بعد زيارة بيلوسى لتايوان.. أسباب الخلاف بين الغرب والصين حول الجزيرة الآسيوية

شرارة صدام وحرب محتملة تطرق أبواب المحيط الهادى بسبب التصعيد المتبادل بين الغرب والصين بشأن جزيرة تايوان ، وهو الصدام الذي وصل ذروته بوصول رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي مطار تايبيه ، برغم التهديدات التي قطعتها الصين باستهداف أي طائرات تخترق المجال الجوى. واحتدم التوتر مع الإعلان عن الجولة الآسيوية التي بدأتها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكية، والتي تعد ثالث أرفع مسئول فى الولايات المتحدة بعد الرئيس ونائبه، وتوجهت الأنظار منذ بدء الزيارة إلى الصين التي حذرت بقوة وبلهجة صارمة من هذه الزيارة، بل وأعلنت عن إجراء مناورات قبالة ساحلها المواجه لتايوان. جذور الخلاف وتنظر الصين إلى تايوان باعتبارها جزءا منها ومقاطعة منفصلة تتعهد باستعادتها بالقوة لو تطلب الأمر، إلا أن قادة تايوان يقولون إنها أكثر من مجرد مقاطعة، ويجادلون بأنها دولة ذات سيادة. وتقول هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى إن تايوان لديها دستور خاص بها وقادة منتخبين، ولديها أيضا 300 الف من القوات المسلحة الفاعلة. وبدأت قصة الخلاف بين الصين وتايوان منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1948، عندما فرت الحكومة الكومينتانج الخاسرة إلى جزيرة تايوان وأسست حكومة جمهورية الصين فى المنفى، بينما أسس الحزب الشيوعى الصينى فى البر الرئيسى للصين جمهورية الصين الشعبية. وبدءا من السبعينات، بدأت العديد من الدول فى تغيير علاقاتها الرسمية من حكومة الصين فى المنفى إلى بكين، والآن، أصبح أقل من 15 حكومة حول العالم فقط تعترف بتايوان كدولة. ولم تحكم بكين تايوان أبدا، ومنذ نهاية الحرب الأهلية تمتعت الجزيرة باستقلال فعلى. وبعد إنهاء فترة القانون العرفى الذى استمر عقودا، تمتعت تايوان باستقلال فعلى. وتعد وحدة الصين هدف رئيسى للزعيم الصينىشي جين بينغ،بينما قالت رئيسة تايوان تساى إنج وين، إن تايوان بالفعل ذات سيادة وليست بحاجة لإعلان استقلالها. إلا أن بكين تعتبر أعضاء حكومتها انفصاليين. وعلى الرغم من التوتر السياسى، إلا أن العلاقات بين الشعبين قد زادت بشكل كبير. فالشركات التايوانية استثمرت نحو 600 مليار دولار فى الصين، كما يعيش نحو مليون تايوانى فى الصين، ويدير العديد منهم مصانع تايوانية. سياسة الصين الواحدة عندما اتجهت الولايات المتحدة للاعتراف بحكومة بكين، وعدم الاعتراف بجمهورين الصين فى تايوان، وذلك فى عام 1979، ذكرت الولايات المتحدة أن حكومة الصين الشعبية كانت الحكومة القانونية الوحيدة للصين، ما يعنى أن حكومة جمهورية الصين هي الصين الوحيدة، مع عدم الاعتبار للحكومة الموجودة فى تايوان ككيان منفصل له سيادة. إلا أن واشنطن لم تتعاطى مع المطالب الصينية بأن تعترف بسيادة بكين على تايوان. وبدلا من ذلك، اعترفت واشنطن بالوقف الصينى بأن تايوان جزء من الصين. ولأسباب تتعلق بالسياسية الدولية، كانت كلا من الولايات المتحدة وحكومة الصين الشعبية مستعدتين للمضى قدما فى الاعتراف الدبوماسى برغم خلافهم فى هذا الشأن. وظلت واشنطن تحتفظ بعلاقات رسمية مع بكين وعلاقات غير رسمية مع تايوان. ويقول معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية الأمريكى أن سياسة الصين الواحدة التي تم الاعتراف بها من قبل الإدارات الأمريكية ضمنت الحفاظ على الاستقرار فى مضيق تايوان وسمحت لكلا من تايوان والبر الرئيسى للصين بمواصلة الانتقالات السياسية والاقتصادية الاجتماعى غير العادية فى سلام نسبى. وتقدم الولايات المتحدة لتايوان أسلحة دفاعية بموجب قانون العلاقات مع تايوان الذى يعود لعقود، إلا أنها تلتزم بموقف غامض بشأن ما إذا كانت ستدافع عن الجزيرة فى حال غزو الصين، وهى السياسة التي أطلق عليها اسم الغموض الاستراتيجي. وفى عام 1995، أدت زيارة رئيس تايوان لى تينج هيو للولايات المتحدة إلى أزمة كبرى فى مضيق تايوان. وأطلقت الصين صواريخ فى المياه المحيطة بتايوان ولم تنته الأزمة إلا بعد أن أرسلت الولايات المتحدة مجموعات قتالية وحاملات الطائرات للمنطقة فى استعراض للقوة لدعم تايبيه.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;