميع أنحاء مصر وإفريقيا على نطاق أوسع بالشراكة مع جامعة عين شمس.
كما أعلن المجلس الثقافي البريطاني أيضًا عن مجموعة واسعة من الفرص في الفنون والثقافة والتعليم واللغة الإنجليزية لجلب الفنانين والمخرجين والأكاديميين والعلماء والباحثين والمدرسين والطلاب والمجتمع المدني والشباب إلى طاولة النقاش حول المناخ.
وأعقب ذلك جلسة تواصل في حديقة السفارة، وكلمات افتتاحية ألقاها السفير البريطاني جاريث بايلي، والقائمة بأعمال مدير المجلس الثقافي البريطاني روث كوكس، وكذلك معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار ومعالي وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد.
انتهز السفير جاريث بايلي هذه الفرصة ليعلن أيضًا أن شركة بتروفاك البريطانية فازت بمشروع لإجراء دراسة جدوى مع شركة ميديترينيان إنرجي بارتنرز (MEP) في مصر لبناء منشأه جديدة تعمل علي تحويل الهيدروجين إلى الأمونيا، تستهدف إنتاج 125 ألف طن كل عام من الأمونيا الخضراء للتصدير.
واختتم الحدث بحلقة نقاش حول "الطريق إلى مؤتمر قمة المناخ COP 27" ، بمشاركة السفير بايلي ومعالي وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، بالإضافة إلى شباب مختص في قضية المناخ أحمد ياسين وسارة بدر.
وفي كلمته، أكد د. خالد عبدالغفار على أهمية التكاتف والتعاون لمواجهة قضية تغير المناخ والتي تُشكل الخطر الأكبر على جميع الكائنات الحية، مشيرًا إلى أن انعقاد قمة COP26 فى مدينة جلاسكو البريطانية؛ كان بمثابة الأمل في جمع قادة العالم لوضع خارطة طريق للحفاظ على الأرض، وإلزام جميع البشر باتباعها واحترامها، مشيرًا إلى أن مصر من جانبها لم تكتف بدور المُراقب، ولكنها ومن خلال استضافتها لمؤتمر الأطراف COP27 تتسلم الراية من مدينة جلاسكو، لتلعب دورًا فاعلاً في الحفاظ على الكوكب من المخاطر الوشيكة وإيجاد حلول لإنقاذه، مُعربًا عن تطلع مصر بأن تُسفر قمة COP27 عن اتخاذ تدابير أكثر كفاءة وحسمًا لإنقاذ المناخ.
وأكد د. عبدالغفار على أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في مواجهة تغير المناخ وتبعاته، وذلك من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة استعدادًا لمؤتمر COP27، والتي تسعى الوزارة من خلالها لتقديم الحلول العلمية المُناسبة واستخدامها بأفضل طريقة مُمكنة، مشيدًا بدور المجلس الثقافي البريطاني (British Council)، كمنظمة تعليمية وثقافية في نشر الوعي بالمواد الخامسة والسادسة من اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتوفير فرص التعليم والتدريب والبحث من خلال البرامج التي يُقدمها، معربًا أن تُسفر كافة الجهود عن تحقيق مستقبل مُستدام يضمن حياة مناسبة وأكثر نظافة للأجيال القادمة.
وقالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد: "نشكر زملائنا من المملكة المتحدة على دعمهم لنا للأشهر الستة أو السبعة الماضية في كيفية تنظيم مؤتمر المناخ كوب27 على أفضل وجه نظرًا لأننا حصلنا على 11 شهرًا فقط لتنظيمه. يسعدنا اعلان أن وزير الخارجية والرئيس المعين لمؤتمر كوب27 سامح شكري قد وقع رسميًا اليوم على اتفاقية البلد المضيف في بون. سيكون مؤتمر كوب27 هو مؤتمر المناخ للتنفيذ."
كما قال السفير البريطاني في مصر جاريث بايلي: "اليوم هو احتفال" بالشراكة الخضراء "المزدهرة بين المملكة المتحدة ومصر. مع بقاء 150 يومًا حتى مؤتمرCOP27 ، نقوم بتقييم ما تم تحقيقه حتى الآن، ونعلن عددًا من الاتفاقيات الجديدة لدعم مصر في تحولها الأخضر، بما في ذلك تمويل المناخ والتجارة والتعليم. إنه لمن المشجع أن نرى الخطوات المهمة التي اتخذتها مصر بالفعل، خاصة بعد الإطلاق الأخير لاستراتيجيتها الوطنية لتغير المناخ 2050، ونحن حريصون على مواصلة العمل معًا لضمان نجاح COP27 بشكل كبير. ساعة الأرض تدق، ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات الآن. "
وقالت إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني: " تغير المناخ هو أهم قضية للأجيال القادمة. لقد أعلنا اليوم عن عدد من المبادرات الجديدة من خلال برنامجنا "التواصل المناخي" بمصر والذي يهدف إلى البناء على تعهدات حكومة المملكة المتحدة في مؤتمر قمة المناخ COP26 ويدعم أهداف الحكومة المصرية في مؤتمر قمة المناخ 27. التزامًا بجعل مؤتمر قمة المناخ 27 هو الأكثر شمولاً على الإطلاق، فإن برنامجنا يربط الأشخاص من جميع أنحاء العالم، من جميع الخلفيات والتخصصات، من خلال عملنا في الفنون والثقافة والتعليم واللغة الإنجليزية، لمواجهة المشاكل المناخية. في العام الماضي، وصل برنامج "التواصل المناخي" إلى 233 مليون شخص على مستوى العالم، ويعمل المجلس الثافي البريطاني على البناء على هذا قبل مؤتمر قمة المناخ 27 وما بعده، لضمان استمرار مكانة المناخ في صميم دورنا كمنظمة للعلاقات الثقافية والفرص التعليمية."
حضر الفعاليات أكثر من 300 شخص يعملون في القطاعات المتعلقة بالمناخ في مصر، من مختلف القطاعات الحكومية، والتعليم، والأعمال التجارية، والمجتمع المدني.