تصل زخة شهب الجباريات السنوية ذروة تساقطها من منتصف ليل الجمعة المقبلة، وخلال الساعات قبل شروق شمس السبت 22 أكتوبر، وهذه السنة القمر سيكون فى طور هلال نهاية الشهر المتناقص، ولن يظهر حتى ساعات الفجر، لذلك لن يؤثر ضوءه على رؤية الشهب، حتى وقت متأخر من الليل بسماء الوطن العربى.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه يتوقع أن تنتج الشهب أفضل عروضها في الساعات حول الساعة 05:00 فجرًا بالتوقيت المحلى عندما تكون نقطة إشعاعها مرتفعة فى السماء.
وتعبر الكرة الأرضية فى هذا الوقت من العام خلال الأجسام النيزكية المنتشرة على طول مدار المذنب هالي مصدر هذه الشهب، والتى تضرب الغلاف الجوى للأرض، وتحترق على ارتفاع حوالى 70 إلى 100 كيلو متر، وتظهر لنا فى صورة شهب، ولكن ليس لها تأثير على كوكبنا.
وشهب الجباريات تنشط سنوياً خلال الفترة من 2 اكتوبر إلى 7 نوفمبر، وهى ليست من زخات الشهب القوية، وهى غير معروفة بإنتاج العواصف الشهابية، فعادة من موقع مظلم في عدم وجود وظروف جوية مثالية يمكن رؤية ما بين 10 إلى 20 شهابا بالساعة عند ذروتها، طبعا هناك دائما عنصر المفاجأة المحتملة عندما يتعلق الأمر بزخات الشهب والأمر متروك للرصد الميداني.
وتُعرف شهب الجباريات، بأنها شهب سريعة للغاية، حيث تندفع إلى الغلاف الجوى بسرعة 66 كيلومتر بالثانية، وهذه الشهب تعتبر خافتة لكنها تعوض ذلك الخفوت عن طريق إنتاجها ذيول من الغاز المتأين يستمر لبضعة ثوان بعد اختفاء الشهاب نفسه، وفى بعض الأحيان يمكن أن يكون الشهاب ساطعًا بشكل استثنائى، ويتفتت إلى أجزاء.
إن نقطة إشعاع شهب الجباريات توجد في اتجاه نجوم الجبار، أو الجوزاء، والتى ترصد مرتفعة فى السماء بالأفق الجنوبى الشرقى عند منتصف الليل خلال شهر أكتوبر، ومن هنا جاءت تسمية هذه الشهب.
تعتبر نجوم الجبار (الجوزاء) واحدة من أسهل المجموعات النجمية التي يمكن التعرف عليها حيث تضم ثلاثة نجوم على خط واحد متوسطة اللمعان تمثل حزام الجبار، وألمع نجم في السماء الشعرى يقع إلى الجنوب من نجوم الجبار .
لمحاولة رؤية شهب الجباريات، يجب أن يكون الرصد من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن، وليس على الراصد النظر مباشرة نحو نجوم الجبار لرؤية الشهب، حيث يمكن أن تظهر من كل الاتجاهات في جميع أنحاء السماء، ولكن عند تتبع مسار الشهب سوف يلاحظ أنها تنطلق ظاهريًا من نقطة شمال النجم منكب الجوزاء.
جدير بالذكر أن المذنب هالي - مصدر شهب الجباريات - سيكون اقترابه التالي من الشمس (نقطة الحضيض) في يوليو 2061.