شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى جلسة تشاورية مغلقة مع القادة العرب، صباح اليوم قبيل انطلاق الجلسة العلنية للقمة، وهى المرة الأولى التى تعقد فيها قمة تشاورية مغلقة على مستوى القادة.
وصرح مصدر مطلع لـ"انفراد"، بأن القادة العرب سيناقشون خلال هذه الجلسة المغلقة، الشواغل والتحديات التي تواجه كل دولة والمنطقة العربية بشكل عام، وأدوات التغلب على هذه التحديات.
تأتى القمة العربية رقم 31 المنعقدة بالجزائر العاصمة، وسط موجة من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تواجه المنطقة والعالم، بعد توقف دام 3 سنوات بسبب جائحة كورونا.
وانطلقت أمس، الثلاثاء، القمة العربية الحادية والثلاثين بالجزائر العاصمة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من القادة العرب، حيث تستمر ليومين على مستوي القمة.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس السيسى، كلمة مصر أمام القمة العربية، اليوم الأربعاء، والتي تتضمن تضافر الجهود خلال المرحلة الراهنة نحو تعزيز التضامن بين الدول العربية كافة وتعزيز أطر العمل العربي المشترك
وكان السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، صرح بأن مشاركة الرئيس السيسى بالقمة العربية تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم أواصر علاقات التعاون والاخوة مع جميع الدول العربية الشقيقة واستمراراً لدور مصر المحوري في تعزيز جهود دفع آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية كافة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن قمة الجزائر ستهدف إلى التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة بشأن مساعي الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية، خاصةً في ظل التحديات القائمة المتعددة على المستويين الدولي والإقليمي، لاسيما نتيجة تبعات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، وما فرضه ذلك من ضغوط مختلفة على الدول العربية.
وقال السفير بسام راضى، لـ"انفراد"، إن كلمة الرئيس السيسى ستعكس جهود مصر خلال السنوات الماضية فى آطار لم الشمل العربي، حيث ستضمن أهم محاور الكلمة التمسك بالدولة الوطنية، وإنهاء التدخل الخارجي والمليشيات العسكرية فى الدول العربية، ووحدة الأراضي وتفعيل إرادة الشعوب العربية ، وهو ما يحتاج إلي عمل جماعي مشترك عربي عربي وعربي دولى.
وأضف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن هناك جزءًا فى كلمة الرئيس السيسى مخصص للقضية الفلسطينية (جوهر القضايا)، مشيرًا إلى أن عدم حلها هو سبب عدم استقرار المنطقة.
كان الرئيس السيسى أكد على أن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية، مع استمرار بذل الجهود من أجل استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، فإن موقف مصر واضح من ضرورة التوافق على أهمية عقد الانتخابات في أقرب وقت، وضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، ودعم الوصول لحل ليبي – ليبي وفقا لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات ذات الصلة بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها.
وفى هذا الصدد، أكد السفير بسام راضى، أن التدخلات الخارجية فى الشأن الليبي معوقة لكل الجهود والمتمثلة فى عدم عقد الانتخابات.
وكان الرئيس السيسى، أكد فى تصريحات سابقة، أن مصر لم ولن تدخر جهدا في دعم الشقيقة ليبيا بهدف إجراء المصالحة الوطنية ولم الشمل مع البعد عن أي تجاذبات سياسية، وكذلك استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم اللازم في هذا الصدد.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، فإن موقف مصر ثابت، وهو أنه لا بديل عن الحل السياسي الذي يتوافق عليه جميع السوريين ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السوري ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.
وأوضح "راضى"، أن كلمة الرئيس السيسى، ستتطرق إلى سد النهضة الإثيوبي، من منظور أوسع للأمن المائي للدول العربية، مؤكدًا أن مصر ليست ضد سد النهضة ولا بنائه ولا ضد التنمية فى إثيوبيا، ولكن يجب أن يتم ذلك من خلال اتفاق قانوني يراعي فترة الملء والتشغيل، مؤكدًا على أن إثيوبيا ليست لديها إرادة سياسية، وأنها تراوغ فى هذا الأمر، مشددًا على أن دعم الأشقاء العرب لمصر مهم جدًا فى تلك القضية.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية- الجزائرية، أوضح "راضى"، أن مصر تقدر جدًا الدور الجزائري، واستضافة الجزائر للقمة العربية، مشيدًا بالعلاقات الثنائية مع الجزائر، ودورها التاريخي فى دعم مصر، خصوصًا دورها الكبير فى حرب أكتوبر 1973.
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن هذه القمة هي رقم 3 في الجزائر التي يحضرها رئيس مصري، حيث حضر الرئيسين الراحلين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك قمتين فى الجزائر، إضافة إلى حضور الرئيس السيسى لهذه القمة، مشددًا على الترابط الشعبي والحكومي والرسمي بين مصر والجزائر.